الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

العقوبات وأشباح الحرب تقلص فرص تصدير الغاز الإيراني

العقوبات وأشباح الحرب تقلص فرص تصدير الغاز الإيراني
16 يوليو 2008 01:23
ستبقى احتياطيات الغاز الإيرانية الضخمة دون استغلال إلى حد كبير مادامت التوترات السياسية تبعد الشركات الغربية بينما تمنع العقوبات الاميركية إيران من الحصول على التكنولوجيا التي تحتاجها لتطويرها منفردة· وتهافتت شركات النفط الاوروبية والاسيوية على الاستثمار في صناعة الغاز في ايران وكان اغراء ثاني أكبر احتياطيات في العالم يقلل من تأثير الضغط الاميركي لابعاد الاستثمارات الخارجية، ولكن تصاعد حدة التوتر بشأن برنامج ايران النووي دفع الشركات الاوروبية لتنحية خطط مشروعات تصدير غاز طبيعي مسال بمليارات الدولارات جانبا رغم أنها مازالت تتوق لثروة ايران من الغاز· ويقول سامويل كيزوك محلل الطاقة في الشرق الاوسط في جلوبل إنسايت: ''لا يسع ايران الحصول على تكنولوجيا من الشركات الكبرى لاي من مشروعاتها للغاز الطبيعي المسال وستكتشف استحالة استيراد معدات وتطوير الخبرة بمفردها في ظل العقوبات الحالية''، وفي الاسبوع الماضي أكدت توتال الفرنسية أنها لن تنفق المزيد على مشروعات الغاز الايرانية في الوقت الحالي· وقال كيزوك: ''صغر عدد الشركات التي تمتلك خبرة في إدارة بناء مصانع تسييل يجعل مضي ايران قدما بمفردها أقرب إلى المستحيل''، ولم تصدر ايران بعد أي غاز طبيعي مسال ولكنها تقول إنه سيكون بوسعها انتاج 77 مليون طن سنويا بحلول عام ،2014 وهو أكثر من مثلي الكمية التي تنتجها قطر أكبر مصدر في العالم للغاز الطبيعي المسال بعد نحو عقدين من الاستثمارات الثابتة· واستثمرت شركات مثل توتال ورويال داتش شل وريبسول الاسبانية وشتات اويل النرويجية مليارات في قطاع الغاز والنفط في ايران متحدية تهديد الولايات المتحدة بفرض عقوبات· وعقب اجراء ايران اختبار اطلاق صواريخ طويلة المدى الاسبوع الماضي أضحت توتال أحدث شركة أوروبية كبرى تؤجل خططها· ويزيد تصاعد المواجهة بشأن برنامج ايران النووي من مخاطر الاستثمار هناك· وتصر ايران على أن برنامجها النووي من أجل الطاقة بينما تقول الحكومات الغربية إنه يهدف لانتاج أسلحة· ويقول محللون إن تأجيل الاستثمارات يعني أن ايران ستحقق انجازا إذا صدرت أي غاز طبيعي في غضون سبعة أعوام سواء بمساعدة أجنبية أو بدونها· وبدون مصانع لانتاج غاز طبيعي مسال يشحن في ناقلات للاسواق الخارجية لمن يعرض أعلى سعر يمكن لايران أن تضخ جزءا من الغاز لجيرانها من خلال خطوط انابيب ولكنها اسواق صغيرة مقارنة بالطلب العالمي الضخم على الغاز الطبيعي المسال· ويقول محللون ان مشروع خط الانابيب الضخم الوحيد الذي ينقل الغاز لباكستان والهند تعرقله مخاوف أمنية وخلافات حلول التسعير، وثمة شك في موافقة الاتحاد الاوروبي على اقتراح ايران بربطها بخط انابيب نابوكو الذي ينقل الغاز من آسيا الوسطى إلى اوروبا، وبذلك يصبح طريق التصدير الضخم الوحيد الباقي لايران هو الغاز الطبيعي المسال ولكن من المستبعد ان تحصل على التكنولوجيا اللازمة لتبريد الغاز وتسييله ومعظمها اميركية حتى ترفع واشنطن العقوبات التي تحظر على الشركات الاميركية التعامل مع الجمهورية الإسلامية· وفي الاسبوع الماضي صرح وزير النفط الايراني غلام حسين نوذري بان بلاده مستعدة لتطوير حقل غاز بارس الجنوبي الضخم دون توتال ولكن المحللين يشكون ان بوسع ايران ان تفعل اي شيء مادامت العقوبات الاميركية مستمرة· وقال نيال تريمبل المتخصص في شؤون الغاز في شركة إنرجي كونتراكت في لندن: ''من الصعب ان تفعل ذلك ليس فقط لان معظم التكنولوجيا اميركية ولكن هناك ايضا المقاطعة''، وتابع: ''يتوقف إلى حد كبير على المقاطعة الاميركية إذا ما قرر الايرانيون ان يتخذوا موقفا أكثر مهادنة تجاه الولايات المتحدة، قد تقرر الولايات المتحدة رفع العقوبات، وتستمر اللعبة''، وستعود شركات النفط الاوروبية العملاقة بمشروعات جديدة حين تهدأ التوترات· ويقول تريمبل: ''انها انتكاسة مؤقتة سيعودون بكل تأكيد اذا تغيرت الاوضاع في غضون عام أو اثنين· لا يسعك أن تتجاهل احتياطيات بهذا الحجم''، ويقول روس ميلان محلل الطاقة في الشرق الاوسط وافريقيا لدى وود ماكينزي: ''يشترون وقتا بالتحول إلى مشروع اخر· مازالوا يريدون أن يكون لهم وجود هناك من أجل الغنيمة الكبرى''· وفي الوقت ذاته ستحاول شركات متعطشة للطاقة التدخل ولكن الشكوك مازالت قائمة بشأن قدرتها على أداء المهمة فضلا عن مشكلة الحصول على المعدات الضرورية ومعظمها يصنع في الولايات المتحدة أو أوروبا· وتهتم شركة البترول البحري الوطنية الصينية التي تقود صناعة الغاز الطبيعي المسال الناشئة في الصين بتطوير مشروعات الغاز الطبيعي في حقل بارس الشمالي ولكنها لا تبدو راغبة أو قادرة على فعل ذلك دون شريك غربي· كما وقعت ''جازبروم'' الروسية اتفاقاً للتعاون مع طهران سيتيح لها الوصول إلى احتياطي الغاز العملاق في إيران·
المصدر: لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©