السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تومسون: الأنانية ليست من سمات الطفل

تومسون: الأنانية ليست من سمات الطفل
26 مارس 2015 21:45
خديجة الكثيري (أبوظبي) يرى بعض الخبراء التربويين المعنيين بدراسات الطفولة، أن الأنانية هي طبيعة كائنة من طباع الطفل، وتعد صفة ملازمة من صفاته الشخصية، بل ويعتبرون ذلك من «المسلمات» التربوية. وغالبا ما تصدر من هذه الشخصية الأنانية كما يسمونها ويعتقدون بها- سلوكيات وتصرفات تعكس انكفاء الطفل على بنفسه وبما يشبعه ويرضيه، ويأخذ كل ما يفرحه دون أن يهتم بما يسعد الآخرين، سواء الأطفال من عمره أو الآباء أو المحيطين به. في حين يؤكد الدكتور روس تومسون أستاذ علم النفس في جامعة كاليفورنيا دافيس بالولايات المتحدة الأميركية، أن الأنانية ليست من طبيعة الأطفال، كما كان يعتقد بعض الآباء، أو كما يفسره بعض المعنيون بالطفولة. نظرة مختلفة يختلف الدكتور تومسون، مع من يعتقد أن الأنانية هي من الطباع المتأصلة عند الأطفال، أو أنه من «سماته» الشخصية، بسبب اهتمام الأطفال بأنفسهم وبمصالحهم دون الاهتمام بالآخرين، كما يرون أن نظرة الأطفال الأنانيين تقتصر على حاجتهم الخاصة فقط حيث تكون احتياجاتهم هي محور حياتهم. في حين يقدر الدكتور روس تومسون، وهو خبير زائر لدى مؤسسة سلامة بن حمدان آل نهيان، ويقدم عددا من المحاضرات التربوية حول مراحل الطفولة المبكرة، كما يقدم خلاصة نتائج عدد من الدراسات والنظريات المعتمدة في جامعات كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأميركية - أن سلوكيات الأطفال من بداية سن الولادة ما هي إلا «ردات للفعل» التي يصدرها الدماغ، ومع مراحل التطور والنمو، تصدر من الأطفال تصرفات هي طبيعية، متناسبة ومراحل عمرهم ونمو الدماغ لديهم، وقد تبدو هذه التصرفات لدى الأهل والآباء أنانية وما نحوها، إلا أنها تصرفات طبيعية جداً، ولا ميل لها اعتبارها أنانية بتاتا. ويضيف: «الطفل يؤشر إلى ما يريده، لأنه يلفت نظره، أو يروق له، فطبيعة الأطفال في بداية أعمارهم، ينجذبون للألوان والأشياء الغربية، كما يثير اهتمامهم ما يلعب به غيرهم من الأطفال، ويريدون تجربته، واكتشافه، وهو دافع للاكتشاف والتعرف، وتجميع المعلومات حول الأشياء، وليس كما يعتقد أنها أنانية، وحب للذات في تملك الأشياء». أهمية «الأنا» يؤكد الدكتور تومسون أن الأطفال لا يركّزون على تصوراتهم وتجاربهم فحسب، بل هم في الواقع مراقبون ذوي حساسية واضحة للأشخاص الآخرين المحيطين بهم. ويتأثرون بهم، ويحاولون التعرف على كل شيء أمامهم، فتراهم يجربون أخذه والإمساك به، كما يجرب بعض الأطفال التساؤل ويهتمون بالمعرفة.إن ذلك طبيعي للغاية، وبعيد تماما عن الأنانية. فالأنانية هي ليست من طبيعة الأطفال. وبتعريف الأنانية نجد أنها حب الإنسان وتعلقه بنفسه وعشقه للسيطرة والتملك، وهي من «الأنا» التي تجعل الإنسان لا يرى إلا نفسه، ولا يهتم إلا بشخصه. إذا هي صفات تكاد تكون بعيدة كل البعد عن مفاهيم الأطفال، فيكف يتصفون بها، فالطفل من مراحل العمر من 18 شهرا وحتى 4 سنوات، هي بدايات عمر الاكتشاف والتعرف، بعيدا عن معرفة أمور التملك والنزعة الذاتية، بل إن أدمغة الأطفال في طور النمو والتكوين، وليست بها مساحة كافية في التعرف على الأنانية والذاتية. الرعاية الوالدية أكد تومسون على ضرورة خلق الوعي حول العناصر الهامة لرعاية الوالدين لأطفالهم، وأثر ذلك على تطوّر علاقات ارتباط أبوي آمنة، وفهم الأطفال والتطوّر اللغوي، والجوانب الأخرى للنمو النفسي الصحي لدى الأطفال، ومن الضرورة إثراء التجارب المبكرة الغنية بالمفردات، والتعبير باللغة في سياقها الدافئ والتفاعل الاجتماعي الاستجابي، وإثراء القصص القصيرة والتحدث عن تجارب واهتمامات الطفل واللعب، ثم استنباط مفردات الطفل والتركيز على ما يحيط به من متعاملين مؤثرين من بيئات متعددة اللغات. التنشئة أوضح تومسون أهمية التصنيف والتحدث عن الحالات النفسية من نوايا ومشاعر وأهداف وأفكار وتوقعات معتقدات، فضلا عن أهمية توضيح الحالات الداخلية للطفل، والسلوكيات المرتبطة بها، والمقارنة بين شخصيات الأطفال، ومزاجهم، والتصرفات الناتجة عنها. ويؤكد تومسون أن على الوالدين التعامل مع أطفالهم بكثير من الدفء والرعاية الإيجابية، والعقلية المتفهمة، ثم تقييم الخصائص المتفردة لدى الطفل، وتفهم ما يريده من خلال سلوكياته وتصرفاته، حتى يتمكن من حمايته، وتوفير الأمن والأمان لشعوره وإحساسه، وبالتالي، لن نجد لدى الطفل قابلية للتخوف والشعور بعدم الأمان الذي من شأنه أن ينتج من خلال ذهنه الباطن تصرفات عشوائية غير مقصودة، وتفسر على أنها أنانية وحب للذات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©