السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ويلز وآيسلندا .. يسيران على درب «ثعالب ليستر»

ويلز وآيسلندا .. يسيران على درب «ثعالب ليستر»
6 يوليو 2016 17:53
أبوظبي (الاتحاد) لم يعد ما قدمه ثعالب ليستر سيتي في الدوري الإنجليزي مجرد معجزة أو مصادفة، بل أصبح مثلاً يحتذى في الكرة الأوروبية كلها، ولعل فوز منتخب تشيلي بلقبين متتاليين في كوبا أميركا هو درس جديد لكل منتخبات وأندية كرة القدم في العالم كله. ويبدو أن «يورو 2016» أكدت هذا التغيير الواضح في مقاييس اللعبة، والذي قد يعيد تشكيل الخريطة العالمية للعبة على كل المستويات، فلم يعد للتاريخ التأثير الكبير نفسه على نتائج المباريات، ولا يعني التصنيف شيئاً كبيراً في تحديد الفائز بمباراة أو المتأهل إلى أدوار حاسمة في البطولات الكبيرة، والأهم أن المال والقيم التسويقية المبالغ فيها لبعض المنتخبات، وحتى الأندية، تعجز تماماً عندما تواجه الحماس والتكتيك والأداء القوي فوق ملاعب العشب الأخضر، فكرة القدم تلعب فوق أرضية الميدان، أما التصنيف والتاريخ، بل والمال أيضاً، فهم حبر على ورق!. التنين المخيف ولعل من الأفضل أن نبدأ الحديث من نهاية البطولة الأوروبية الحالية، فلم يخرج أي من المحللين العالميين ليعلن عن ثقته في وجود منتخب ويلز ضمن المربع الذهبي، في أولى مشاركاتها ببطولة أوروبا على الإطلاق، ونجح «التنين» في إقصاء شياطين بلجيكا الحمر من ربع النهائي، على الرغم من أن بلجيكا هي المصنفة الأولى أوروبياً، وتأتي في المركز الثاني في تصنيف «الفيفا» عالمياً طبقاً لشهر يونيو الماضي، في حين أن منتخب ويلز يأتي في المرتبة الـ26 عالمياً، وهو المصنف الأوروبي رقم 18 على مستوى «القارة العجوز». من حيث التاريخ، ظهرت بلجيكا للمرة الأولى في بطولة «اليورو» خلال نسخة عام 1972، أي قبل 44 عاماً تقريباً من الظهور الويلزي، ولدى بلجيكا خمس مشاركات أوروبية أفضلها عام 1980 عندما حلت وصيفة للبطل الألماني، وكان الشياطين احتلوا المركز الثالث في أولى مشاركاتهم عام 72 . أما من حيث القيمة التسويقية للمنتخبين، فالفارق يقترب لمصلحة بلجيكا بثلاثة أمثال قيمة المنتخب الويلزي، ولعل وجود جاريث بيل ومعه آرون رامسي منح «التنين» قيمة تسويقية ملائمة، حيث بلغت ما يقرب من 180 مليون دولار، مقابل 503 مليون دولار لاعبي المنتخب البلجيكي، ولم تعترف مباراة دور الثمانية بكل هذه الأمور، بل منحت سر التأهل إلى «التنين» بثلاثة أهداف مقابل هدف، مع أداء متوازن ومتميز لمصلحتهم على حساب تخمة من نجوم بلجيكا، ومن يدري فقد يكمل الويلزيون المفاجأة على حساب البرتغال في مواجهة اليوم!. نعود إلى الوراء قليلاً، لنجد أن المنتخب الويلزي نجح في المرور من دور الـ16 عبر بوابة أيرلندا الشمالية، بهدف من نيران صديقة في توقيت قاتل، وبمراجعة التصنيف القاري والدولي، نجد أن أيرلندا تسبق ويلز بمقعد واحد، حيث احتلت المركز 25 في تصنيف «الفيفا» وجاءت في المرتبة الـ17 أوروبياً، وبالمناسبة فهي المشاركة الأولى أيضاً لجيش الأخضر والأبيض على المستوى الأوروبي. أما في دور المجموعات، بدا «التنين» عازماً منذ البداية على تحقيق تلك المفاجأة الكبيرة، فالفوز على المنتخب السلوفاكي، حتى ولو كان «الصقور» يخطو خطوته الأوروبية الأولى أيضاً في البطولات الكبيرة، بعد انقسام تشيكوسلوفاكيا الدولة الأم، فهذا الانتصار لم يكن متوقعاً، في ظل تفوق الصقور في التصنيف بفارق مقعدين عن «التنين»، بل إن سلوفاكيا حلت ثانية في مجموعة قوية ضمت معها إسبانيا وأوكرانيا، وجمعت 22 نقطة مقابل 21 لويلز في مجموعة ضمت بلجيكا ومنتخب البوسنة والهرسك. وقدم منتخب ويلز مباراة رائعة، كان فيها البادئ بالتسجيل أمام المنتخب الانجليزي، صاحب الـ488 مليون دولار والمصنف السادس أوروبياً، بفارق 12 مركزاً عن ويلز، ومع ذلك حقق «الأسود الثلاثة» فوزاً عصيباً في اللحظات الأخيرة بفارق هدف فقط. المنتخب الآيسلندي أيضاً قدم واحدة من مفاجآت البطولة الحالية، بحكم تاريخه الذي يشير إلى مشاركته الأوروبية الأولى أيضاً في البطولات الكبيرة، وهو الفريق صاحب التصنيف الـ24 في القائمة الأوروبية، ويأتي ضمن المنتخبات الثلاثة الأقل تصنيفاً في البطولة الحالية، لكنه كان عملاقاً بحق في تلك النسخة. وبعيداً عن الهزيمة الكبيرة أمام المنتخب الفرنسي، وهو الأمر المتوقع، إلا أن إحرازه لهدفين في مرمى «الديوك» ليس بالأمر السهل، حيث لم تهتز الشباك الفرنسية إلا مرتين قبلها في 4 مباريات وأمام منتخبات أعلى تصنيفاً وقيمة مالية من المقاتلين الآيسلنديين، لكن المعجزة الكروية كانت أمام المنتخب الإنجليزي في دور الـ16، فمن يتوقع أن يفوز منتخب بلا تاريخ، ويحتل المركز الرابع والعشرين، وتبلغ قيمته المالية حوالى 44 مليون دولار، على حساب التاريخ الإنجليزي الكبير، وهم أبطال مونديال العالم من قبل، وكان قبل البطولة في المركز السادس أوروبياً والحادي عشر عالمياً، وتبلغ قيمة لاعبيه عشر أمثال قيمة لاعبي آيسلندا وربما أكثر. كابوس إنجليزي منتخب «الأسود الثلاثة» تقدم في بداية مباراة دور الـ16 بهدف، وكان الرد صاعقاً من جانب آيسلندا بعد أقل من دقيقتين بهدف التعادل، ثم قبل مرور ربع ساعة كانت آيسلندا في المقدمة، وفشلت كل محاولات الإنجليز لتجاوز هذا الكابوس، ليدخل المنتخب الآيسلندي التاريخ عقب المباراة الإعجازية. وفي دور المجموعات، وقفت آيسلندا أمام البرتغال المصنف الثامن عالمياً والرابع أوروبياً، واقتنصت تعادلاً مستحقاً أمامه، على الرغم من أن الفارق المادي بينهما يبلغ 300 مليون دولار لمصلحة «سليساو أوروبا»، وواصلت آيسلندا مسيرتها الناجحة ضد كل التصنيفات والأرقام والتاريخ، حيث تعادلت مع المجر، وهم أصحاب المركز العشرين عالمياً والثالث عشر أوروبياً، ثم الفوز على النمسا التي تسبقها بـ19 مركزاً في التصنيف الأوروبي، وتبلغ قيمة لاعبيها ضعف القيمة الآيسلندية، لتؤكد الدولة الاسكندنافية أن الكرة لا تعترف مطلقاً بما يكتب فوق السطور، لكنها تعطي من يجتهد فوق الملعب الأخضر. تأهل تاريخي لأيرلندا وكان «الخضر» على موعد مع تأهل تاريخي إلى الدور الثاني في «اليورو» للمرة الأولى من إجمالي ثلاث محاولات سابقة، بدأت في عام 1988، وقدم الأيرلنديون مباراة رائعة أمام فرنسا صاحب الأرض والجمهور، وكانوا فيها أصحاب قصب السبق في التهديف، وعانى «الديك» كثيراً للعودة في تلك المباراة، على الرغم من الفوارق التاريخية والمالية والتصنيفية الهائلة بين المنتخبين، وفرنسا بطلة أوروبا مرتين والعالم وصاحبة المركز العاشر أوروبيا وبقيمة 472 مليون دولار وقفت عاجزة طوال ساعة كاملة تقريباً، أمام منتخب يحتل المركز الثالث والعشرين أوروبياً بقيمة مالية تبلغ 65 مليون دولار . وقبلها نجحت أيرلندا في إلحاق الهزيمة بـ «الآزوري» الإيطالي في دور المجموعات، في مفاجأة كبيرة، حتى لو لعب الطليان بالبدلاء في تلك المواجهة، والفوارق ذاتها بين إيطاليا وأيرلندا على كل المستويات، تاريخاً وتصنيفاً ومالياً، وكذلك كان التعادل مع السويد في المجموعة ذاتها، على الرغم من تفوق الأخير مالياً وتاريخياً على أصحاب الرداء الأخضر . أداء متميز لإيطاليا الحقيقة أيضاً أن تأهل المنتخب الإيطالي على حساب «الماتادور» الإسباني في دور الـ16 كان مفاجئاً بالنسبة للكثيرين، حتى مع الاعتراف بقوة التكتيك الإيطالي وتقديم «الآزوري» لأداء متميز في تلك النسخة، وفي المقابل أداء باهت للإسبان، فالأسماء الإيطالية في منتخب كونتي يمكن أن نقول عنها بأنها مغمورة من دون مواربة، وقيمة هؤلاء اللاعبين بلغت حوالى 300 مليون دولار، مقارنة بالضعف تقريباً، وهو 610 ملايين دولار لمصلحة إسبانيا . حتى على مستوى التصنيف، فالفريق الإسباني كان مرشحاً بقوة قبل انطلاق البطولة للفوز بلقب ثالث على التوالي، في حين لم يعر أحد انتباهه للمنتخب الإيطالي، وصُنِّفَ «الماتادور» ثالثاً على المستوى الأوروبي، بينما حل «الآزوري» سابعاً، ولأن التاريخ القريب كان يميل بقوة لمصلحة الإسبان أصحاب الرباعية الكبرى في نهائي النسخة الماضية، فكان فوز إيطاليا بمثابة تحطيم لكل تلك القواعد الرقمية المادية. وما قدمه الطليان أمام الماكينات الألمانية التي تسبقهم أيضاً مالياً بـ 615 مليون دولار وتصنيفاً في المركز الثاني أوروبياً، وقبلها الفوز في ركلة البداية على حساب بلجيكا المصنف الأول أوروبياً، والذي تبلغ قيمة لاعبيه 503 ملايين دولار تقريباً، كل ذلك يؤكد هذا المفهوم الجديد في اللعبة حالياً وفي المستقبل القريب. بولندا تكتب التاريخ تأهل المنتخب البولندي إلى مرحلة الثمانية الكبار للمرة الأولى في تاريخه على حساب سويسرا التي تسبقه تاريخياً بالوجود الأوروبي القوي منذ عام 1996، وصاحبة التاريخ العريق في كؤوس العالم منذ 1934، في حين كان الوجود البولندي الأول في كأس الأمم الأوروبية في نسخة 2008 ، بالإضافة إلى فارق 11 مركزاً في التصنيف بينهما، حيث يأتي المنتخب السويسري في المركز التاسع أوروبياً مقابل المرتبة رقم 20 لمصلحة النسور البولندية، وبالتأكيد فإن التعادل السلبي مع أداء قوي قدمته بولندا أمام الألمان في الدور الأول، والوجود ضمن المنتخبات التي لم تتلق أي هزيمة في البطولة الحالية، على الرغم من مغادرتها للأرضي الفرنسية، وامتلاكها لدفاع حديدي اهتز مرتين فقط في خمس مباريات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©