الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشروع روسي: الفيدرالية في أوكرانيا!

مشروع روسي: الفيدرالية في أوكرانيا!
6 ابريل 2014 22:57
كاثي لالي كييف في البداية، أخذت روسيا جزءاً من البلاد. والآن، وعلى نحو يذهل معظم الأوكرانيين، تقول لهم كيف ينبغي لهم أن يديروا بقية بلادهم! لكن الدروس والمحاضرات الروسية لا تقابل بالترحيب هنا. روسيا ترى أنه على أوكرانيا أن تتبنى نظام حكم فيدرالي يمنح المناطق سلطة غير محدودة تقريباً؛ لكن الأوكرانيين يقولون إن تلك وسيلة تهدف لجعل المناطق عرضة للتدخل الروسي، ثم تفكيك البلاد في نهاية المطاف، مشيرين إلى أن روسيا لن تقبل أبداً بمثل هذا النظام لنفسها. وفي هذا الإطار، يقول يوري ياكيمينكو، الخبير السياسي في مركز رازومكوف للبحوث والدراسات في كييف: «إن موضوع الفيدرالية مفتعل قطعاً»، ثم يضيف: «إنه جزء من مخطط روسي لفرض السيطرة على أوكرانيا ومنعها من الاندماج مع أوروبا». وبشكل عام، يدعم 14 في المئة فقط من الأوكرانيين نظاماً فيدرالياً في البلاد، وفق استطلاع للرأي أجراه المعهد الجمهوري الدولي، وهو منظمة تدعم الديمقراطية وممولة من الولايات المتحدة. لكن فكرة النظام الفدرالي لقيت شعبية أكبر في الجنوب حيث أعرب 22 في المئة عن تأييدهم لها؛ وفي الشرق حيث بلغت نسبة التأييد لها 26 في المئة. استطلاع الرأي، الذي شمل شبه جزيرة القرم، أجري من الرابع عشر إلى السادس والعشرين من مارس في وقت كان يجري فيه ضم القرم من قبل روسيا؛ غير أن نتائجه تتناقض مع المبررات التي ساقتها روسيا لتبرير ضمها للقرم وتهديداتها بالتدخل في شرق أوكرانيا حيث توجد معارضة واسعة للغزو الروسي وتفضيلا متزايداً للعلاقات مع أوروبا وليس روسيا. ومما لا شك فيه أن أوكرانيا في حاجة إلى اللامركزية، يقول أوليكسي هاران، أستاذ السياسة المقارنة بالجامعة الوطنية لأكاديمية كييف- موهيلا. ذلك أن المدن والبلدات الأوكرانية ترغب فعلا في حكم ذاتي حقيقي، كما يقول، لكن ليس في نظام فدرالي. «إنها فكرة طورها الكريملن كوسيلة لتقسيم أوكرانيا وخلق نزاعات بين المناطق»، يقول هاران. غير أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف كان واضحاً عندما شرح المخطط في مقابلة تلفزيونية في موسكو قبل أيام، قائلا إن من شأن النظام الفيدرالي أن يمنح كل منطقة من أوكرانيا سلطة على «اقتصادها وماليتها وثقافتها ولغتها وتربيتها واقتصادها الخارجي وعلاقاتها الثقافية مع البلدان أو المناطق المجاورة». كما وصف رئيس الدبلوماسية الروسية الأحداث الأخيرة في أوكرانيا، التي أدت فيها ثلاثة أشهر من المظاهرات إلى فرار الرئيس فيكتور يانوكوفيتش الموالي لروسيا من البلاد، باعتبارها «نتيجة أزمة عميقة للهوية الوطنية» سببها العجز عن التوفيق بين مصالح عدد من المناطق. وفي هذا الصدد، قال لافروف: «لا يمكن للأشياء أن تستمر على هذا المنوال»، مضيفاً: «إننا مقتنعون بالحاجة إلى إصلاح دستوري عميق. وبصراحة، فإننا لا نرى أي طريقة أخرى لتنمية مستدامة للدولة الأوكرانية غير النظام الفدرالي». وزارة الخارجية الأوكرانية التي كان الغضب واضحاً عليها، أصدرت رداً الأسبوع الماضي جاء فيه أن على روسيا و«بدلاً من إملاء شروطها التي تشبه الإنذار على دولة مستقلة وذات سيادة، أن تولي الانتباه أولا للوضع الكارثي والغياب التام لحقوق أقلياتها الوطنية، بمن في ذلك الأوكرانيون». ورسمياً، تعتبر روسيا نفسها اتحاداً فدرالياً؛ كما أن الدستور الروسي يكفل حرية التعبير والتجمع. لكن عملياً تعتبر البلاد شديدة المركزية والحرية فيه محدودة، كما يقول هاران. ويذكر في هذا السياق أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عمل على إنشاء نظام من القمة إلى الأسفل يسميه «السلطة الرأسية». كما أن روسيا، التي استولت على شبه جزيرة القرم الأوكرانية بعد أن رتبت استفتاء السادس عشر من مارس لصالح الضم الذي خرق دستور أوكرانيا، لا تبدي أي تسامح مع النزعات الانفصالية في الداخل. ففي عام 1991، أدى إعلان استقلال منطقة الشيشان الجنوبية الروسية إلى حربين مع موسكو عرفتا وحشية وإراقة دماء استثنائيتين. ورغم أن رجلا قوياً مُنصَّباً من قبل الكريملن تمكن من إخماد العنف إلى حد كبير، إلا أن الشيشان تظل متقلبة وغير متوقعة. ففي الأسبوع الماضي، على سبيل المثال، قُتل أربعة جنود وجُرح سبعة عندما مرت مركبتهم على عبوة ناسفة في الشيشان خلال ما وصفته وزارة الداخلية بأنها مهمة استطلاعية. كما قام الانفصاليون الإسلاميون بنقل الصراع إلى داغستان المجاورة، حيث يتسبب إطلاق النار في مقتل المئات من أفراد الشرطة والمقاتلين كل عام. والواقع أن أوكرانيا تعتبر هادئة بالمقارنة مع هذا الوضع. فرغم الاشتباكات التي اندلعت بين بعض الحشود الموالية لروسيا في المدن الأوكرانية الشرقية وحشود موالية لأوكرانيا منذ سقوط يانوكوفيتش، إلا أن السلطات الأوكرانية تقول إن العملاء الروس هم الذين أثاروا الفوضى. هذا في حين أشارت روسيا إلى ما تسميها «فظاعات» ارتُكبت في حق الناطقين بالروسية في أوكرانيا، موجهة تحذيرات تفيد بأنها بصدد جمع حجج قانونية لإرسال جنود إلى شرق أوكرانيا مثلما فعلت في القرم. غير أن استطلاع الرأي الذي أجراه المعهد الجمهوري الدولي وأفرج عن نتائجه السبت وجد أن الناطقين بالروسية في أوكرانيا لا يشعرون بأنهم تحت التهديد. وحتى في شرق البلاد وجنوبها اللذين يتحدثان الروسية، بما في ذلك القرم، قال 74 في المئة من المستجوبين إنهم لا يشعرون بأي تهديد. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©