الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كيف نحمي الأطفال من تغيرات المناخ واستنفاد طبقة الأوزون؟

كيف نحمي الأطفال من تغيرات المناخ واستنفاد طبقة الأوزون؟
24 مايو 2010 20:29
قال عمر المنصوري، الصحفي الذي يعد حالياً ماجستير في الإعلام البيئي، إن الطفل يتعرض للمخاطر البيئية بشكل أكبر من الانسان البالغ، لكون أجهزة جسمه في طور النمو، كما أنه غير مدرك للمشاكل البيئية التي تحيط به، إضافة إلي صعوبة تعامل الطفل مع قضايا أكبر من حجمه. وهذا يفسر عدم قناعة الكثير من الآباء والأمهات جدوى تعليم أبنائهم التصرف البيئي بمنهج تربوي سليم، خاصة أن الطفل ينال حصة كبيرة من الملوثات داخل عالمه الصغير الممتد بين البيت والشارع والمدرسة، ولا لوم إذ يبدو المحيط الشخصي للطفل محدوداً جداً، لكن العديد من الملوثات تلازمه وتشكل تهديداً على حياته، والحكاية تنطلق مع البيت غير الآمن بيئياً وما يمثله تلوث الهواء داخل المنزل من أزمة صحية للطفل. وفي الوقت الراهن العالم يتعامل يومياً مع معطيات جديدة تنذر بمعضلات بيئية تهدد كوكب الأرض، وهذا يحمل الجميع دوراً كبيراً للشعور بالمسؤولية أثناء التعامل مع مسببات التلوث، ومن يرغب في تغيير العالم فعليه أن يبدأ بنفسه أولاً لأن الأطفال يقضون الغالبية العظمى من أوقاتهم في البيت، وأثناء مراحلهم العمرية الأولى فإن صحتهم تتأثر كثيراً بمخاطر كثيرة مثل قلة المياه الصالحة للشرب والهواء الملوث وتلوث الغذاء وغيرها، لذا من الأهمية أن يعرف الكبار شؤون المحافظة على البيئة ودور كل منهم في تعليم الأطفال وتثقيفهم. خطورة النفايات يضيف المنصوري: التعليم البيئي للأطفال مهم جداً رغم صعوبته البالغة لكن ممكن البدء معهم بخطوات بسيطة تتعلق مباشرة بمجرى حياتهم، ولذا على كل ولي أمر ومسؤول أن يوضح خطورة النفايات وأثرها في حياتهم، وأن شراء الملابس واللعب الفائضة يسبب تنامي حجم النفايات، لهذا من الواجب توجيه الطفل للتفكير قبل الإلحاح بطلبه لشراء الحاجيات غير الضرورية، وأن نوضح له لماذا علينا عدم الإسراف في الشراء ونحن نعلم جيداً مدى متعة الأطفال عند التنزه مع العائلة، وهذا ما يحفز فينا استغلال ذلك الوضع النفسي المهيأ لتلقي الأوامر، ولربما المشي في الحدائق برفقة الأطفال وجمع القمامة والنفايات من العلب والأوراق هو أبلغ درس نعلمه للأطفال بعد أن نحول تلك الأماكن، حتى لو كانت على نحو صغير، إلى منطقة خضراء نظيفة وبعيدة عن الأجواء التي تلوث أنظارنا. استخدام غير آمن ويشير لمنصوري: عدم كفاية النظافة الغذائية والمساكن التي لا تتوافر فيها مقومات السلامة مع عدم التخلص من الفضلات بطريقة صحيحة، إضافة إلى ما استجد اليوم من مخاطر حديثة نجمت عن الاستخدام غير الآمن للمواد الكيمياوية الخطرة والتخلص من الفضلات السامة بطريقة غير صحيحة والضوضاء والتلوث الصناعي، وقد يصاب الأطفال جراء استخدام الألعاب والمنتجات المنزلية بمخاطر بعض المواد الكيمياوية. أما التهديدات البيئية المحتملة الطارئة فتشمل تغيرات المناخ واستنفاد طبقة الأوزون وغيرها من المخاطر التي ظهرت حديثاً وغالباً ما يتعرض الأطفال إليها، فمنهم كثيرون يعيشون في تجمعات غير آمنة ومكتظة بالسكان أو في مناطق ريفية تفتقر إلى الحد الأدنى من الخدمات، أو في مناطق عشوائية مقامة على هوامش المدن ولا تتوافر فيها سبل الوصول إلى الخدمات الاساسية مثل الماء والكهرباء والرعاية الصحية. خلق جيل واعٍ يتابع المنصوري متسائلاً: ما هو مستقبل الأرض مع زحمة الغازات المسببة للاحتباس الحراري؟ خاصة وأن الأمر يبدو أكثر تدهوراً بدءاً من استعمال البنزين وأيضاً استخدام أنواع الوقود الأحفوري الذي يخلق هواء ملوثاً، وطبيعي أن الطفل لا يدرك حقيقة تلك المشاكل أو ما سينجم عنها، كذلك فإن حجم قضايا البيئة تبدو أكثر تعقيداً لعقل الطفل، وأن الأكثر صعوبة هو تعليمه وإرشاده، فكيف يصبح على علاقة سليمة وإيجابية مع البيئة، في ظل تصرفات يسلكها الوالدين أمام الطفل مع الشرح المبسط للأسباب والنتائج، لتكون بحد ذاتها دروساً مهمة لخلق الجيل الواعي الذي ننشده.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©