الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

دراسة جديدة لمرصد الإفتاء تدحض فكر الجماعات التكفيرية في سيناء

20 ابريل 2018 22:54
أحمد شعبان (القاهرة) قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية: «إن تبرير الجماعات التكفيرية للأعمال الإرهابية التي تُرتكب في مصر، يرتكز بالأساس على ستة مفاهيم رئيسة، تشكل المسوغ الرئيس لشرعنة الأعمال الإرهابية ضد مصر». ولفت المرصد في دراسة جديدة صادرة عنه، إلى أن خريطة المفاهيم الستة التي تمثل المرجعية الفكرية لهذا التنظيم هي: (الحاكمية- الجهاد- التكفير والردة- التوبة- الحسبة- الولاء والبراء) والتي وظَّفها ما يطلق على نفسه «تنظيم ولاية سيناء» في إصداراته المرئية التي صدرت خلال عامي 2017 و2018: «قاتلوا المشركين كافة- نور الشريعة- صاعقات القلوب- ملة إبراهيم- حماة الشريعة- المجابهة الفاشلة)، من أجل تبرير استخدامه للإرهاب، واستقطاب مقاتلين وأتباع وموالين له. وأشار المرصد في دراسته إلى أن «الحاكمية»، وهو المفهوم المحدِّد لطبيعة العلاقة مع الدولة المصرية، ويعني لديهم الحكم بما أنزل الله كما يفهمه التنظيم، ومعاداة الديمقراطية والانتخابات باعتبارها «صنم العصر»، والوقوف ضد القوانين الوضعية كافة لأنها وفقاً للتنظيم تستبدل حكم الله بحكم البشر، إذ يعتبر التنظيم أن التحاكم للقوانين الوضعية هو بمثابة الشرك وعدم الإذعان لحاكمية الله، وهو في ذلك يستمد فهمه للحاكمية من أفكار سيد قطب. وأكدت الدراسة أن المفهوم الثاني هو «الجهاد»، وهو الأكثر استخداماً لإضفاء شرعية على العمليات الإرهابية التي يمارسها في مصر، ويستخدمه تنظيم «ولاية سيناء» باعتباره مرادفاً لاستخدام السلاح للقتال ضد الأعداء، وهم في نظر التنظيم، النظام السياسي والمتعاونون معه «خاصة المسيحيين»، ورجال الجيش والشرطة، والمشركون وفق فَهم التنظيم. ولفتت الدراسة إلى أن التنظيم يستمد هذا الفهم من أفكار أبي الأعلى المودوي الذي رأى أن الجهاد «ذو طبيعة عنيفة أصيلة وتكوينية»، وهدفه الرئيس هو تحقيق «الحكم بما أنزل الله» في الأرض. وأضاف المرصد أن «التكفير والردة» مفاهيم يسقطها التنظيم على المصريين غير التابعين أو المؤيدين له، ويستخدم التنظيم المفهومين مترابطين معاً، ويُحدِّدُ الفئاتِ التي ارتدَّت عن الإسلام فيما يلي: مؤسسات الدولة مُمثَّلة في الجيش الذي يصفه بـ«جيش الردة»، والشرطة، والنظام السياسي، الذي يصفه التنظيم بـ«النظام الطاغوتي» ويصف القائمين عليه بـ«حكام الردة والكفر»، وشيوخ السلفية الذين يصفهم التنظيم بأنهم «يدَّعون زوراً وبهتاناً بأنهم إسلاميون». وحركة حماس التي وصفها التنظيم بـ«بالطائفة المرتدة، وعصابة الكفر في غزة»، والمؤسسات الدينية الرسمية والطرق الصوفية. وأكد المرصد أن هذا التوظيف للتكفير والردة، يتقاطع مع أفكار الخوارج بصورة رئيسة الذين يُعرَفون بالغلو في التكفير، سواء كان التكفير بالكبائر -عند بعضهم- أو التكفير لكل من خالفهم. وأشار المرصد إلى أن «التوبة»، وهي المفهوم الرابع في خريطة المفاهيم لدى تنظيم ولاية سيناء المزعوم، يستخدم بالأساس لاستمالة الفئات التي كفَّرها ووصفها بالمرتدة، مشيراً إلى أنه في إصدار «صاعقات القلوب»، و«نور الشريعة» و«ملة إبراهيم»، حصر قبول التوبة من عموم المسلمين غير العاملين في المؤسسات الأمنية والعسكرية والقضائية والمتعاونين معهم، بينما وسَّع الاستتابة لتقبل من ضباط الجيش في إصدار «المجابهة الفاشلة»، حيث دعاهم التنظيم إلى «الهجرة والالتحاق بصفوف التنظيم دون قيد أو شرط»، معتبراً أن الهجرة إليه تمحو ما قبلها. وأكد المرصد أن «الحسبة»، وهي المفهوم الخامس، تعتبر مرادفاً لفكرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي طوَّرها وَفق ما جاء في فيديو «نور الشريعة» لمحاربة الأعمال الشركية من خلال القتل وهدم الأضرحة. ويُنزل التنظيم المُصطلح على الأطراف التالية (الصوفية المشركين حسب التنظيم- أهالي سيناء في المناطق التي يوجد فيها التنظيم). وأكد المرصد في دراسته أن سادس المفاهيم هو «الولاء والبراء»، ويعتبره التنظيم المؤطر لعلاقة المسلمين -خاصةً الجماعات الإسلامية- بغير المسلمين، ويتعامل معه على أنه يعني وفق ما ورد في إصداره المرئي «قاتلوا المشركين كافة»، على أنه: «محاولة الأحزاب التي تسمي نفسها إسلامية إرضاء الطائفة الكافرة، لعلمهم أن النصارى في مصر يمتلكون تأثيراً قويّاً، خاصة أنهم يتحكمون في مفاصل السلطة». وأشار المرصد إلى أن هذا التوظيف للولاء والبراء، يتقاطع مع أفكار أبو محمد المقدسي -المرجعية الشرعية الأبرز لأغلب التنظيمات الإرهابية- الذي يُعد كتابه «ملة إبراهيم» بمثابة المرجعية العقيدية والقتالية لشرائح واسعة من التيارات التي تتبنى العنف. والولاء والبراء عند المقدسي مرتبطان بأصل الإسلام (الشهادتين)، ويجب أن يصرح بهما المسلمون، وعلى ذلك فيجب إظهار محبة المسلمين ونصرتهم، والتصريح ببغض الكافرين وعداوتهم أو من يراهم المقدسي مرتدين ومشركين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©