الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مبادرة «لاحظ» تبحث عن الموهوبين والمعرضين للإعاقة

مبادرة «لاحظ» تبحث عن الموهوبين والمعرضين للإعاقة
26 مارس 2012
أكدت وحدة التقييم الشامل في مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، أهمية التدخل المبكر ودوره البالغ في تقليل حالات الإعاقة، وعلاج بعض الحالات الاضطرابية قبل تحولها إلى إعاقات مزمنة تلازم الفرد طيلة حياته وتعيقه عن تأدية دوره حيال نفسه ومجتمعه بشكل سليم. وأشارت إدارة الوحدة إلى رعايتها مبادرة«لاحظ»، داخل الكثير من دور الحضانة في أبوظبي، التي استقبلت تلك المبادرة الأسبوع الماضي بهدف الكشف المبكر عن أي اضطراب إنمائي محتمل لدى الأطفال، وكذا المواهب التي قد يتمتعون بها من أجل إذكائها والدفع بها إلى الأمام. قالت سدرة المنصوري رئيسة وحدة التقييم الشامل في مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، إن فكرة لاحظ بدأت منذ عدة سنوات حين ازداد تردد أولياء أمور الأطفال على وحدة التقييم، على إثر ذلك تم الخروج بإحصائية أشارت إلى وجود اضطراب إنمائي لدى بعض الأطفال يبدأ في الظهور بعد عمر الـ 4 سنوات، وهذا الاضطراب يتم اكتشافه متأخراً داخل رياض الأطفال، أو المدارس أو بواسطة الأهل، ومن هنا انبثقت فكرة عمل مسح أولي على جميع الحضانات في أبوظبي عبر اختيار عينة عشوائية من تلك الحضانات، وذلك للخروج بمعايير خاصة بدور الحضانة، نستطيع من خلالها تحديد ما إذا كان الطفل مصاباً باضطراب إنمائي من عدمه. تعميم التجربة وبعد عملية المسح التي ستجريها وحدة التقييم بالمؤسسة، سيتم التوصل إلى معايير للتشخيص الأولي داخل الحضانات، وسيتم إعطاء هذه المعايير إلى جميع الحضانات التي سمحت لوحدة التقييم بالزيارة والفحص، كي تستخدمها وتطبقها على الأطفال المقيدين لديها. إلى ذلك دعت المنصوري إلى تعاون الجهات المسؤولة لتعميم هذه التجربة بعد إقرارها بشكل رسمي في الحضانات، التي من خلال تطبيقها يتم وقاية الأطفال من مخاطر الكشف المتأخر عمّا لديهم من اضطرابات إنمائية. وهنا لفتت المنصوري إلى أن هناك أنواعاً من الإعاقات يمكن تجنبها قبل الوقوع في خطرها، مثل اضطرابات الكلام وعيوب النطق وتأخر الكلام والمشكلات السمعية والمشكلات البصرية، خاصة وأن الأطفال في هذا العمر لا يستطيعون التعبير جيداً عمّا يشعرون به من أعراض مرضية، لذلك لابد لأولياء الأمور والمعلمين من ملاحظة الأطفال، ومن هنا انبثق اسم المشروع «لاحظ». وأكدت المنصوري أن المبادرة موجه لهذه الفئة العمرية، كونهم مستقبل البلاد، ولابد من الاعتناء بهم والأخذ بيدهم ليكونوا نافعين لأنفسهم ومجتمعهم، كما أن تجنيب الأطفال لأي أمراض تسبب لهم الإعاقة يجنب الدولة مبالغ باهظة تنفق على المعاقين، والتي تبلغ حوالي ثلاثة ملايين درهم لكل طفل معاق، ولذلك فإن مشروع لاحظ يساهم في تقليل هذه النفقات بشكل رئيس عبر مساعدته في الاكتشاف المبكر للأمراض وعلاجها. وبينت رئيس وحدة التقييم الشامل في مـؤسسة زايد أن مشروع لاحظ بدأ تطبيقه على أرض الواقع داخل دور الحضانة، كونها المكان الذي يبدأ فيه ظهور مشكلات الأطفال الصحية، عند انخراطهم في العملية التعليمية. المسح الأولي ونوهت إلى أن فريق وحدة التقييم يقوم بما يسمى Screening أو المسح الأولي للوصول إلى مؤشرات الخطر المتعلقة بالتأخر الإنمائي في مجالات النمو المختلفة لدى الأطفال، منها القدرات العقلية، السلوك التكيفي، قياس السمع، فحص البصر، مشاكل التلعثم والكلام، تنبيه الرضع للتأكد من سلامة حواسه وإدراكه، القدرات العقلية والمهارات الوظيفية لهذه الفئة العمرية. وقالت: من أهم تلك الاضطرابات الإنمائية التي تبينها مؤشرات الفحص، هو اضطراب التواصل، والذي يمثل نسبة لا يستهان بها عند الأطفال، ويظهر في صورة عدم استطاعة الطفل التواصل بالكلام أو بالإيماءات، وفي مرحلة متقدمة منه يفضل الطفل الانعزال وعدم مشاركة الأطفال في اللعب، ما يؤدي إلى ما يسمي لاحقاً “اضطراب التوحد”. وذكرت المنصوري أنه يتم مخاطبة الحضانات بعد ثلاثة أيام من عملية فرز تقارير المختصين حال اكتشاف أعراض لأي تأخر، ويتم تحديد نوع التأخر في كتاب رسمي للأسرة، وعلى إثره يتم استدعاء الأسرة لوحدة التقييم الشامل بمؤسسة زايد العليا، في حال رغبت الأسرة استكمال التقييم الدقيق، والذي يتطلب فترة زمنية تستغرق يومين على الأقل، وذلك باستخدام مقاييس سايكومترية دقيقة. التحليل الجيني أما عن جديد وحدة التقييم الشامل بالمؤسسة في الفترة القادمة ودورها في مكافحة مسببات الإعاقة، أشارت المنصوري إلى أنه يتم حالياً بالتعاون مع مركز الأمومة والطفولة دراسة موضوع التحاليل الجنينية للاضطرابات والإعاقات المختلفة، وتسليط الضوء على اضطراب التوحد، حيث لا يوجد في أغلب الحالات التي تم تقييمها فحوصات جينية دقيقة تساعد الأسرة مستقبلاً في الحد من تكرار حدوث هذه الإعاقة، كون الدراسات العلمية حول هذه الموضوع أثبتت أن تحليل الجينات يمكن أن يكون مفيداً في منع تكرار بعض أنواع الإعاقة مثل متلازمة داون. ولفتت المنصوري إلى أهمية هذا الفحص الجيني بالنسبة لبعض حالات الإعاقة ووالديهم، وهو مكلف للغاية حيث يبلغ سعره سبعة آلاف درهم وينبغي أن يتم تغطيته تأمينياًِ، من خلال شركات التأمين الصحي العاملة في الدولة، كونه غير مغطى حتى الآن على الرغم من أهميته في اكتشاف وتقليل نسبة الإصابة ببعض الأمراض وبالتالي الحفاظ على الثروة البشرية والمادية في المجتمع الإماراتي. من جانبها أشادت فاطمه محمد المطوع مديرة حضانة الثريا التي تضم أطفالاً من عمر شهر حتى أربع سنوات ونصف بتجربة مبادرة«لاحظ» كجزء من الجهود الدؤوبة التي تقدمها مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية لتقديم أرقى وأفضل سبل الرعاية والتأهيل لفئات ذوي الإعاقة داخل دولة الإمارات. ونوهت إلى علم أولياء أمور الأطفال الملتحقين بالحضانة بهذه المبادرة الكريمة من المؤسسة داخل الحضانة والممثلةً في زيارة لفريق التقييم الشامل بالمؤسسة، حيث أبدى أولياء الأمور ترحيبهم بإجراء الفحوصات المرتبطة بتطبيق البرنامج على أطفال الحضانة. وأكدت أن المبادرة بمثابة خطوة غاية في الأهمية نظراً لنجاحها في الكشف المبكر عن بوادر أو وجود إعاقات أو تأخر نمائي لدى الأطفال تكون غير ملحوظة للكثير من أولياء الأمور، وأصت بزيادة الرشاد والتوعية للأسر والعمل على تثقيفهم في مجال الكشف المبكر عن الإعاقات وملاحظة أطفالهم. وقالت منى العولقي المشرفة في الحضانة إن التعاون مع مؤسسات المجتمع المختلفة يحمل أهمية كبيرة بالنسبة لعمليات التنشئة والتربية داخل المؤسسة، سيما وأن مبادرة لاحظ الذي تشرف عليها المؤسسة ، تمثل مجهراً يتم تسليطه على الطفل لمعرفة إمكانية إصابته بأنواع معينة من الاضطرابات، أو الإعاقات مستقبلاً بما يؤثر على نموه العقلي والجسدي. ونوهت العولقي إلى أن تعاون الحضانة مع المجتمع الخارجي قد يأخذ صور دورات تدريبية وتعليمية يلتحق بها المشرفون في الحضانة من أجل تطوير أساليب التعامل مع الأطفال والتواصل معهم، خاصة أن هناك من الأطفال الملتحقين بالحضانة من نكتشف أنهم مصابون بعيوب تأخر النطق، والذي يرجع غالبه إلى خروج المرأة للعمل وقضاء الطفل لساعات طويلة مع خادمة لا تعرف لغته، ما يوثر سلباً على حصيلته اللغوية، وطريقة نطقه باللغة العربية لما يعرفه من كلمات قليلة. رعاية المواهب الصغيرة أوضحت سدرة المنصوري مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة أن مبادرة«لاحظ» تتضمن الكشف عن الموهوبين المحتملين من الأطفال صغار السن، في حضانات الأطفال أو في البيوت، ويتم توجيه العاملين في تلك الحضانات وأولياء الأمور حول طرق رعاية هؤلاء الموهوبين الصغار، بالإضافة إلى التنسيق مع مؤسسات المجتمع المحلي لتهيئة الفرصة لتبني موهبة هؤلاء الأطفال.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©