الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

جغرافيا الخوف لحميد سكيف تصدر بالألمانية

17 يوليو 2008 02:40
صدرت حديثاً باللغة الألمانية ترجمة رواية ''جغرافيا الخوف'' للكاتب والصحفي الجزائري المقيم في ألمانيا حميد سكيف، وقد وقع الاختيار على عنوان رواية ''جغرافيا الخوف'' من قبل دار النشر الألمانية ''ناوتيلوس'' في مدينة هامبورج، لترجمتها إلى الألمانية، اعتقاداً من الناشر بأنها ملائمة للجمهور الألماني، وصدرت الرواية بالألمانية بعد أن لقيت نجاحاً واسعاً في فرنسا وإيطاليا، ونال عليها مؤلفها الذي يكتب بالفرنسية جوائز مرموقة· يذكر أن عنوان الرواية تم تغييره بحسب البلد، فهي بعنوان ''جغرافيا الخطر'' باللغة الفرنسية التي كتبها بها سكيف، وهي أيضا بعنوان ''الخوف'' في الترجمة الإيطالية للرواية، وتحمل هذه العناوين المتباينة لنفس النص الأدبي، مؤشراً على تفاوت النظرة بين ثلاث من كبريات البلدان الأوروبية المستقبلة للهجرة، للقضية التي تعالجها الرواية؛ أي قضية الهجرة غير الشرعية· واضطرت الظروف حميد سكيف الى الإقامة في ألمانيا، بعد ما تعرض له من إجراءات رقابية مشددة في بلاده ومحاولة اغتيال من طرف الإسلاميين في الجزائر، أدت إلى فرار حميد سكيف سنة 1997 إلى منفاه في ألمانيا، حيث يقيم منذ ذلك الوقت، وقد حصل هذا الصحفي والشاعر والكاتب في سنة 2006 على جائزة أدب المنفى عن رسالته الروائية التي تحمل عنوان ''سيادة الرئيس''، أما رواية ''جغرافيا الخوف'' فقد كرمت في سنة 2007 بـ''جائزة جمعية الكتاب الناطقين باللغة الفرنسية''، و''جائزة الرواية الفرنكوفونية''· ويحاول حميد سكيف في روايته ''جغرافيا الخوف'' طرح القضية التي تعالجها وهي مشاكل المهاجرين في أوروبا على الجمهور الألماني واستدراجه للمناقشة حولها باعتبار القضية مشتركة، ولكن الأهم بالنسبة لسكيف، كما يقول هو، كونها مسلك أدبي يهدف من خلاله الى تحقيق اختراق مغاربي في الحقل الأدبي والثقافي الألماني، على غرار ما يحققه جيل من الأدباء الشبان الأتراك في ألمانيا، ويقول سكيف ''أتمنى أن يمكنني هذا الكتاب من فرصة حوار ثقافي أوسع مع الجمهور الألماني''، حوار يمكن أن يساهم في تبديد أكليشيهات وسلبيات في النظرة المتبادلة بين المجتمعين الألماني من جهة والمغاربي والعربي من جهة ثانية· والرواية في مجملها مفعمة بأحداث الواقع ويعكس أسلوبها حميد سكيف كروائي للموضوعات السياسية، ونبعت فكرة الرواية كما يقول سكيف: عندما أردت أن أتخيل مآل الأوضاع لو أن حكومات أوروبية ذات توجهات يمينية تذهب في سياساتها التي تحاول اللعب على مشاعر الرأي العام، إلى أبعد الحدود، فتنفذ عمليات واسعة لطرد الأجانب وخصوصاً المهاجرين غير الشرعيين· ومن هنا ظهر بطل الرواية منغلقاً على نفسه في غرفة وهو في حالة انتظار رهيبة لمرور عاصفة ملاحقة المهاجرين، لكن ستكسر هذه الحلقة المخيفة التي يعيشها هذا المهاجر غير الشرعي، عندما يجد مساعدة من صديق وهو طالب اسمه ميشيل، وعندما يبدأ باكتشاف علاقات الحب مع جيرانه في العمارة المقابلة لغرفته، ولذلك يرى سكيف أن روايته رغم قسوة الوقائع المحملة بها، فهي تتجاوز في عمقها قصة مهاجر غير شرعي وتذهب بقارئها إلى أعماق لا علاقة لها بالسياسة، ''إنها رواية عن الحب والإنسان، والفشل والخوف'' كما يقول مؤلف الرواية· والوضح ايضاً أن رواية حميد سكيف تحاول أن تكشف عن شناعة الخوف لدى المهاجرين غير الشرعيين في أوروبا في أوجهه المتنوعة، كما يقول سكيف: لقد حاولت في هذا الكتاب أن أدفع بتبعات الخوف والانحباس إلى حدودها القصوى وذلك بتصويري لما يمكن أن يحدث في صورة تحول المدن الغربية إلى مسرح لعمليات ملاحقات هائلة للبشر، وهذا ليس تصوراً جنونياً، بل إمكانية متوقعة الحدوث· وتنتهي الرواية بإيقاف شخصية الراوي، أما ما الذي حدث له بعد ذلك، فذلك ما يظل منفذاً صغيراً يدعه حميد مفتوحاً لخيال القارئ· وفي كلماته الأخيرة يبصق الراوي مجمل الغضب الكامن في أحشائه في وجه أوروبا الغنية والمتجبرة: لا تكفون عن رجمنا بمظاهر رفاهكم الذي يتقاطر من الشاشات، وتريدون أن نظل قابعين هناك··· تفضلون مساندة أولئك الذين يمتصون دماءنا، عوضاً عن مساعدتنا على التخلص من الحكام المستبدين··· إنكم شركاء جريمة متواطئون مع القتلة· وفي الأثناء يعلن لجيش المهاجرين السريين عن هجوم الضعفاء على القلعة الأوروبية المحصنة·
المصدر: برلين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©