الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اجعلوا رمضان حبيباً لهم

23 مايو 2017 22:02
كنت أشعر بأنني لا أستطيع إكمال الصيام، فذهبت إلى أمي أقول لها: جسدي الصغير ذو الـ 7 أعوام غير قادر على الصيام، فقالت: اذهب ونم وسيمضي اليوم سريعاً، نمت فاستيقظت فقلت لها: أشعر بعطش شديد ودوار لا أستطيع أن أقف في مكاني، قالت: اذهب والعب مع إخوتك وسيمضي الوقت، وبينما أنا مع إخوتي نتسامر ونلعب سقطت على الأرض ونقلت إلى المستشفى. ما أجمل شهر رمضان، يأتينا هذا الضيف الكريم ليطل علينا بطلته البهية، فيدخل الفرح والسعادة في قلب الصغير والكبير، فيتوجب علينا الاستعداد لهذا الشهر الجميل، ولكن لوحظ في مختلف الأسر صيام الصغار، وهذا شيء جميل وغرس كل منا يود أن يغرسه في أبنائه، لكن أن يتعدى الموضوع مرحلة «تكليف النفس فوق طاقتها»، فهذا ما يخالف الشريعة ولا يرضاه ديننا الإسلامي، حيث قال سبحانه: «لا يكلف الله نفساً إلا وسعها»، فهنا الأمر يحتاج منا إلى أن نثقف من حولنا بأن موضوع التفاخر بين الصديقات في سباق ميدان الصوم، يجب أن يكون منطقياً وفي حدود ولا يدمر الأبناء، فالتدرج في الصيام سيعلم الأبناء حبه، وبالتالي حين يبلغوا الحلم ويتوجب عليهم الصيام ويصبح فرضاً، ستجدهم من السباقين الذين يصومون رمضان حباً.. وليس كرهاً كما تعود البعض منهم منذ الصغر. تذكرت من ربتني، رحمها الله، حين غرست ثمرة الصيام في نفوسنا لم تكن تحب أن تجبر أحداً على شيء، بل تدرجنا في الصيام، فأولاً جاء صيام العصافير والذي يقتضي ساعات قليلة من النهار، إلى أن زادت كل سنة ساعة لتربي أبناءها على أداء فريضة الإسلام دون تكليف فوق الطاقة، لذا أتمنى من كل الآباء والأمهات التعامل مع أبنائهم بأسلوب التدرج، كي نحببهم في أركان الإسلام، ولا نكلف أحداً منهم فوق طاقته.. وكل عام وأنتم جميعاً بألف خير، جعلنا الله وإياكم من الصائمين والقائمين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©