الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

مورينيو و «الكاتيناتشو»

23 مايو 2010 23:52
قديماً قالوا إذا أردت أن تقتل جمال وسحر كرة القدم فعليك بـ”الكاتيناتشو”، وهو نظام يعني “الدفاع المحكم” و”المتاريس” أمام المرمى، حتى في لغة السياسة هناك ما يُعرف بمظلة الصواريخ الدفاعية، ولأن حديثنا يقتصر عن الرياضة، بعيداً عن لغة “الحروب”، فإن الكرة الهجومية وحدها التي تضفي الجاذبية والأناقة على “الساحرة المستديرة”، وعلى سبيل المثال عشق الملايين “راقصي السامبا” لأنهم أبدعوا في تقديم الكرة الجميلة البعيدة عن “الملل والزهق” الدفاعية، حتى وإن كانت الضريبة ضياع العديد من الألقاب، فمن يُمتع العالم، ربما يضحي بنفسه! وتفوق الإيطاليون دون غيرهم في طريقة “الكاتيناتشو” التي أصبحت مختومة بـ”صنع في إيطاليا”، ولعبت المنتخبات والأندية الإيطالية بأسلوب التنظيم الدفاعي بشكل ممتاز وفعال جداً للحيلولة دون دخول الأهداف، وكلنا يسمع على سبيل المثال عن هيريرا مدرب الإنتر في الستينيات، حتى لو دفع الفريق الثمن غالياً أمام الكاسحات الهجومية لسيلتك الاسكتلندي في نهائي كأس أبطال أوروبا عام 1967. ويقال إن إيطاليا عرفت طريقة “الكاتيناتشو” عام 1947، وتوارثتها الأجيال الواحد تلو الآخر، حتى جاء الداهية مورينيو، ليعيد “إحياء طريقة الترسانة الدفاعية، ويقود الإنتر إلى لقب تاريخي، عندما تربع الفريق الإيطالي أمس الأول على قمة الكرة الأوروبية، بل ويخطف قلب “الحسناء العجوز” من كل الأباطرة الذين حاولوا تقديم المهر الغالي، ولكن دون جدوى، وأصبح الإنتر الممثل الشرعي لأوروبا في مونديال الأندية بالعاصمة أبوظبي في ديسمبر المقبل. وأدرك المدرب “الداهية” مورينيو أن الوصول إلى أبوظبي، بل ومنح الإنتر اللقب الأوروبي بعد ما يزيد عن أربعة عقود يحتاج إلى تطبيق الطريقة الدفاعية التي تشتهر بها الكرة الإيطالية، وبالفعل كانت النتيجة مدهشة، ومضت الأمور حسبما يشتهي المدرب، خاصة في موقعة الإياب أمام برشلونة “الرهيب” في معقل “كامب نو”، وكان الإنتر متقدماً بثلاثة أهداف لهدف في مباراة الذهاب في ميلانو، ولجأ مورينيو إلى سياسة الدفاع بكل خطوطه، ووقف كل لاعبيه أمام مرمى الحارس خوليو سيزار، وهي الطريقة الدفاعية التي أوقفت كاسحات الألغام الكتالونية بقيادة ميسي، مما أصاب لاعبي برشلونة بالزهق أمام فشلهم في إيجاب ثغرة في التحصينات “الإنترية”، حتى لو كان بيكي قد نجح في التسجيل، ولكن بعد فوات الأوان. وفي النهائي أمس الأول أمام بايرن ميونيخ الألماني، قدم مورينيو ولاعبوه درساً آخر في اللعب بتأمين دفاعي، مع الاعتماد على المضادات السريعة التي ضربت “البافاري” في مقتل، بفضل الهداف المدهش ميليتو الذي نسف مرمى الحارس بوت بهدفين لا أروع يدلان على أن اللاعب يتمتع بموهبة فطرية. abadi ahmed@alittihad.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©