الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشاركة الأبوين الفراش.. إيجابيات لا تخلو من محاذير

مشاركة الأبوين الفراش.. إيجابيات لا تخلو من محاذير
26 مارس 2015 21:50
خورشيد حرفوش (أبوظبي) هل يتقاسم المولود فراش والديه؟ قضية تربوية شغلت كثير من الباحثين في سيكولوجية الطفل، وعلم نفس النمو، ونالت اهتمام المراكز البحثية المتخصصة، للتوصل نحو ما إذا كان تقاسم الطفل الوليد فراش والديه ينطوي على جوانب إيجابية ، أم سلبية ؟ وعما إذا كان يفضل أن ينام في سرير أو حجرة منفصلة؟ وما هو العمر المفضل الذي يستوجب فيه نوم الطفل بعيداً عن أحضان الأم أو فراش والديه؟ فوائد عديدة الدكتور محمود رشاد، استشاري الصحة النفسية، يشير إلى إيجابية تقاسم الطفل حديث فراش الأم لما له من فوائد إيجابية عديدة أكدتها دراسات تتبعية عالمية تخضع للملاحظة العلمية، تذهب إلى أن النوم المشترك يؤثر إيجابياً على الصحة العامة للطفل. وأن نوم الأطفال الذين ناموا مع أمهاتهم وهم صغار، أصبحوا شبابا أكثر سعادة وأقل قلقا، لا يخافون من النوم، وكانت سلوكياتهم أقل سوءا واضطراباً، وكانوا على قدر كبير من الثقة بالنفس، وكذلك يتمتعون بشعور كبير من الاستقلالية. كما أن الإيجابية الأهم تتمثل في وجود عامل مهم يتمثل في الترابط بين الطفل وأمه، فإذا كانت الأم من اللواتي يعملن بالنهار، فإن النوم المشترك يعطيها فرصة لتعويض ساعات الابتعاد، ويحقق درجة من الترابط مع طفلها، وقضاء وقت أطول معا قبل النوم، وهذا الترابط مهم ويؤثر إيجابياًعلى حياة الطفل طول العمر. فكثير من الآباء والأمهات يرون أن نوم الطفل بجانبهما يشعره بوجودهما، ويساعده ذلك على الشعور بالاطمئنان والراحة والنوم بعمق، كذلك عندما يستيقظ من النوم، فمن السهل أن يعود إليه بلمسة خفيفة من أحدهما ليطمئن ويعود إلى نومه. نوم أفضل كما يلفت الدكتور رشاد إلى أن بعض الدراسات كشفت عن أن الأم تحصل على فترات نوم أطول من خلال مشاركة طفلها مكان النوم، لأنها لا تحتاج إلى الاستيقاظ التام لتذهب إلى حجرة أخرى كي ترضعه، كما أن صراخ الطفل من حجرة أخرى يسبب لها الازعاج مقارنة بنوم الطفل إلى جانبها الذي يقلل من توتره وخوفه وصراخه. وأن الطفل الذي ينام بجانب أمه يحصل على رضاعة كافية مقارنة بالطفل الذي ينام في حجرة منفصلة، فهناك كثير من الأطفال يمكنهم الرضاعة دون إيقاظ الأم، أوحتى خلال غفوتهم دون استيقاظ تام. ويقول الدكتور رشاد إلى أنه لوحظ أيضاً بحسب تلك الدراسات أن الأطفال الذين ينامون بجانب أمهاتهم تكون درجة حرارتهم مستقرة وضربات قلبهم طبيعية، هذا بالإضافة إلى أن معدلات هرمون التوتر «الكورتيزول»- لديه تكون مستوياته منخفضة لأن الأم في هذه الحالة تكون سريعة الاستجابة له مما يجعله أقل توترا. كما أن النوم المشترك يقلل من مخاطر الموت المفاجئ للرضع، بحسب دراسات حديثة، وبالرغم من أن السبب غير واضح حتى الآن. لكن هناك ظنونا أن هذا له علاقة بتواجد الأم والأب بالقرب من الطفل وبالتالي استجابتهم السريعة عند حدوث أي شيء له. غرفة منفصلة أما عن السلبيات فيرى الدكتور رشاد أنها تتمثل في صعوبة نقل الطفل لينام في غرفة منفصلة، أو في سرير منفصل عندما يكبر، وتصبح هذه الفترة صعبة على الطفل وعلى أمه، فتكون هذه المرحلة صعبة وطويلة مليئة بالقلق والبكاء. لكن مع الصبر والإصرار تتمكن الأم من النجاح مهمتها. وقد يرى البعض أن النوم المشترك يؤخر استقلالية الطفل وتكيفه واعتماده على نفسه. كما أن تأخر مشاركة الطفل الأبوين في مكان النوم لعدة سنوات قد يصبح عائقا منطقياً لحياتهما الشخصية، ويتطلب منهما محاذير معينة، ما يلقي بظلال سلبية على صعيد آخر في كثير من الأحيان. نشرت دراستان خلال السنوات الثلاث الماضية، وحاولت الإجابة على السؤال ما إذا كانت مشاركة السرير مع الرضيع أمرا محفوفا بالمخاطر. وتذهب إلى أن أكثر من نصف الآباء والأمهات يشاركون أطفالهم الرضع أماكن نومهم في مرحلة ما في الأشهر الستة الأولى من أعمارهم، إلا أن النقاش حول هذه المسألة يتراوح بين مؤيد لفوائدها ومعارض لأضرارها. وكانت دراسات سابقة قد أثبتت أن النوم مع طفل رضيع على أريكة أو كرسي ذي أذرع يمكن أن يكون خطرا جدا، ليس بسبب متلازمة وفاة الرضع المفاجئ فقط بل أيضا بالوفيات المرتبطة بالنوم المشترك مثل الاختناق. وليس هناك الكثير من الجدل عندما يتعلق الأمر بالأرائك والكراسي فهي بالتأكيد ينبغي تجنبها. لكن عندما يتعلق الأمر بتقاسم الأسِرّة، فإن المسألة أكثر تعقيدا، حيث تتنوع أسباب الآباء والأمهات لمشاركة السرير، فبعضهم يرجع ذلك إلى نوم الأطفال غير المستقر، وبعضهم يرجعونه إلى سهولة إرضاع أطفالهم أثناء الليل في حين يرجعه البعض الآخر لتحسين الترابط والتقارب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©