نسرين درزي (أبوظبي)
تطول قائمة الترشيحات للمرافق الواجب زيارتها في دبي. وعند تحديد وقت ضيق للتجول عند أهم معالمها، فإن المهمة لن تكون سهلة لتلخيص دليل سياحي لهذه المدينة الساحرة، التي تحتضن أهم الإنجازات العمرانية والترفيهية على الإطلاق. والتي يعدها مراقبون دوليون لؤلؤة الإنماء الحضاري.
قمة البرج
مع كل ملامح الإبهار السياحي، التي تلف مدينة دبي بالامتدادين الأفقي والعمودي، ينال زوارها قمة الترف عندما يطلون عليها من فوق ويتجهون صعودا لاستكشاف جمالياتها من «قمة البرج - برج خليفة سكاي» في الطابقين 125 و148، أعلى ردهة ضيافة على الإطلاق. وهذه القمة، التي دخلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية، بصفتها أعلى منصة مشاهدة من صنع الإنسان في العالم، تقع على ارتفاع 555 متراً وتتيح لزوارها تجربة لا تتكرر على ارتفاعات شاهقة وإطلالات متفردة على مختلف أرجاء المدينة. مع إمكانية قضاء أوقات ممتعة في الهواء الطلق على الشرفة الخارجية والاسترخاء ضمن البهو الفاخر المجاور، إضافة إلى المنصة الرئيسة «قمة برج خليفة»، التي تستقبل روادها في الطابق 124 وتتيح فرصة الترف أثناء المشاهدة.
وهذه مقدمة بسيطة لقائمة من عوامل التشويق الذي يشعر فيها كل من يتجه إلى برج خليفة عند زيارته لمدينة دبي. حيث يرتقي الضيوف إلى مستويات جديدة من التألق لتكون تجربة مغايرة بكل المقاييس داخل دبي التي تعد بحسب الاعتراف الدولي موطن أبرز الإنجازات في العالم.
«داون تاون».. الأرقى
عند زيارة دبي يجب تخصيص وقت كاف للتجول في الـ«داون تاون» (وسط المدينة)، الذي يضم أرقى كيلومتر في العالم، حيث تجتمع مفردات الترفيه العائلي من نزهات وتسوق، ويحلو هناك الاستمتاع بأكثر من نشاط، حيث الحركة السياحية لا تتوقف على مدار اليوم ما بين الأبراج العملاقة، وسوق البحار الذي يكشف عن تجربة تسوق جديدة تحيي التراث القديم.
ويعد ممشى «البوليفار» الشريان الحيوي للمكان المكشوف على النافورة الاستعراضية «دبي فاونتن»، الأطول من نوعها حجما ورقصا وغناء. ولا يختلف اثنان على أن هذه النقطة الترفيهية هي الأكثر جذبا لكل من تطأ قدماه المدينة من سكان وضيوف، وهم جميعا يمارسون هنا صفة السياح المقبلين على مختلف أوجه المرح والاستمتاع. ويحتضن وسط مدينة دبي أبرز الوجهات الجاذبة عالميا حيث تتيح خطوط الحافلات نقل الزوار بين مختلف المرافق السياحية والخدماتية المنتشرة هناك.
دبي مول.. أيقونة تسوق
يعد دخول «دبي مول»، أكبر مراكز التسوق والترفيه في العالم، إنجازا لابد وأن يوثق بالصور التذكارية. وعدا عن كونه أهم مجمع للتسوق الراقي في المنطقة، يحظى «دبي مول» باهتمام كبير من سكان المدينة وزوارها لما يضمه من أضخم معالم الترفيه. ومهما كانت الغاية من زيارة المركز، تعرف الوفود الزائرة أنه عليها تخصيص حيز من اليوم للتجول في ردهة «دبي أكواريوم» والاطلاع على حديقة الحيوانات المائية، واستكشاف حلبة التزلج على الجليد المصممة، وفق أفضل المعايير الأولمبية. وإذا رغبت السيدة بتدليل نفسها داخل «دبي مول» والتسوق بمفردها من دون أن يزعجها أحد، يمكنها الاطمئنان على أطفالها في مجمع «كيدزينيا» الترفيهي المناسب لسنهم، والذي يترجم مهن الكبار بحسب مفهوم الصغار. أما المراهقون فتتعدد أمامهم خيارات الاستمتاع في المركز، وأكثرها تشويقا ما يعرضه مجمع «سيجا ريببلك» من ألعاب تفاعلية تكرسه الأول والأكبر من نوعه في المنطقة. وللباحثين عن فسحة من الهدوء الحيوي، تعتبر منطقة «الجروف» داخل «دبي مول» الوجهة الأكثر تميزا فيه. وهي تمثل شارع التسوق ذات السقف المتحرك القابل للغلق أو الفتح بحسب الطقس، وسط أجواء تحوطها الأشجار المصفوفة بتناغم مع المطاعم والمقاهي المنتشرة في المكان.
«جي بي آر».. كرنفال أنشطة
تتمتع منطقة الممشى «ذا ووك» في «جميرا بيتش ريزيدنس» بمدينة دبي، بطابع أخاذ يجمع بين العمارة التقليدية والحياة العصرية المرفهة. وتمكنت خلال سنوات قليلة من تحقيق نمو سياحي ملحوظ يجمع بين المنتجعات والمقاهي والمحال التجارية على رصيف فسيح يستغله السكان والضيوف أثناء الطقس العليل للتنزه برفقة العائلة وركوب الدراجات الهوائية. والمكان الذي تحول إلى عنوان للترفيه يستضيف على مدار العام كثيرا من الفعاليات الرياضية والثقافية والاجتماعية. وكل الاحتفالات التي تقام في ربوعه تتحول إلى كرنفالات تلونها الأنشطة العائلية.
ويعد «ذا ووك» من العلامات الفارقة في السياحة الداخلية بدبي، وتتواصل مشاريع التوسع فيه وآخرها الوجهة الشاطئية الجديدة حيث تتوزع مقاهي الرصيف المطلة على البحر. وتقام عند الممشى وفي محيط واجهات المباني الحصرية بتصاميمها العمرانية، باقة أحداث مجتمعية تعد الأكثر حشدا للجماهير؛ فالمكان يعتبر ملاذا مناسبا للانفتاح على كل ما هو جديد، والتعرف إلى آخر الفنون العصرية التي يقدمها مبدعون في مجالهم. ومنها الحفلات الموسيقية في الهواء الطلق والتي تنظمها معاهد متخصصة تروج للأنماط الثقافية المتنوعة. وهذا من صميم تطلعات الممشى الذي يعرض الثقافات من حول العالم لتعزيز مكانته كوجهة رائدة للترفيه والثقافة والتسوق.
مهرجانات مفتوحة
يحظى المتجولون أيام المهرجانات المفتوحة عند ممشى «جميرا بيتش ريزيدنس»، بفرصة تذوق الوجبات الخفيفة على وقع الأنغام الفرحة، التي تجعل للتنزه على الرصيف العريض معنى آخر. وتصنف أجواء الـ«جي بي آر» في مدينة دبي ضمن مفهوم النمط الحر، الذي يشهد عروضا موسيقية متجولة تؤدى في الشوارع من دون الاستعانة بالمؤثرات الصوتية. ويكون الاعتماد على الساكسفون والفلوت والترمبيت والترمبون والتوبا والطبول، وكلها تسهم في رسم جو حيوي.
وهو نجح في ترسيخ مكانته كمركز تسوق مميز للتجزئة وللأنشطة الترفيهية في دبي، واستطاع أن ينمو بوتيرة متسارعة ليصبح وجهة سياحية رائدة في المنطقة. إذ يتسم مفهوم التجول في منطقة «جي بي آر» التي تتوزع الفنادق عند طرفيها، بانفتاحه على مطاعم الأرصفة وسط المباني السكنية والمؤسسات والمكاتب التي يعتبر موظفوها أنفسهم محظوظين بموقع عملهم. وهكذا يختلط سكان المدينة بالزوار والسياح المقبلين على مرافق «جميرا بيتش رزيدنس» كل لغايته. ويصب الاهتمام أخيرا في إيجاد طاولة فارغة داخل مطعم أو مقهى عند الممشى الممتد على مساحة كافية لجذب آلاف الرواد يوميا.
رحلة افتراضية
تبدأ تجربة «قمة البرج، برج خليفة سكاي» باستقبال الضيوف في الطابق الأرضي من «دبي مول»، في ردهة حصرية فخمة للاسترخاء تقدم فيها التمور والقهوة العربية لحاملي التذاكر.
ويتولى مسؤول الاستقبال إرشاد الزوار خلال الرحلة التي لا تتضمن أي محطات توقف أو طوابير انتظار، باستخدام مصعد مخصص تم تجهيزه لتقديم عرض بصري آسر أثناء الصعود إلى الطابق 125 الذي يحتفي بالثقافة العربية وفنونها. ومن هناك إلى مصعد آخر يأخذ الضيوف إلى الطابق 148، الذي يتميز بتصاميمه الراقية حيث خدمات الضيافة من فئة الـ5 نجوم. وتتيح شاشة تفاعلية اسكتشاف أشهر معالم دبي السياحية بالحجم الحقيقي وفق أحدث تقنيات التكنولوجيا.
وعند توقف الزوار في الطابق 125 تنكشف أمام الزوار إطلالات بانورامية على امتداد 360 درجة، حيث تتيح مناظير «فيوفايندر» استكشاف المدينة بأدق تفاصيلها. مع تجربة «دبي-فالكون أي فيو»، التي تسمح برؤية المدينة من منظور مختلف تماماً يصطحب الضيوف في رحلة افتراضية فوق أشهر معالم دبي.
عدد اليوم
