إسرائيل تقر صفقة تبادل الأسرى مع حزب الله

صدّقت الحكومة الإسرائيلية أمس نهائياً على صفقة تبادل الأسرى وجثث ورفات مقاومين وجنديين إسرائيليين ورفات جنود إسرائيليين مع ''حزب الله'' اللبناني، المنتظر بدء تنفيذها اليوم الأربعاء· وبعد ذلك، وقع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز قراراً بالعفو عن سمير القنطار أقدم سجين لبناني في إسرائيل، مشروطاً بإطلاق سراح الجنديين الإسرائيليين إيلداد ريجيف وإيهود جولدفاسر المفقودين في لبنان أو تسليم جثتيهما إذا كانا قتيلين والتأكد من شخصيتيهما عند معبر رأس الناقورة الحدودي بين لبنان وفلسطين المحتلة· وصوت رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت و21 وزيراً لصالح إتمام الصفقة، رغم معارضة جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي ''شين بيت'' وجهاز والاستخبارات الإسرائيلي ''الموساد''، مقابل اعتراض 3 وزراء فقط· ومن المقرر الإفراج عن 5 أسرى وتم نقل ماهر كوراني ومحمد سرور وحسين سليمان وخضر زيدان من سجن ''اشموريت'' قرب مدينة نتانيا الساحلية، حيث كانوا محتجزين منذ أسرهم في حرب إسرائيل الأخيرة على لبنان عام ،2006 إلى سجن ''هداريم'' على بعد نحو 11 كيلومتراً لينضموا إلى القنطار هناك· ووصلت شاحنات تابعة للجنة الدولية لـ''الصليب الأحمر'' الدولية إلى إسرائيل قادمة من الأردن لنقل رفات 199 مقاتلاً وناشطاً لبنانياً تم استخراجها مما تُسميها إسرائيل مقبرة ''القتلى الأعداء'' في شمال فلسطين المحتلة· وفي المقابل، ستستعيد الجنديين المذكورين ورفات جنود قتلوا في جنوب لبنان عام ·2006 وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها ستبدأ التنفيذ في معبر رأس الناقورة الساعة التاسعة صباحاً بتوقيت لبنان (الحادية عشرة صباحاًبتوقيت الإمارات)، بناء على طلب الجانبين· وذكرت مصادر أمنية لبنانية أن الأسرى المحررين سينقلون جواً من الناقورة إلى مطار بيروت الدولي، حيث يتم استقبالهم رسمياً· وأعلنت الحكومة اللبنانية اليوم عطلة رسمية احتفالاً بهذه المناسبة· ووصف مسؤول منطقة الجنوب في ''حزب الله'' الشيخ نبيل قاووق العملية بأنها ''انتصار ونجاح جديد لاستراتيجية المقاومة في التحرير والدفاع وافتضاح مذلة وفشل إسرائيل عسكرياً وسياسياً في مواجهة المقاومة''· وقال: ''إن قبول حكومة العدو بتبادل الأسرى، وفقاً لمعادلة وشروط المقاومة يعني الاعتراف الرسمي الإسرائيلي بعدم تحقيق أي من أهداف عدوان يوليو ·''2006 ويعارض ''شين بيت'' و''الموساد'' إطلاق سراح القنطار بسبب خشيتهما من إهدار فرصة أخيرة للحصول على معلومات حاسمة بشأن مصير الملاح الجوي الإسرائيلي رون آراد المفقود في لبنان منذ عام 1986 قبل الإفراج عنه· وقال بيريز قبل التصويت: ''هذا ليس يوماً سعيداً لأي منا أن نطلق سراح قتلة مثل هؤلاء· لكن علينا التزام أخلاقي وروحي بأن نعيد جنودنا إلى الوطن''· ذكرت صحيفة ''الأخبار'' اللبنانية المقربة من ''حزب الله'' نقلاً عن ''مصادر واسعة الاطلاع'' أن أحد الجنديين قُتل، كما أن إسرائيل ''تتصرف على أساس أنها تلقت ما يكفيها من معلومات ذات طابع استخباري تؤكد أن الجنديين قتلا''· وطالب والد إيهود جولدفاسر في مقابلة مع وكالة ''فرانس برس'' بالقصاص في حال ثبت أنهما قتيلان· وقال شلومو جولدفاسر: ''نعتقد أن إيهود وإلداد ريجيفقد اُختطفا وهما على قيد الحياة· وإن سلما إلينا في نعشين، فذلك يعني أنهم قتلوهما وفي تلك الحال يجب أن يدفعوا حياتهم ثمناً لذلك ويلحقوا بعماد مغنية''· وفي مدينة البيرة بالضفة الغربية المحتلة، صرحت الفلسطينية نعمة عيد عوض الله بأنها تأمل في تسلم جثماني ولديها عادل وعماد عوض الله اللذين استشهدا برصاص قوة إسرائيلية استهدفتهما في مدينة الخليل عام ·1998 وقالت: ''أتابع كل نشرات الأخبار كي أسمع شيئاً عن تسليم جثماني ولديَّ عماد وعادل· كلما سمعت الحديث عن تبادل أسرى أو جثث، ينفتح جرحي وأعود للانتظار لعل وعسى أن أراهما قبل مماتي سواء أكانا حيين أو ميتين''·