الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مصارعة الكباش يحسمها عدد النطحات ويوقفها سيل الدماء

مصارعة الكباش يحسمها عدد النطحات ويوقفها سيل الدماء
23 مايو 2010 21:01
من غرائب الهوايات عند التّونسييّن تربيّة الكباش، وتنظيم مقابلات مصارعة بينها بساحات في المدن والقرى، ويشتد الحماس عندما تكون المباراة بين كبشين ينتميان إلى حيين شعبيين، ولهذه اللعبة أنصار وجمهور، وهم غالباً من الطبقات الشعبية الفقيرة. أصول اللعبة يحضر المشجعون بأعداد غفيرة لمناصرة كبشهم المفضل، فيصفقون له ويشجعونه ثم يكرمونه عند انتصاره، ولهذه اللعبة الشعبية قوانينها وحكامها وجمهورها فالبطحاء، التي تجري فيها المباراة لها مساحة محددة، والتناطح بين الكبشين يتم أيضاً وفق ضوابط، فبعد أن كان عدد النطحات غير محدود وقد يصل إلى 100 نطحة وأكثر، إلا أنه ونزولاً عند رغبة «جمعية الرفق بالحيوان» المعارضة لهذه اللعبة المؤلمة للكباش، وخشية من منعها تم تحديد عدد النطحات من 10 إلى 30 نطحة توقف بعدها المباراة ويتم احتساب النقاط مثلما يقع في رياضة الملاكمة، وأحياناً ينتصر أحد الكباش على خصمه وتنتهي المباراة بالضربة القاضية. وإذا جرح أحد الكبشين المتصارعين وسال دمه فإن الحكم يوقف المباراة، كما أنهما لا بد أن يكون بينهما تقارب في الوزن وتشابه في القرنين وفي طول الأرجل حتى تكون المباراة متوازنة وانتصار أحدهما يكون مستحقاً وعن جدارة. مواصفات واستعدادات تتطلب المصارعة بين الكباش مواصفات كثيرة ومحددة في الكبش المختار، فليس كل كبش صالح للمصارعة، بل لا بد أن تتوافر فيه شروط، ويتم اختياره بدقة منذ صغره وفق قرونه وملامح القوة التي تظهر عليه باكراً، ثم أن للأكباش المرشحة لخوض مباريات المصارعة ممرنين أيضاً والبعض يسميهم «مروضين»، وقد يكون الممرن هو صاحب الكبش نفسه وقد يكون ممرناً محترفاً متخصصاً في هذا الصنف من «الرياضة» ويتقاضى طبعاً أجراً مقابل تمارينه. كما أن الكباش «المحترفة» لهذه اللعبة تخضع لنظام غذائي محدد وينفق عليها أصحابها مبالغ مالية كبيرة لانتقاء ما يقويها من الأغذية، وبعضهم يذهب إلى حد تغذية الكباش بزيت كبد بعض الحيتان والأسماك ولهم في ذلك مآرب يدركون سرها، كما يسقونها زيت الزيتون ويدللونها بإطعامها الموز، ويوم المباراة يمنع على الكبش المزمع خوضه مباراة «مصيرية» حاسمة الأكل لمساعدة الكبش «ساعة الحقيقة» على النطح برشاقة وهمة ووسط تصفيق الجمهور وتشجيعه بالصياح والهتافات. النصر أو الذبح يكسب أصحاب الكباش المنتصرة مكانة في الأحياء الشعبية التي يسكنونها مستمدة من بطولات أكباشهم، ويقال إن هناك أيضاً ربحاً مالياً من خلال الرهانات على الكبش المنتصر الذي تزداد قيمته المالية، وعموماً فإن أصحابها لا يبيعونها إلا في حالات نادرة عندما يتم عرض سعر مغر جداً عليه، أما الكباش الخاسرة المهزومة فتنسحب وهي تجر أذيال الخيبة وإذا تكررت الخسارة فمصير الخاسر المسلخ ليذبح، فلا حياة إلا للمنتصرين أما المهزومين فالموت لهم. وهناك بعض الجزارين «الشاطرين» يحضرون مثل هذه المباريات ويعرضون على صاحب الكبش المهزوم سعراً بخساً فيبيعه في الحال ليتخلص منه. ألقاب وأسماء من أطرف مظاهر هذه اللعبة الشعبية الأسماء التي يطلقها أصحاب الكباش عليها على غرار «عنتر» و«تايسون» (البطل العالمي الشهير في رياضة الملاكمة)، و»رمسيس»، و«رامبو» و«جحا»، و«أبونواس» وغيرها من الأسماء الدالة على الشجاعة والبأس والقوة. حظر المنشطات من تقاليد اللعبة، حضور طبيب بيطري لمعالجة الكبش الجريح وإسعافه إن كانت النطحات شديدة وخلفت له كدمات، وتبين أيضاً أن للبيطري مهمة أخرى تشبه مهمة الحكم الرابع في مباريات كرة القدم، فمن مهامه التأكد أن الكبشين المتصارعين لم يتم حقنهما بالمنشطات، وهو ما يعد غشاً، لا سيما عقب حادثة وقعت أظهر فيها أحد الأكباش في مباراة له قوة «خارقة»، وظهرت عليه علامات نشاط غير عادي مما أثار الريبة والشك، وبعد التحري والفحص تم اكتشاف أن صاحبه ناوله منشطات وطبعاً خسر المباراة وخسر صدقيته وتمت معاقبته.
المصدر: تونس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©