السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عائشة رضوان حنجرة ذهبية في الطرب

عائشة رضوان حنجرة ذهبية في الطرب
24 مايو 2010 20:49
على الرغم من نشأتها في فرنسا حيث البيئة أبعد ما تكون عن التراث العربي الأصيل بكل أشكاله الموسيقية والفنية والثقافية، إلا أن المطربة المغربية عائشة رضوان، مُنذ بداية تسعينيات القرن الماضي، أخذت تُطرب الجمهورين العربي والغربي بتقديمها أجمل وأرقى الروائع الغنائية لمدرسة النهضة الموسيقية العربية، التي عرفت عصرها الذهبي ما بين القرنين التاسع عشر والعشرين. على هامش مشاركتها في مهرجان أنغام من الشرق الذي شهدته العاصمة أبوظبي مؤخراً، التقينا عائشة رضوان وتحدثت عن مسيرتها الفنية، التي بدأتها حين مارست الغناء مع جدّتها في سن الخامسة، واستطاعت فيما بعد أن تجمع في تجربتها الغنية والمتنوعة الغناء الأمازيغي المغربي والمنوعات الفرنسية والإنجليزية والجازبلوز والأغاني العربية على أنواعها، وهو ما يظهر الموهبة والقدرات المتميزة التي تمتعت بها رضوان والتي جعلت منها واحدة من الفنانات العرب اللواتي سجلن أسماءهن بحروف من ذهب في كتاب الفنون العربية الخالدة. اللقاء بالـ «حبيب» تقول رضوان إنها حرصت على تطوير نفسها من خلال الاستماع المتواصل لتسجيلات أشهر الموسيقيين في عصر النهضة الموسيقية، ومنهم الشيخ سلامة حجازي وعبد الحي حلمي والشيخ أبو العلا محمد، والشيخ يوسف المنيلاوي، وكذلك المطربات: منيرة المهدية وفتحية أحمد وأم كلثوم، إلا أن النقلة الكبرى في مسيرتها داخل عالم الموسيقى جاءت على إثر تعاونها مع زوجها الموسيقي والباحث اللبناني حبيب يمّين، الذي وقف إلى جانبها وكان له أثر قويّ وأساسي في تشجيعها ودفعها إلى التخصص في الغناء العربي، وهو ما أدى إلى تأسيس فرقة «تخت الأدوار الموسيقي» المتخصّصة بأداء الموسيقى العربيّة الأصيلة النابعة من مدرسة النّهضة، وذلك في محاولة لإعادة إحياء تراث النهضة الموسيقي الذي يرتكز على روح وأسلوب المقامات، في العام 1991. وتشير رضوان إلى أنها جاءت إلى فرنسا مع أهلها المهاجرين، وهناك أطلعت على ثقافات وألوان جديدة من الموسيقى، وهو ما جعلها تستشعر قيمة التراث العربي الحقيقي وتعمل على تأصيله، خاصة أن الكثيرين من الأصدقاء سمعوا خامة صوتها حين كانت تغني كهاوية، حينذاك شجعوها على انتهاج الطرب الأصيل، ونصحوها بالتوجه إلى مركز الموسيقى في باريس حيث تعرفت على زوجها وبدأت هذا المشوار الطويل بالغناء وهو بالعزف على آلات الإيقاع، وما ساعد على نجاح عملهما المشترك، قدرة الموسيقى العربية على الجمع بين اللحن والإيقاع والشعر. اختيار الأغاني عن كيفية اختيار الأغاني توضح رضوان، أنها عمدت برفقة حبيب إلى استعادة واستماع الأسطوانات القديمة مع بدايات القرن العشرين، التي أداها مطربو هذه الفترة من أمثال سلامة حجازي، يوسف المنيلاوي، عبد الحي حلمي سيد الصفتي أبو العلا محمد، جميعهم كانوا يغنون من ألحان محمد عثمان وعبده الحامولي. وتلفت إلى أن من تخصصوا في أداء الألوان الغنائية التي تؤديها كانوا غالباً من الرجال كونها تحتاج إلى طبقات صوتية عالية وقوية، وهو قل أن يتوافر بين النساء، ولذلك لم يبرع فيه منهن غير قلائل، بينهن أم كلثوم ومنيرة المهدية وفتحية أحمد. وحول الكيفية التي تحافظ بها على صوتها قوياً بهذا الشكل الفريد، توضح أن ذلك يتم من خلال الاستماع إلى تجويد القرآن لكل المقرئين القدامى والجدد. وفي هذا السياق تشير إلى أنه بتحليل موسيقى ذلك العصر نجد أن كافة مطربيه كانوا أما مؤذنين أو مقرئين أو متخصصين في الإنشاد الديني، فنجد أن سلامة حجازي كان مؤذناً، والمنيلاوي كان منشداً، وهذا يعني أن الصوت العربي القيم في أساسه يعتمد على التجويد. تراث قيّم وبالحديث عن الواقع الذي تعيشه الموسيقى العربية هذه الأيام، ذكرت أن الموسيقى العربية تعاني من مشكلة في علاقتها بوسائل الإعلام التي لا تهتم إلا بالأغاني والموسيقى الاستهلاكية، وتساءلت لماذا لا يعطون مساحة للموسيقى التراثية، هناك في أوروبا نسمع أغاني خفيفة وأيضاً أغاني تراثية، وكل ألوان الموسيقى متاحة من خلال الإذاعات والفضائيات، بينما هنا في الشرق نصيب الأسد يتجه للموسيقى الخفيفة، على حساب الموسيقى النابعة من تراثنا، وهو ما يجب تداركه، حتى نحافظ على هذا التراث القيم من الاندثار. وأنها تحاول من جانبها المساهمة في جهود الحفاظ على هذا الإرث الفني الثري عبر اهتمامها بالمقامات الشرقية والموشحات والأدوار ومحاولة عرضها على كل مسارح العالم. وعن جديد عائشة في المرحلة القادمة ذكرت أنها في طور الإعداد لعمل يحمل عنوان (سكرات) ويدور حول الوجه الرمزي للخمر في الشعر الصوفي العربي، خاصة وأن الخمر في شعر المتصوفة ليس المقصود به الخمر الذي نعرفه وإنما هو خمر من نوع آخر، إنه حب الله، أو مثل ما يقول ابن الفارض في إحدى قصائده: شربنا على ذكر الحبيب مدامة .. سكرنا بها من قبل أن يخلق الحمل. سيرة ذاتية ولدت عام 1962 بمنطقة ايت عتاب بالأطلس المتوسط في المغرب، ومنذ نعومة أظافرها تذوقت عائشة رضوان جمالية الموسيقى العربية، وبالخصوص الطرب الأندلسي حيث كانت تشارك في بعض الحفلات على صغر سنها. وفي سن السادسة من عمرها بدأت بالاستماع الى ام كلثوم من خلال اسطوانات 78 لفة، مما حدا بها الى اكتشاف موسيقى عصر النهضة في مصر في القرن التاسع عشر. واستقرت منذ صغرها في جنوب فرنسا وتابعت دراستها في الهندسة المعمارية وبعدها قررت دراسة الموسيقى في باريس قبل ان تنتقل للقاهرة لدراسة موسيقى القرن الـ 19 في مصر. وبالاشتراك مع الموسيقي اللبناني حبيب يمين تم تأسيس مجموعة الأدوار.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©