السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ليلة العيد.. فرحة وزحمة.. و«الإتيكيت» خارج الخدمة

ليلة العيد.. فرحة وزحمة.. و«الإتيكيت» خارج الخدمة
5 يوليو 2016 02:29
نسرين درزي، أحمد النجار (أبوظبي، دبي) تشهد ليلة العيد العديد من مظاهر الفرح والبهجة وترقب الكبار والصغار، فزينة الشوارع وواجهات المحال تملأ المشهد الليلي المكتظ بالمتسوقين من مختلف الجنسيات، استعداداً للاحتفال بالمناسبة، وهم يرتدون الملابس الجديدة، بالإضافة إلى شراء حقائب السفر والهدايا نظراً لطول إجازة العيد. عروض المراكز التجارية في الإمارات والأسواق التقليدية في أبوظبي تعج هذه الأيام بالزوار الذين يتحضرون لاستقبال أيام عيد الفطر حتى تكتمل فرحة إفطارهم، والزحمة التي تتراءى من مواقف السيارات تبشر بأعداد متزايدة من المتسوقين. وطابور الانتظار على كاونترات الدفع يرسم مظاهر حراك خصب اشتاق له الجميع على أبواب الإجازة الصيفية وبالتزامن مع عطلة العيد الممتدة، أما المنتجات المعروضة هنا وهناك، فهي تفوق الوصف بتنوعها وقدرتها على جذب مختلف شرائح المجتمع كل بحسب ذوقه واستطاعته. عن طقوس التسوق قبيل العيد تحدثت فريدة جمعة، معتبرة الأمر جزءاً لا يتجزأ من فرحة الصائم، وذكرت أنها تستمتع خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان بالتجول في المولات بعد صلاة التراويح لشراء مستلزمات أسرتها ومفاجأتهم بالملابس الجديدة. وقالت: إن الأجواء الإيجابية المنتشرة في كل مكان على الطرقات وفي الأحياء تفتح الشهية للتبضع على أنواعه ولساعات متأخرة من الليل. وأكثر ما يعجبها أن معظم المحال بدأت خصوماتها من الآن مما يشجع على الاستفادة من العروض. ومن أمام واجهة ملأى بحقائب السفر من كل الأحجام، أشارت منى عكاوي إلى حماسها لاقتراب عطلة العيد، وقالت: إنها تنتظر هذه الفرحة منذ أسابيع، وهي في مثل هذا الوقت من كل عام تتذكر طفولتها، وكيف كانت تجهز ملابس العيد وتترقب من على المذياع الإعلان عن ثبوت الرؤية. وذكرت أنها تتحضر للسفر قريباً مع عائلتها، ومع أن حقيبتها ما زالت بوضع جيد، لكن الموديلات المعروضة أعجبتها فقررت شراء اثنتين واحدة لها وأخرى لأمها. ابتسامة الرضا وأعرب أحمد البلوشي عن سعادته بحلول عيد الفطر الذي يعني له التجمع مع العائلة وتبادل الزيارات والهدايا، وذكر أنه يرافق زوجته لاختيار ما تحتاجه لتجهيز زينة البيت وأدوات الضيافة ومستلزمات الأبناء من ملابس وأحذية وإكسسوارات. وأشار إلى أنه في الأيام العادية يتجنب النزول إلى السوق في أوقات الذروة، لكنه يحرص سنوياً على شراء هدايا العيد بنفسه. وهذا أمر يشعره بمسؤوليته تجاه أسرته، ولاسيما أنه يسعد لمشاهدة المتسوقين من حوله، حيث ينهمك كل منهم باختيار السلع المزركشة احتفاء بحلول العيد. محمود السامرائي الذي كان يدفع فاتورة أغراض العيد على كاونتر إحدى الجمعيات ويتبعه أفراد أسرته، دعا الآباء والأمهات إلى مرافقة أبنائهم في جولات التحضير للعيد. وقال: إنه يفعل ذلك من باب إشراكهم بفرحة الفوز بالعيد بعد صيام شهر كامل. وهو يكافئهم جميعاً بشراء الملابس وأدوات الزينة وما شابه، تأكيداً على سنة ارتداء الجديد صباح يوم العيد. ولفت إلى ضرورة الحفاظ على الألفة العائلية في مثل هذه المناسبات الدينية لتعزيز العادات الأصيلة وعدم اندثارها. وقالت ميادة محسن من خلف عربة التسوق التي ملأتها بأكياس الهدايا وحقائب السفر، إن فرحة العيد لا تقتصر على التبضع الشخصي. إذ لابد من تخصيص جزء من الميزانية لشراء سلع مختلفة يحتاجها المقربون من المتعففين ممن لا يستطيعون دفع ثمنها ولا يطلبونها من أحد. وهذا ما تسعى إليه دائماً قبيل حلول العيد، لأن الفرحة بالنسبة لها أن ترى ابتسامة الرضا على أوجه من تحبهم ويحبونها. أما عن نفسها فهي تكتفي بشراء ما تحتاجه وحسب، وأهم ما في الأمر أغراض السفر استعداداً لإجازة سعيدة. متعة التسوق وخلال جولة في العديد من المولات والأسواق في دبي لرصد ظاهرة إقبال النساء على التسوق استعداداً للعيد، قالت أم نبيل زعبي: فكرة التسوق في أواخر رمضان لا تضاهيها أي متعة بالنسبة لغالبية النساء، مفسرةً ذلك بأنه عادة رمضانية مرتبطة بذهنها من عشرات السنين، وتؤكد أنها تتسوق قبل رمضان، وتكمل حاجياتها حتى نهاية رمضان. سباق التنزيلات فكرة التسوق في أواخر رمضان تجذب متسوقات كثر، عبير حمودة واحدة منهم حيث تقول: أتمنى أن أستطيع التسوق يومياً، وتتساءل هل تنتهي حاجيات البيت وطلبات الأسرة والأطفال حتى زوجي يعتمد عليّ في شراء مستلزماته، وأجدها فرصة وذريعة للذهاب إلى الأسواق خلال رمضان سواء في بدايته أو نهايته، حيث تتسابق المراكز التجارية على استقطاب المتسوقين وجذبهم إلى عروضهم الترويجية، وكل يوم توجد تنزيلات وحسومات، سواء على منتجات أساسية أو كمالية، لذلك تجد إقبالاً كثيفاً من النساء، وتجدهن في مضمار سباق على الشراء والاقتناء، سواء عن حاجة أو رفاهية لمجر الاستفادة من التخفيضات. خيارات حاسمة وتختلف همسة يونس عن غالبية النساء، فهي ليست من هواة التسوق، لذلك فإنها تحدد ما تحتاجه بدقة، وتختار وجهتين للتسوق تتوافر فيهما جميع طلباتها، وحينما تفرغ من التسوق تتنفس الصعداء، كما أنها ضد ثقافة التسوق في أواخر رمضان، لكنها تزور المول أحياناً لقضاء حاجيات ضرورية للمنزل ولأطفالها، مفيدةً بأن خياراتها حاسمة وذوقها سهل الإرضاء، وذلك تحديداً ما انعكس على سلوك أطفالها الذي عودتهم على حرية اختيار حاجياتهم الشخصية مع تحملهم مسؤولية خياراتهم، وأصبحوا مدربين على حسن الاختيار واتخاذ قرارات الشراء السليمة. ترفيه وتسوق وتعتبر خولة جاسم، أن التسوق في رمضان غير مستحب، لكنه ضرورة أحياناً، فقد جربت عناء التسوق في أواخر شهر رمضان خلال النهار، تقول: عانيت كثيراً بسبب زحمة الطريق، فضلاً عن مشقة التحرك من البيت باتجاه دبي قبل أذان المغرب، فاضطررت للإفطار في الطريق، فشعرت بالندم بخلاف ما عانيته من عدم وجود بضائع جديدة وهي نفسها التي تم عرضها قبل رمضان، لهذا قررت توفير احتياجاتي قبل رمضان والعيد. بينما ترى نعمات حمود أن التسوق الصباحي في المولات نوع من الترفيه، فهو يمنحها الأريحية والهدوء في الحركة والاختيار، وبخصوص مستلزمات العيد فإنها تحرص على شرائها في أول رمضان، وتعتمد على كتيبات التسوق والبروشورات التي تطرحها الماركات ومراكز التسوق المختلفة لتسهيل مهمة الاختيار وتحديد خياراتها من منزلها، وتذكر نعمات موقفاً طريفاً من جو التسوق. هوس وفضول وراحة بال وتشير إيمان بهنسي إلى أن زحمة المولات والشوارع في أواخر رمضان سببها النساء المتسوقات وتوضح: تؤجل كثير من النساء التسوق قبل رمضان إلى أواخره، ربما طمعاً بطرح موديلات جديدة للعيد، فضلاً عن استغلال التخفيضات والعروض التي تطرحها معظم المحال التجارية خلال رمضان، وتصف سرّ إقبال النساء على مراكز التسوق في ليلة العيد بأنه نوع من الفضول، فغالبيتهن لا يهدأ لهن بال حتى يقمن بعمل مسح سريع على جميع المحال والمنتجات والتشكيلات، رغبة منهن إشباع فضولهن في الاقتناء والشراء. وتؤكد سميحة الأيوبي أن بعض النساء يسكنهن هوس التسوق، وتصفه بأنه مرض يلازمهن في حلّهن وترحالهن، فلا تقتصر حاجياتهن على الملابس ومستلزمات العيد الضرورية، بل إنها تمتد إلى شراء أثاث جديد لمنزلها، وربما تقدم على تغيير ديكوراته، واستغلال زوجها في الشراء من دون وعي أو ثقافة شرائية مما يثقل ميزانيته. ماركات وبضاعة تالفة وتقول حصة الجافلة: إنه لا توجد مقاسات بسبب إقبال المتسوقين إلى جانب نفاد الموديلات المميزة، فضلاً عن زحام المحلات وربما شراء قطع متسخة أو تالفة، نظراً لارتدائها من أكثر من شخص، وتقول: أحرص على شراء احتياجات العيد قبل رمضان لأتفرغ للصيام والعبادة وزيارة الأهل، فهو شهر طاعات ولا ينبغي تضييعه في الأسواق والشراء، لذلك فإنها تحاول كأي ربة بيت أن تحسن التدبير والتفكير في إدارة حاجيات منزلها وأسرتها، وتوفيرها قبل رمضان تجنباً للزحام وغلاء الأسعار.وتتعمد جاويدا جرعتلي التسوق قبل رمضان، وتحرص على توفير ملابس العيد لأبنائها قبل أواخر رمضان بوقت كافٍ تجنباً لزحمة المواصلات والمولات، وتقول: لا أستطيع التسوق وسط الضجيج والزحام بسبب انتهاء المقاسات وتقلص خيارات الألوان. أهداف التسوق من جهتها، ذكرت الاستشارية النفسية الدكتورة دولي حبال أن أهداف التسوق تختلف من شخص لآخر، لكنها تجتمع على حقيقة واحدة، وهي غاية الشعور بالسعادة والاستمتاع بأشياء جديدة تكسر الروتين وترفع المعنويات. وأوضحت أهمية الانعكاسات الإيجابية على النفسية مع شراء الملابس الجديدة للعيد. فعدا عن السنة النبوية التي تدعو إلى ذلك، فإن مجرد النزول إلى السوق قبيل العيد والتوغل بين رفوف العرض كما يفعل الجميع يعني أن الشخص بخير، وهو وإن كان متشائماً أو حزيناً أو حتى مكتئباً يصبح وكأنه خرج للتو من عيادة تخفيف الآلام النفسية. ونصحت الدكتورة دولي حبال بعدم تفويت هذه اللحظات الجميلة، حتى وإن ذهب الشخص للتسوق بمفرده. فهو وسط المجموعة سيشعر بأن حضناً كبيراً يلفه بأنه محاط بالدعم وبانتماء فعلي إلى معاني العيد. نصائح ذهبية قال طارق الشميري خبير الإتيكيت: يجب على المرأة مراعاة أمور عديدة أثناء التسوق وخاصة في مواسم الأعياد، وتراعي أداب الأسواق وخاصة المزدحمة منها، ابتداءً من التحضير المسبق لقائمة المتطلبات وتدوينها، مروراً بحسن التعامل مع المواقف المزدحمة إن كانت لديها سيارة أو سرعة وسلاسة التعامل مع النزول من التاكسي وركوبه في حالة كان هو الوسيلة أو غيره، وتبدأ في البحث بين مقتنياتها الشخصية في حقيبة اليد للوصول إلى محفظة النقود، لذا يجب التحضير المسبق لها كي لا تعوق حركة المرور وسلاستها. وينصح بعدم اصطحاب الأطفال إذا لم يكن لهم مهمة في السوق، ويجب ضبطهم والإمساك بهم جيداً، وألا يكونوا بعيدين عن نظر الوالدين، خاصة أن معظم مراكز التسوق، تتسم بالزحام الشديد الذي يصعب معه الانتباه لخطوات الأولاد السريعة وغير المكترثة، كما أن وجودهم إلى جانب الوالدين يضمن ألا يعبث الصغار بالبضائع، أو قد يتسببون بكسر بعض المنتجات على الأرفف، مسببين بذلك فوضى كبيرة يتأذى منها المتسوقون، ما يضع الوالدين في موقف محرج.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©