الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الحديقة الإسلامية»..مفاهيم دينية «خضراء»

«الحديقة الإسلامية»..مفاهيم دينية «خضراء»
26 مارس 2015 21:58
«اليونسكو» أسهمت في تحديد الأنواع وجمعها لكبيرة التونسي (الشارقة) قبل أن يتجاوز الزائر باب الحديقة الإسلامية في الشارقة، يشعر بهيبة المكان، وما إن يدخل حتى يجد أن أحاسيسه كانت على صواب، فرهبة الحديقة مستمدة من مدلولات نباتاتها، فهي إلى جانب أنها تشكل أيقونة من أيقونات العصر الحديث تدمج فن التصميم والمعلومة العلمية، وتعزز التدبر والتأمل في الآيات القرآنية والمعرفة الإسلامية، والربط بين الإسلام والحفاظ على البيئة، وتعرف غير المسلمين برؤية الإسلام من خلال عرض لوحات تضم أهمية وفوائد نباتات ذكرت في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. الأولى من نوعها تعرض الحديقة نباتات للزوار سمعوا عنها في القرآن الكريم والسنة النبوية، ولم يسبق لهم مشاهدتها عن قرب، على الشاشات الذكية واللوحات الضخمة المدعمة بالصور الحية، وكيفية استعمال هذه النباتات، المقسمة إلى أشجار وشجيرات ونباتات وتكوين فكرة عنها عبر طاقم إرشادي متخصص، بل وحضور ورشات تعليمية حولها. وتعد الحديقة الإسلامية، التي روعي في تصميمها فئة المعاقين، الأولى من نوعها في العالم، وقد جمعت نباتات ورد ذكرها في القرآن والسنة في الشارقة، بالتعاون مع منظمة اليونسكو لصياغة روائع الإسلام النباتية في حديقة إسلامية جوهرها التفكر وشعارها الآية الكريمة «بأي آلاء ربكما تكذبان»، وهدفها تحسين التعليم وتعزيز الوعي ضمن إطار التنمية المستدامة والمحافظة على التقاليد الإسلامية والبيئة العربية. وتتكون الحديقة، التي تفتح أبوابها يومياً لجميع الزوار، ما عدا الثلاثاء، من الـ 9 صباحا حتى الـ 6 مساء، من بستان مصغر، إلى جانب مشتل ومطعم وغرفة تعليمية ومكتبة، تخدم جميع الزوار وخاصة طلبة ليتعرفوا على أنواع النباتات المذكورة في القرآن والسنة النبوية حسب تصنيفات مقسمة بطريقة عصرية سهلة مكتوبة باللغتين العربية والإنجليزية، ومن خلال شرح المرشدات عن مواقع ذكرها وفوائدها العلمية والصحية. وتضم الحديقة أيضا شاشات ذكية تحمل اسم كل نبتة أو شجرة أو شجيرة وتعريفها العلمي وأين أتى ذكرها في القرآن والسنة النبوية. معلم بارز عندما يتخطى الزائر عتبة الأبواب الخارجية المزهرة للحديقة الإسلامية التابعة لمراكز متنزه الصحراء، والتي تعتبر أحد المعالم الإسلامية البارزة في الإمارة، ما يعزز مكانتها كعاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2014، حتى يجدها تترجم شعارها، لوحات وشاشات ذكية وحديقة غناء وزعت أقسامها حسب الأشجار والشجيرات والنباتات وأيضا حسب البيئة التي تصلح لكل نوع من أنواعها، عبر ممر طويل يفضي إلى مناطق مفتوحة على الجانبين، تعبق برائحة الريحان العطرة تجعل الزائر ينعطف يمينا ليصادف شجرة التين، ثم أنواع مختلفة من الأشجار مثل «الكافور»، و«النخيل» و«الطلح» و«الأترجة»، بالإضافة إلى الكتم والأرك (شجرة المسواك)، والسناميكي، والأثخر وغيرها من الأشجار. وبعد هذه الجولة يتسع البهو الداخلي ليشمل نباتات صغيرة ومنها العصفر، والكراث، والبصل، والسلق،و الثوم وجاء في القرآن الكريم بذكر (الفوم)، والعدس، والسمسم والأرز والقمح والشعير والحنطة والخردل وحبة البركة (الحبة السوداء) والذريرة، الكمون وغيرها، وينتهي الممر الواسع إلى قسم يشتمل على نباتات تحتاج إلى بيئة شبيهة بموطنها الأصلي في أحواض زجاجية، وتشتمل على نباتات الزعفران، والزنجبيل، والقسط، والزرنب. ويفضي الباب الزجاجي إلى الجهة اليسرى من الحديقة التي تشتمل هي الأخرى على أشجار وشجيرات ومنها شجرة السدر، والأثل، والرمان والعرفط، الحناء، ومجموعة من أنواع القرعيات كالبطيخ، والقرع العسلي، واليقطين، بالإضافة إلى القثاء. ثلاث سنوات حول تفاصيل الحديقة وما تحتويه من نباتات، وكيف تم جلبها للإمارات، توضح مريم جمعة، باحث علمي في هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة، أنه تم حصر النباتات عبر نخبة من الخبراء في مجال البيئة والنباتات، بالتعاون مع منظمة اليونسكو، مشيرة إلى أن العملية استغرقت ثلاث سنوات. وتقول إن فريق البحث العلمي جلب بعض النباتات الموسمية كالشبرم والسنامكي من المناطق المجاورة، أما النباتات الأخرى فقد تم جلبها أو طلب بذورها من الدول التي تنمو فيها، وكان توفير البيئة الملائمة لجميع هذه النباتات أكبر تحد للمشروع، وقد تم خلق بيئات مناسبة لها عبر استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة. وعن طرق العناية بنباتات الحديقة، تقول مريم جمعة إن هناك متخصصين يعتنون بكل نبتة على حدة، فالنباتات تختلف في حاجاتها، بعضها يحتاج الكثير من الماء كالأرز، والبعض الآخر لا يحتاج سوى قطرات من المياه، مشيرة إلى أن العناية تشمل توفير التهوية اللازمة، والتحكم بعاملي الحرارة والرطوبة، وتقليمها، وحمايتها مع الآفات الزراعية. وعن طريقة استدامة هذه النباتات، تؤكد أن أنواع هذه النباتات تختلف فمنها نباتات معمرة، وبعضها يدخل في تصنيف الأعشاب الموسمية، وأخرى نباتات استوائية، مشيرة إلى أن النباتات المعمرة والاستوائية لا تستبدل، ولكن يوجد بديل لها في حال تعرضت للتلف، أما الأعشاب الموسمية، فتتم زراعتها دائما حسب الموسم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©