تراجعت قوات المعارضة الليبية باتجاه بلدة بن جواد صباح أمس بعد زحفها باتجاه سرت، إثر قتال عنيف استخدمت فيه القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي الليلة قبل الماضية الأسلحة الثقيلة على الطريق الواقع شرقي مسقط رأس العقيد القذافي، فيما أفادت أنباء لاحقة أن المقاتلين انكفأوا لما وراء راس لانوف النفطية. وبالتوازي، واصلت كتائب القذافي أمس، تقدمها في مصراته مدعومة بقذائف الدبابات وسط المدينة التي لا تزال قطاعات عدة فيها خاضعة لسيطرة الثوار، بعد أن سيطرت على جزء منها أمس الأول.
ويأتي هذا التقدم، رغم تأكيد مسؤولين عسكريين أمس، أن قوات أميركية هاجمت 3 سفن ليبية بينها سفينة لخفر السواحل لمنعها من إطلاق النيران بشكل عشوائي على السفن التجارية في ميناء مصراته.
وأكدت مصادر طبية والمعارضة أن 124 مدنياً قتلوا بيد قوات القذافي خلال الأيام التسعة الماضية من القتال في مصراتة، فيما ناشد معارضون بالمدينة الحكومات المجتمعة في مؤتمر لندن أمس، طالبين منهم المساعدة.
وعلى صعيد العمليات الدولية، سمع بعد ظهر أمس، دوي انفجارين قويين في منطقة باب العزيزية حيث يقيم العقيد القذافي بطرابلس، كما وقعت 7 انفجارات أخرى في تاجوراء الضاحية الشرقية للعاصمة الليبية.
وذكرت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون” أنها وضعت وسائل جوية جديدة في ليبيا تهدف خصوصاً لمهاجمة كتائب القذافي على الأرض، مبينة على لسان المسؤول الكبير الأميرال بيل جورتني بالقول “استخدمنا مقاتلات طراز ايه-10 وايه سي-130 نهاية الأسبوع”.
وكانت قوات المعارضة الليبية تقدمت بمحاذاة الشريط الساحلي لاستعادة عدة بلدات نفطية بعد شن غارات جوية غربية. ولكن تقدمهم صوب الغرب واجه مقاومة مع اقترابهم من سرت.
وتجمع عشرات من المقاتلين والمدنيين مع شاحنات صغيرة وسيارات خارج بن جواد الواقعة على بعد نحو 150 كيلومترا من سرت. وقال شاهد إن قوات القذافي هاجمت مسلحي المعارضة بوابل من نيران الأسلحة الآلية والصواريخ منذ فجر أمس، مما أدى إلى تقهقرهم بشكل فوضوي مذعور إلى بلدة بن جواد، مستعيدة بلدة النوفلية وهي قاعدة عسكرية صغيرة تابعة للنظام.
ومع بدء الهجوم قفز معارضون وراء كثبان رملية لرد إطلاق النيران ولكنهم استسلموا بعد بضع دقائق وقفزوا في شاحناتهم الصغيرة وقادوها مسرعين صوب بن جواد الواقعة على بعد نحو 150 كيلومترا شرقي سرت.
وقال مراسل رويترز الذي اتبع خطى قافلة المعارضين إن الرصاص لاحقهم وسقطت القذائف قرب الطريق أثناء تقهقرهم. وبدا أن قوات القذافي أنهت هجومها على مسافة بضعة كيلومترات غربي بن جواد وتوقف المعارضون في البلدة للانتظار وتنظيم صفوفهم.
وشاهد مراسل رويترز عشرات السيارات تحمل مدنيين يفرون مسرعين من النوفلية على الشريط الساحلي إلى الشرق في طريقهم لبلدة بن جواد. وقال حمد العوني أحد قادة المعارضين “هذا طريق مشكلة. بالأمس هاجمنا القذافي ولذلك انسحبنا”.
وأضاف أن قوات القذافي استخدمت صواريخ وقذائف صاروخية وأسلحة من عيار متوسط لإجبار المعارضين الذي تجمعوا شرقي سرت، على الانسحاب.
وقال مقاتلون معارضون اخرون وأنصارهم المدنيون انهم يعتقدون أن القرى الواقعة عند مدخل سرت تشكل تهديداً محتملاً لأن سكانها يؤيدون القذافي. وذكر أشرف محمد وهو مقاتل معارض أن بعض سكان القرى الواقعة قرب النوفلية اطلقوا النار على المعارضين المسلحين أثناء تقهقرهم من منازلهم لمساندة قوات القذافي.
وفي مصراته، أكد متحدث باسم المعارضة الليبية إن المعارضين في المدينة يحاولون صد هجمات جديدة تشنها كتائب القذافي أمس، مضيفاً أن 8 مدنيين قتلوا الليلة قبل الماضية.
وأضاف لرويترز في حديث هاتفي من المدينة “حاولت قوات القذافي هذا الصباح دخول مصراته عن طريق البوابة الغربية ولكن شبانا صدوها.”
واستطرد حاولت قوات القذافي قبل ساعة دخول المدينة عبر البوابة الشرقية. يحاول الشبان صدها. القتال ما زال مستمراً. القصف العشوائي مستمر... قتل 8 مدنيين وأصيب آخرون الليلة الماضية”.
وأعلن طبيب في مستشفى المدينة، أن كتائب النظام قتلت 142 مدنياً على الأقل وأصابت أكثر من 1400 خلال هجومها ضد الثوار في مصراته منذ 18مارس الحالي.
وقال أحمد خليفة وهو متحدث باسم المعارضة في بنغازي إن المعارضين دمروا دبابتين جنوب مصراتة وأسروا العديد من المرتزقة وضابطاً بالجيش الليبي برتبة عقيد لكنه لم يذكر تواريخ محددة.
وأفاد متحدث طلب عدم كشف هويته أن “المجزرة التي تم تفاديها في بنغازي بفضل تدخل قوات الائتلاف سترتكب في مصراتة”. وكانت مقاتلات أميركية هاجمت الليلة قبل الماضية سفينة خفر السواحل الليبية “فيتوريا” وسفينتين أصغر في مصراته.
وأعلن الأسطول السادس الأميركي أن السفينة فيتوريا عطلت. ودمرت إحدى السفينتين الصغيرتين وتخلى طاقم السفينة الثانية عنها. وأفاد بيان أن القطع المشاركة هي مقاتلة من طراز ايه-10 والسفينة باري مدمرة الصواريخ الموجهة وطائرة بي-3سي للدوريات البحرية.
إلى ذلك، أكد شهود أن 9”انفجارات قوية جداً” وهي ناجمة عن عمليات قصف للتحالف الدولي هزت طرابلس وضاحية تاجوراء. وأضافوا انه تعذر عليهم تحديد موقع الانفجارات بدقة، لكنهم قالوا إن طائرات التحالف الدولي تحلق في هذه الأثناء في أجواء المنطقة. وذكر التلفزيون الليبي أن عدة أهداف مدنية وعسكرية تعرضت لقصف ظهر أمس. وكان التلفزيون الرسمي نفسه، نقل عن متحدث عسكري قوله إن “مواقع مدنية تعرضت أيضاً لقصف ليل الاثنين الثلاثاء في مدينة صرمان (50 كلم غرب طرابلس) من قبل التحالف الدولي.
عدد اليوم
