الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأفراح في موريتانيا.. طقوس احتفالية يتخللها إلقاء الأشعار وإطلاق النار

الأفراح في موريتانيا.. طقوس احتفالية يتخللها إلقاء الأشعار وإطلاق النار
6 ابريل 2014 22:42
سكينة أصنيب (نواكشوط) تحافظ العادات والتقاليد في موريتانيا على أصالتها وعراقتها، رغم تغلغل أسلوب الحياة العصرية، وتأثيره على المجتمع الموريتاني المحافظ. ومن أبرز مظاهر تشبث الموريتانيين بعاداتهم الأصيلة الأفراح الشعبية، حيث يرفض الموريتانيون تغيير طقوس أفراحهم، ويولون الرقص التراثي والغـناء الشعبي وعادات وطقوس الأفراح أهمية كبيرة، رغم أنها مكلفة وتتطلب وقتا طويلا في التحضير والتطبيق. وقديما كان الموريتانيــون يحتفلون بإطلاق الأعيرة النارية، وإشعال حلقات النار، والأهازيج والأشعار خلال احتفالهم بالزواج والولادة والانتصار في الحروب واستقبال الضيف، إضافة إلى الأعياد والمناسبات الدينية. عشر ليال يمارس الموريتانيون خلال أفراحهم الشعبية عادات كثيـرة بعضــها انقــرض وأغلبها لا يزال يمارس في المجتمع، وتحكي مريم بنت الخرشي، خبيرة في التراث الشعبي، بحسرة عن الأيام الخوالي حين كان العرس الموريتاني يستمر عشرة أيام بلياليها، يتخـللها رقص وغناء وإلقـاء قصـــائد، بيــنما يقتصر الاحتفال بالعـرس اليوم على ثلاثة أو أربعة أيام. وتضيف «العرس التقليدي يتميز بإقامة رقصة «الكدرة»، حيث يرتدي المغنون الزي التقليدي بينما تتزين النساء بالحــلي التقليدية ورسوم الحناء والأزياء المخصصة للحفلات. ورغم أن عادات وتقاليد الزواج في موريتانيا تختلف من منطقة إلى أخرى فإن أهم ما يميزها هو هذه الرقصة التي تتميز بتزامن الحركات وقرع الطبل والآلات والرقص والإيقاع، ويشترط في الراقص أو الراقصة أن يتميز بخفة الحركة والتوازن». وتشير بنت الخرشي إلى أن أصل هذه الرقصة هو التراث الأفريقي، حيث كانت القبائل الأفريقية تجتمع حول عائلة العروس وتقوم بهذه الرقصة. وتضيف أن «عائلة العريس تنصب خيمة خاصة بالعريسـين تســمى خيـــمة «الرك» تبعد عن مضارب القبيلة مسافة طويلة، وفي الحفل الختامي للعرس تزف العروس إلى عريسها فوق هودج الناقة التي تنحر في نفس اليوم». وتؤكد أن بعض هذه العادات انقرضت بفعل تأثير الحـياة العصـرية، وانشــغال الناس، حيث تم اختصــار الاحتفال بالعــرس إلى ثلاثـة أيــام وألغــيت بعض الطقوس كالزفة على الهـودج وإقامــة الدخلـة في الخيمة. مناسبات سعيدة يقول الباحث في التراث الشعبي إسحاق ولد المهدي إن “الموريتانيين كانوا يقيمون الأفراح الشعبية في الزيجات وانتصار القبائل في الحروب والصراعات وعند استقبال ضيف كبير، أما اليوم فيحتفلون ويقيمون أفراحا شعبية في المناسبات السعيدة والأفراح والأعياد، وحين يحققون نصرا كرويا، وعند الفوز في الانتخــابات، والنجاح في الامتحانات”. ويشير الباحث إلى أن تقالـيد الأفراح الشعبية حافظت على ممــيزاتها وطقوسـها من خلال تنظيم الرقصات الشـعبية التراثية، وإلقاء القصائد والأشعار، وترديد الأغاني والأساطير، وضبط الإيقاعات والأوزان. ويضيف أن أصل رقصات وأغاني الأفراح الشعبية يعود إلى الفن الغنائي الجماعي والاستعراضي الذي كان يعبر قديـما عن الأفراح والمسرات التي تواكب إحياء الإنسان لحياته البدوية والزراعية. ويوضح الباحث أن الرقصات الجماعية المختلطة بين الذكور والإناث كانت تتميز بتماثل حركات الراقصـين وتخــتلف في شكلها وسرعة إيقاعها باختــلاف المناسبة والمنطقة. كما تشارك الخيول والإبل فـي الاســتعراضات والأفراح التي تتم في المناسبات الوطنية والمهرجانات. ويسـتعرض الفرسان في جو احتفالي مهاراتهم وطقوس احتفالاتهم في جو تنافسي وسط غناء جماعي وزغاريد النسوة. حفل بسيط لعل حرص الموريتانيين على تخصيص احتفالية كبيرة للعرس مرده إلى الاحتفال البسيط الذي يتم في الخطوبة، حيث يحتفل الموريتانيون بالخطوبة في حفلات عائلية متواضعة تقتصر على عائلتي الخطيبين. وتتميز الخطوبة في موريتانيا بأنها مرحلة قصيرة لا تتعدى أياماً معدودة، لذلك فإن عائلتي العروسين تستغل هذا الاجتماع العائلي للاتفاق على تفاصيل العرس. وبعد تبادل التحايا يقدم للمدعوين وأهل العريس الحليب والشاي حيث تولم عائلة العروس لأهل العريس، وبعد انتهاء الوليمة بتقدم أكبر فرد من عائلة العريس بطلب خطبة العروس لابنها فترد عائلة العروس بالموافقة والتبريك، ثم تنطلق الزغاريد والأهازيج ويتبادل الأقارب والأصدقاء التهاني والتبريكات بهذه المناسبة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©