الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

روح الماضي تتجلى في السوق المركزي بالشارقة

روح الماضي تتجلى في السوق المركزي بالشارقة
23 مايو 2010 21:35
الماضي حاضر هنا بكل تفاصيله، في سوق المقتنيات القديمة تحت ظلال السوق المركزي بالشارقة، يمكن أن نشاهد مجموعة متناغمة ومتنوعة من التحف والانتيكات التي شكلت في وقتنا الحالي إرثا وثقافة تاريخية لمجتمع ما، وهو مؤشر هام يبين القيمة الفكرية والعلمية التي كان عليها أولئك الذين صنعوا بأيدهم بعض الأجهزة والابتكارات لتسد حاجات الأفراد والمجتمعات قديما. وتوالت الصناعات والتحسينات على الكثير من الأجهزة، ولكن يبقى للقديم قيمته ومكانته التي لا بد أن تصان لتبقى محفوظة كإرث وموروث تروي حكاية الأقوام السابقة. فهذه الأسواق التي تعبق برائحة الماضي، أصبحت في وقتنا الحالي مقصدا هاما لهواة جمع المقتنيات القديمة وقطع الانتيك المتمثلة بقطع الأثاث والسجاجيد والأواني البالية، والفضيات والأحجار وساعات الحائط القديمة التي توقفت عقاربها الزمنية إلا أن مؤشر قيمتها المادية في حركة مستمرة نحو الارتفاع، ونجد المنحوتات التي جسدت صورا مختلفة لكائنات حية، لتظل رموزا لبعض البلدان التي جلبت منها هذه القطع الفريدة التي أطلق عليها الانتيك أي القطع القديمة. فكلما مرَّ عليها الزمان تزداد قيمة وثمنا بين محبي جمع هذه المقتنيات وعشاقها الذين يلهثون خلفها من بلد إلى آخر، ويجمعون متفرقها ويقدمونها للباحثين عنها في معارض خاصة لتكون خير نافذة يمكن أن يطل عليها. وكثيرا ما نلاحظ أن قطع الانتيك ما زالت متماسكة وقد حافظت على شكلها، وتخلو من الشقوق رغم مرور عقود على صنعها، هذا بخلاف ما نلمسه في المشغولات الحديثة التي تعتريها الشقوق فور انتهاء صنعها، فلا تقوى على الاستمرار مدة طويلة، ويعود ذلك إلى السرعة المطلوبة في إنجاز العمل فور قطع الأشجار مباشرة، فهذا العمل يطغى عليه الجانب التجاري البحت أكثر من كونه فنا وقيمة جمالية نستمتع بالنظر إليه. وتتميز قطع الانتيك عن غيرها من الأثاث الحديث بثقلها ومتانتها وديمومتها وفخامتها، فالخشب مشغول بالزخارف والنقوش مطعمة بالنحاس المذهب، في حين أن التحف الحديثة تفتقر إلى البصمة الجمالية التي كانت تميز الأثاث اليدوي القديم، فالآلات الحديثة تنتج كميات كبيرة من القطع، مما يجعلها تفقد القيمة الجمالية المتفردة، وتبدو كلها متشابهة. والناظر إلى تلك التحف والمقتنيات ينتقل عبرها إلى محطات مختلفة من الحياة عبر الأزمنة، حيث يمكن لزيارة قصيرة إلى السوق المركزي بالشارقة أن تسمح لعشاق القديم التنقل بين تلك التحف والمقتنيات التي ازدحم بها السوق، حيث عبق التراث حاضر في كل مساحته وجمال الفن الشرقي يشغل كل زاوية من زواياه، وفي كل ركن من أركانه، في لوحة تناغمت فيها روح الماضي مع حيوية الحاضر.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©