الحكومة اللبنانية الجديدة تعقد جلستها الأولى في بعبدا اليوم

استعد اللبنانيون رسمياً وشعبياً لاستقبال الاسرى اللبنانيين الخمسة المحررين، ورفات 199 شهيداً لبنانياً وفلسطينياً وعربياً اليوم الاربعاء، بالتزامن مع عقد الحكومة اللبنانية الجديدة أول جلسة لها في القصر الجمهوري في بعبدا بعد انقطاع استمر طوال آخر 3 سنوات في عهد الرئيس السابق اميل لحود· ورأت مصادر حكومية أن الاستقبال الرسمي للاسرى في مطار رفيق الحريري الدولي، سيشكل مناسبة وطنية رائدة لانطلاق عهد الرئيس ميشال سليمان، حيث سينعكس الحضور السياسي على الجو العام، مما يحول دون اصطدام الحكومة بعقبات حقيقية تمنع انجاز بيانها الوزاري لنيل ثقة البرلمان بسرعة· وقي تصريحات لـ ''الاتحاد'' قال وزير الشؤون الاجتماعية ماريو عون ''إن البيان الوزاري لن يأخذ الكثير من الجدل وسيتم الاتفاق عليه بشكل سريع''· ووافقه وزير الصناعة غازي زعيتر على ذلك، قائلاً ''لن يكون هناك اي خلاف لان الجميع متفق على الوحدة الوطنية والحكومة تمثل كل الاطراف وفي اولوياتها عدم ابقاء لبنان مهدداً من قبل اسرائيل''· وأوضح وزير الدولة نسيب لحود أن أي موضوع عليه تباينات في الرأي لن يدرج في البيان الوزاري وسيحال الى لجنة الحوار برئاسة سليمان، وقال ''هناك توافق على ضرورة الاسراع في انجاز البيان ومنح الحكومة الثقة البرلمانية على أساسه لتتمكن من الانطلاق في ورشة عمل متكاملة لمعالجة كل القضايا العالقة والخروج من دوامة الماضي والشروع في بناء المستقبل''· ودعا وزير السياحة ايلي ماروني الى الترفع عن الحساسيات داخل مجلس الوزراء والعمل بجدية وتضامن مستبعداً حصول خلافات مستعصية بشأن البيان الوزاري· وتمنى أن يقترن الكلام عن العلاقات بين لبنان وسوريا بالتنفيذ· ورأى أن الاولوية في الحكومة هي ''تدعيم الوفاق وتحقيق الامن واعادة المعتقلين في السجون السورية وتحديد مصيرهم بسرعة''· وأكد وزير المالية محمد شطح أن البيان الوزاري لن يكون موضع خلاف، كما نفى ان تكون الحكومة الحالية انتقالية نظراً الى عمرها المحدد بإجراء الانتخابات المقبلة بعد عدة أشهر، لان هناك ملفات عديدة تحتاج الى البت فيها· واستغرب رئيس الوزراء اللبناني الأسبق نجيب ميقاتي اللغط حول البيان الوزاري، داعياً الى انتظار صدوره قبل اتخاذ موقف بشأنه· وقال لصحفيين بعد زيارته رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ''ان لبنان انتقل من مرحلة الى أخرى بعد انتخاب رئيس الجمهورية الجنرال ميشال سليمان وتشكيل الحكومة''· واستبعد حصول خلاف حول البيان الوزاري لان النقطة الاساسية فيه هي حول موضوع المقاومة، وسيتم التطرق اليها وفق ما تم في البيان الوزاري السابق· وأبدى أمله في ان تكون عملية تبادل الاسرى فرصة لالتقاء كل السياسيين وفتح صفحة جديدة يتم منها الانطلاق في عمل الحكومة والشروع في اتخاذ الاجراءات المطلوبة لبدء الحوار الوطني ومعالجة الملفات المطروحة·ودعا المفتي الجعفري الممتاز في لبنان الشيخ احمد قبلان الى تحويل يوم تحرير الاسرى إلى ''عرس وطني'' يشارك فيه جميع اللبنانيين ومناسبة لبدء مسار لبناني جديد تكون المصلحة الوطنية هي الاولى والاهم فيه· كما دعت جبهة ''العمل الاسلامي'' جميع اللبنانيين الى المشاركة في استقبال الأسرى، معلنة أنها ستنشر ''حواجز محبة'' في بيروت، وسيوزع أنصارها الحلوى على المارة والسيارات·