الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الانقلابيون يراوغون ولسنا متفائلين بمشـاورات الكويت

الانقلابيون يراوغون ولسنا متفائلين بمشـاورات الكويت
5 يوليو 2016 00:36
محمود خليل (دبي) لم يكن المتحدث الرسمي باسم الحكومة اليمنية راجح بادي متفائلاً بما يمكن أن تفضي إليها جولة المشاورات الجديدة مع متمردي الحوثي وقوات صالح الانقلابية في الكويت يوم 15 يوليو، داعياً المتمردين إلى استيعاب الدرس بعد هزائمهم المتلاحقة في غالبية المدن، ومطالباً إياهم بتطبيق قرار مجلس الأمن 2216 حتى لا تراق الكثير من الدماء، ومشدداً على أن أي حل بعيداً عن قرار مجلس الأمن مرفوض بشكل كامل. وقال بادي في حوار مع «الاتحاد» إن متمردي الحوثي وصالح لم يتخذوا بعد قرارهم بإحلال السلام في اليمن، لكنه أضاف أن الوفد الحكومي يذهب إلى جولة المشاورات الجديدة يحدوه الأمل في أن تكون هذه الجولة بداية لطي صفحة الحرب، لافتاً إلى أن لدى الوفد تعليمات من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بإنجاحها حرصاً منه على أرواح البشر وحقن الدماء. مشدداً على أن مشاركة الحكومة في جولة المشاورات الجديدة نابعة من خيارها الإستراتيجي الملتزم بتحقيق السلام، ومحذراً من استغلال المتمردين الأمر للتوسع عسكرياً على الأرض ومؤكداً أن الجيش اليمني والمقاومة الوطنية بالتعاون مع دول التحالف جاهزون عسكرياً للدفاع عن الشرعية وتحرير اليمن. وقلل المتحدث الرسمي باسم الحكومة اليمنية من شأن الوعود التي قدمها المتمردون إلى أمين عام الأمم المتحدة بإنجاح مشاورات السلام الجديدة في الكويت وإبرام تسوية لإحلال السلام في اليمن، واصفاً هذه الوعود بالكلام المعسول والوردي كونه لا يحمل في مضامينه أية مؤشرات لتطبيقه على أرض الواقع، ومتوقعاً أن يبدي الحوثيون وصالح تشدداً على طاولة المشاورات بهدف كسب المزيد من الوقت. وقال بادي «كان الأجدى بالمتمردين الالتزام بالثوابت عوضاً عن العبث واللامبالاة وعدم المسؤولية التي أبدوها طيلة 70 يوماً في المشاورات». وأضاف «لقد خبرناهم جيداً فهم لم يلتزموا قط بوعودهم وتعهداتهم، حتى اتفاق السلام والشراكة الذي صاغوا بنوده بأنفسهم انقلبوا عليه بعد أيام من توقيعهم عليه وسيطروا بقوة السلاح على صنعاء ووضعوا الرئيس والحكومة تحت الإقامة الجبرية. وأضاف «مليشيات الحوثي وصالح لا تفهم سوى لغة القوة والسلاح وهم يعرفون أن ما حققوه في اليمن لا يمكنهم تحقيقه بالسلم لهذا هم حريصون على استمرار العنف واستمرار السلاح بيدهم». وكشف بادي النقاب عن أن الأجهزة اليمنية الحكومية تقوم الآن بتجميع كافة الوثائق التي حصلت عليها بعد تحرير المكلا وأماطت اللثام عن التعاون والتحالف بين تنظيم «القاعدة» ومليشيات الحوثي وصالح، تمهيداً لتقديمها إلى المجتمع الدولي خلال وقت قريب. واعتبر أن إيران خصم غير شريف بل هي طرف في الأزمة اليمنية منذ نشوبها عبر أداتهم الممثلة بالحوثي بهدف تحقيق أجندتها في المنطقة، وقال: «الحوثيون يأتمرون بأوامر طهران.. إذا أرادت إيران السلام في اليمن فسيجنح الحوثيون إلى السلام». وأكد أن لدى الحكومة خطة لإعادة الإعمار لكن كلفتها باهظة وتحتاج دعم دول التحالف العربي والأصدقاء في العالم. وفي ما يلي تفاصيل الحوار: مشاورات الكويت إلى أين؟ وقال بادي «إن جولة المفاوضات السابقة في الكويت دارت في حلقة مفرغة وتفاوضت مليشيات الحوثي وصالح خلالها لإضاعة الوقت، لم نلمس منهم أية جدية سواء بإحلال السلام باليمن أو إنجاح المشاورات فهم لم يتخذوا حتى الآن قراراً استراتيجياً بالانحياز إلى السلام ولا يزالون يراوغون خاصة فيما يتعلق بنزع السلاح والانسحاب من المدن والإفراج عن المعتقلين». وأضاف «من جانبنا نقول.. إذا كنا نبحث عن سلام حقيقي فلا بد أن نبحث عن حل للأسباب الرئيسة لبدء هذا الصراع والتي تتمثل بامتلاك الحوثي وصالح للسلاح وانقلابهما على كافة مؤسسات الدولة بذلك، ونتساءل كيف ستنجح أية عملية سياسية ولا يزال السبب الرئيس قائماً للحرب، وكيف تستطيع أي حكومة ممارسة مهامها وهي تحت ضغط وتهديد المليشيات بالسلاح. وأضاف «الحوثيون وصالح لا يريدون سلاماً ومشاركتهم نوع من التكتيك لكسب مزيد من الوقت لتحقيق مكاسب عسكرية على الأرض كما يعتقدون، وبينما كان فريقهم يشارك بالمحادثات حاولوا التقدم في أكثر من جبهة، وفضلاً عن ذلك هم يستغلون مشاركتهم للإصرار على الإبقاء على سلاحهم والدخول في العملية السياسية في اليمن وهذا غير مقبول، فلن نسمح ولن نقبل أن يكون السلاح بيد مليشيات الحوثي أو غيرها، السلاح حكر بيد الدولة فقط وليس أي طرف آخر». وأشار بادي إلى أن الأمم المتحدة سمعت كلاماً معسولاً منمقاً كالعادة من الحوثيين والمخلوع صالح حول جديتهم بتحقيق السلام، وقالت إنها تلقت وعوداً خلال اجتماع الأمين العام معهم في الكويت بالتزامهم بإنجاح المشاورات وأن يقدموا حسن نوايا، وعلى هذا الأساس سيعود الوفد الحكومي إلى الكويت ليرى مدى جدية هذه الوعود التي لا نعلم عنها شيئا، ولا نتعامل بجدية معها بسبب تجربة مريرة عن افتقار مثل هذه الوعود إلى المصداقية، وإظهارهم لا مبالاة بالقرارات الدولية وبمرجعيات الحوار وببنود المبادرة الخليجية. المليشيات والمراوغة وأضاف بادي: «لقد خبرنا أساليب ووسائل المراوغة التي ينتهجها الحوثيون وصالح، فهم سرعان ما ينقلبون على أي تعهد، وللأسف الشديد نحن أمام مليشيات لا تفهم سوى لغة القوة والسلاح وهم يعرفون أن ما حققوه في اليمن لا يمكنهم تحقيقه بالسلم لهذا تجدهم حريصين على استمرار العنف واستمرار السلاح». وتابع قائلا «نحن متأكدون أنهم لن يلتزموا بوعودهم وما هم إلا مليشيات تهدد، ليس أمن واستقرار اليمن فحسب وإنما أمن المنطقة بأسرها وعلى العالم أن يتحمل مسؤولياته في هذا الجانب بتنفيذ كل قرارات المنظمة الأممية التي صدرت بالإجماع بخصوص اليمن بأية طريقة، ذلك حتى لا نشرعن للفوضى والخراب والإرهاب في اليمن وللحيلولة دون تكراره في أي مكان في العالم». وأوضح بادي أن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة لإظهار ما ستنتج عنه جولة مشاورات الكويت الجديدة، وقرار العودة إلى المفاوضات نابع من خيارنا الاستراتيجي الأول بتحقيق السلام في اليمن وفي المنطقة، وسنجلس إلى طاولة المفاوضات لنؤكد للعالم أننا دعاة سلام وأن الطرف المقابل عبارة عن جماعة لا يمكنها العيش والحياة إلا وسط الحرب والقتل وسفك الدماء والدمار. خريطة الطريق والسقف الزمني وحول «خريطة طريق» ولد الشيخ للجولة المقبلة، قال بادي «نحن نرى أنه وقبل الحديث عن الخريطة لا بد من البدء بالانسحاب من المدن وتسليم مؤسسات الدولة وتسليم السلاح، أما استمرار الأسباب الرئيسة في الأزمة الحاصلة والتي بسببها قامت الحرب فلن تحل المشكلة، وهي سلاح الحوثي والمخلوع صالح، ولا يوجد لدينا إشكال أن يكون الحوثي جزءا من الحكومة وأن يخوض الانتخابات مثل باقي الأحزاب السياسية اليمنية وإنما بعد نزع سلاحه، فإذا لم يتم بحث تسليم السلاح حتى الآن فكيف يمكن للعملية السياسية أن تتقدم أو حتى أن يتم الخوض بها». وأضاف «باختصار لا نطالب إلا بما التزم به الحوثي وبما يطالب به المجتمع الدولي، فهناك قرارات أممية صدرت ملزمة لهم كما هي ملزمة للطرف الحكومي». وردا على سؤال قال بادي «إن المفاوضات ضمن أجندة زمنية مفتوحة ستدفع إلى التساهل وعدم الجدية لإنجاحها، لذلك نحن حريصون على أن تكون الجولة القادمة من المشاورات بسقف زمني محدد حتى لا تكون وسيلة لإضاعة الوقت ولإطلاق المزيد من الوعود الرنانة التي لا شيء منها على أرض الواقع، وأعتقد أن تحديد سقف زمني للجولة المقبلة سيتيح للعالم أن يراقب عن كثب ليعرف من الطرف الذي يعطل قطار السلام ولا يريد إلا الحرب والدمار والقتل» وأضاف «نحن طالبنا بسقف زمني وقلنا أن أي مفاوضات لا يكون لها سقف زمني يقلل من فرص نجاحها، ونقولها بشكل واضح وصريح إذا لم ينفذ القرار الأممي بشكل متكامل فإن كل ما يتم من مشاورات في الكويت هو تأجيل لموجة الصراع إلى فترة زمنية قائمة وحينها ستكون موجة الصراع والحرب أشد دماراً وعنفاً. وعما إذا وصلت المشاورات إلى طريق مسدود، قال بادي «خيارنا الاستراتيجي هو إحلال السلام لكن إذا فرضت الحرب علينا سنكون بالتأكيد جاهزين لمقارعتهم والدفاع عن الشرعية ممثلة بالرئيس هادي، وسنخوضها للنهاية، وستستمر عملية تحرير المحافظات وسنطلق المقاومة في كافة بقاع اليمن.. الشعب اليمني لا يمكنه العيش تحت حكم سلاح جماعة أو فئة أو مليشيا». وأضاف «نحن نريد إخراج المليشيات والمسلحين الحوثيين والتابعين لصالح من صنعاء ومن كل المحافظات لبسط هيبة الدولة.. صنعاء العاصمة السياسية لكل اليمنيين وهي الآن تحت احتلال مسلح، ولم ولن يهدأ بال للشرعية إلا بإخراج هؤلاء منها وتحريرها من سيطرتهم وعودة الشرعية وكل سلطات الرئاسة والحكومة والبرلمان. المتمردون ووثائق «القاعدة» وحول الوثائق التي تم الحصول عليها بعد تحرير المكلا عن التعاون بين «القاعدة» والمليشيات، قال بادي «الجديد أننا نقوم الآن بتجميع كل هذه الوثائق لتقديمها إلى المجتمع الدولي، وهذا الأمر لن يستغرق وقتاً طويلاً هي الآن بيد الأجهزة الأمنية والاستخبارات العسكرية». وأضاف «إن الوثائق تؤكد التنسيق الكامل والاستراتيجي بين مليشيات الحوثي وصالح مع «القاعدة» بداية من سيطرة التنظيم على المكلا، حيث كانت هناك ألوية تتبع الحرس الجمهوري يقودها نجل علي صالح مدربة ومجهزة بأحدث أنواع السلاح والذخائر قاتلت إلى جانب «القاعدة» والتي مكّنته من السيطرة على المدينة في ساعات قليلة، بالإضافة إلى استخدام ميناء المكلا كمحطة رئيسة لتزويد مليشيات الحوثي صالح بالسلاح، ووضعنا أيدينا على هذه الوثائق عندما دخل الجيش الوطني وقوات التحالف العربي، وتمكّنا من إلقاء القبض على قيادات كانت تعمل بالحرس الجمهوري والأمن المركزي، كشفت عن تنسيق وتعاون كامل مع «القاعدة» طيلة العام الذي سيطر فيه التنظيم على المدينة. الدور الإيراني في تعطيل الحلول وقال بادي إن إيران خصم غير شريف وطرف في الأزمة منذ البداية وجميعنا نذكر حينما سقطت صنعاء سيرت طهران رحلتين جويتين يومياً إلى صنعاء أوصلت خلالها الأسلحة الحديثة والذخائر والمعدات العسكرية المتطورة للحوثيين.. لقد تطلعت إيران من خلال أداتها في اليمن الممثلة بالحوثيين إلى تحقيق أجندتها ومطامعها في المنطقة وهي مسيطرة بالكامل على قرارهم لذا نحن نعتقد أنه إذا أرادت إيران تحقيق السلام في اليمن فإن الحوثيين سيجنحون للسلام ويعملون على إنجاح جولة الحوار المقبلة في الكويت. وأضاف «إيران خسرت معركتها في اليمن وتم هذا بفضل التدخل العسكري للتحالف العربي حيث أربك حساباتها». لاتا إلى أنه بالأمس القريب تم ضبط أربعة قوارب محملة بالأسلحة الإيرانية في طريقها إلى الحوثيين. الحكومة والإعمار وحول عودة الحكومة إلى عدن قال بادي «إنها عودة نهائية والوزراء يؤدون مهامهم رغم الصعاب وشح الإمكانات»، وأضاف «نحن نرى أن عودة الحكومة إلى عدن يمثل قراراً مهماً، خصوصاً وأن لديها رؤية واضحة لما ينبغي عمله في الملف الأمني والخدمي». وتابع «إن عودة الشرعية ستعطي دفعاً ودعماً لكافة جبهات القتال على الأرض، كما أن هذه العودة تعطي الأمل لليمنيين أن القادم أفضل». مناشدا الأشقاء في دول التحالف أن يمدوا يد العون للحكومة كي تتمكن من النجاح بمهامها. وأضاف إن وجود الحكومة على أرض اليمن وتحديداً في عدن سيعطي دفعة كبيرة لفريق الشرعية في مشاورات السلام بالإضافة إلى حل كثير من القضايا السياسية والاجتماعية التي تعاني منها المحافظات المحررة وإيجاد آلية جديدة للتعامل في كيفية تحرير المناطق التي لا تزال تحت سيطرة المليشيات الانقلابية. وحول مشاريع الإعمار والبناء، قال بادي «لدينا خطة كبيرة باهظة الكلفة لإعادة الإعمار لأن ما دمرته حرب الحوثيين والمخلوع صالح وانقلابهم على الشرعية كبير وهناك تواصل مع دول مجلس التعاون الخليجي ومع المجتمع الدولي لكي نبدأ أولى خطوات الإعمار ولا تستطيع السلطة اليمنية بمفردها الالتزام بخطتها بإعادة الإعمار». لن ينسى اليمنيون شجاعة جندي الإمارات ويد الإعمار أكد المتحدث الرسمي باسم الحكومة اليمنية راجح بادي أن القيادة الحكيمة في الإمارات وقفت موقف العز والفخر حينما استجابت لنداء إخوانهم وأشقائهم اليمنيين وهبت مسرعة تحملها مواقفها القومية وعروبتها لمساعدتهم وتحريرهم من قبضة مليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية. وقال «لدولة الإمارات الدور الكبير والمميز لتحرير الأراضي اليمنية من سيطرة الانقلابين ولقد سطرت القوات الإماراتية ولا تزال تسطر ملاحم بطولية في كل جبهات القتال في عدن ومأرب وحضرموت واختلط الدم الإماراتي بالدم اليمني على التراب اليمني وهذا لن ينساه اليمنيون». ولفت إلى أن اليمنيين يتحدثون عن شجاعة الجندي الإماراتي بهالة وقدسية ستبقى محفورة في وجدانهم على مدى العصور. وأضاف «اليمنيون لا يجدون من الإمارات إلا كل الخير والآن يد إماراتية تقاتل معنا في جبهات القتال واليد الأخرى تبني وتعمر في المدن المحررة التي دمرتها حرب الحوثيين والمخلوع». وتابع قائلا «لقد جسد الأشقاء والأخوة في الإمارات معنى الأخوة على أرض الواقع وهم كانوا ولا يزالون وسيبقون نعم السند والداعم». تعنت المتمردين أفشل قضية تحرير المعتقلين أكد المتحدث باسم الحكومة اليمنية أن كل الجهود والمباحثات لحل قضية المعتقلين فشلت ووصلت إلى طريق مسدود بسبب تعنت متمردي الحوثي وصالح الذين لم يلتزموا بوعودهم بالإفراج عنهم، حتى إنهم يمنعون الصليب الأحمر والمنظمات الدولية من زيارتهم للوقوف على ظروف اعتقالهم، كما منعوا المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد من زيارة المعتقلين الخمسة الذين وردت أسماؤهم في قرار مجلس الأمن الدولي والذين ليس معروفاً ما إذا كانوا أحياء أو أموات. واعتبر أن الموقف المتعنت للحوثيين وصالح، إزاء الإفراج عن عشرات آلاف المعتقلين المدنيين الذين أخذوا عنوة من منازلهم كرهائن، هو جريمة إرهابية تستدعي موقفاً دولياً حازماً لحل هذه القضية الإنسانية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©