الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رحلة إلى مسجد الشيخ زايد الكبير

رحلة إلى مسجد الشيخ زايد الكبير
21 ابريل 2018 23:56
حين أتت ابنة أخي بوجهها الدائري الصغير المشرق بنور البراءة، لتقف وسط الصالة، ناثرة عبيرها بالتساؤلات المغلفة بعفوية الطفولة، مقاطعة الأحاديث العائلية الدائرة بالنقاشات والحوارات المسترسلة، والفرحة تزهو على محياها، والابتسامة تملأ شفتيها قائلة: «زرت اليوم مسجد بابا زايد، ورأيت قبره، وشعرت بالاجلال وحين نرى ضريحه نشعر بالراحة والاطمئنان، فكل زملائي الذين كانوا من ضمن الرحلة سعدوا كثيراً وشعرنا بشيءٍ من الدهشة والإعجاب ونحن ننظر إلى مكان بابا زايد عن قرب».. كل تلك العبارات قالتها بعفوية الطفولة النابعة من أعماق القلب الصادق، ولكنها ترسخت في ذهني مؤججة المشاعر، تاركة الأفكار تداعبني سائرة نحو ذاك المكان، المعلم، والشاهد على الزمن، الشاهد الذي يقف بأطنابه راسخاً بالوجدان الإنساني، تاركاً خلفه علاماتٍ ودلالاتٍ وعباراتٍ صاغها رجلٌ أعطى العالم نهجاً يسير عليه، ونوراً يقتبس منه، لتضاء الأفئدة بقناديل المكرمات، المستمدة من الروح الإنسانية الغارفة من معين الوجود الفطري، والجود الكوني الذي ينهل بالعطاءاتِ والسخاءاتِ والوفاءات الخالصة من القلب إلى القلب، النابض بالحب والحياة. فمثل تلك الرحلات المدرسية والزيارات الطلابية، نقف لها إجلالاً لما تضفيه من رسائل إيجابية لخلق جيل ينظر أمامه بأبعادٍ مضاءة بقدوة بنت الإنسانية بأيادٍ ناصعة البياض. مثل تلك الرحلات المدرسية والزيارات الطلابية، نحن بأمس الحاجة لها اليوم كي يقترب الطلاب أكثر من الفكرة، وينظرون إلى الأرواح الصادقة المخلصة التي رفعت الإنسانية وارتقت بها، فمثل تلك الرحلات المدرسية والزيارات الطلابية إضافة حقيقية لأن يدرك الجيل مدى أهمية صياغة الروح وإعادة اختزال المشاعر لتشذيب وتهذيب النفس لإعادة رونقها، وبيرقها، وبريقها السافر نحو مستقبلٍ يرنو بأحلام ، المحبين، المُدنفين توقاً، وشوقا. حيث أصبح ضريح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي يقع في المسجد الكبير، معلماً تاريخياً، ومكاناً ينهل منه الزائر بالسجايا، والنوايا، والبقايا الروحانية الخالصة المستمدة من معين الإنسانية المستلهمة بتجارب الأولين، الحالمين، المخلصين والصادقين الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية المكان، والإنسان. هزاع أبوالريش
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©