الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تعريف كرة القدم

22 مايو 2017 22:46
نقترب من مراحل الحسم في تصفيات كأس العالم، فما هي المنتخبات التي يسعدها الحظ برقصة مع الذئب «زابيفاكا»، تميمة مونديال روسيا، ويعنى اسمها بالروسية الشخص الذي يسجل؟ حلم كأس العالم الذي يداعبنا جميعاً هو مدخلي لخطأ شائع في محيطنا العربي، فالإعلام في بلادنا اختصر كرة القدم في المنتخبات وحدها، فاللعبة في ازدهار يوم ينتصر منتخب. واللعبة في أزمة، وقد تكون في خطر، حين يخفق منتخب. وهذا خطأ شائع وتصديره إلى الناس خطأ كبير. إن كرة القدم في أي دولة بمفهومها الأشمل والأعم هي: لاعبون ومدربون وملاعب حديثة، وحكام وجمهور وإعلام ومسابقات محلية ومنتخبات وتصوير ونقل تليفزيوني. وكرة القدم بمفهوم العصر هي: كل عناصر اللعبة السابقة، كما أنها صناعة ومتعة وترويح وتسويق وأرباح، وقد تحول المشجع العادي المحب المنتمي لفريق إلى عميل وزبون وشريك لهذا الفريق، ونحن غائبون عن هذا كله.. تصبح اللعبة بحالة رائعة عندما يحقق منتخب عربي لقباً قارياً أو ينال شرف الوصول إلى نهائيات المونديال. وتصبح اللعبة في حالة بائسة عندما تخفق المنتخبات في البطولات نفسها.. وهذا على الرغم من أن اللعبة في بعض دولنا تعاني كل الأشياء أو من شيء ما على مستوى النشاط المحلى.. مثل غياب الجماهير عن الملاعب، وعدم انتظام المسابقات المحلية، وضعف مستوى المنافسة والمباريات وغياب النجوم والمواهب، وغياب التدريب العلمي الحقيقي ونقص الملاعب وسوء حالتها، وارتباك سوق الاحتراف، وابتلاء الأندية بخسائر مالية باهظة! إن صناعة كرة القدم بمفهومها الشامل يقدمها لنا الإنجليز، بما تقدمه من أرباح إلى الاقتصاد، وبما تقدمه من متعة المشاهدة على الرغم من أن عشاق الكرة الإنجليزية يتساءلون منذ نصف قرن تقريباً، متى يمكن أن يحقق المنتخب إنجازاً؟ في مصر مثلاً، اعتبرت الكرة مزدهرة جداً حين فاز المنتخب بكأس أفريقيا 3 مرات متتالية، بينما لم يوفق في التأهل للمونديال منذ 1990. ولم يكن الفوز بكأس أفريقيا 3 مرات دليلاً على أن صحة الكرة المصرية جيدة. ففي ثلاث سنوات تالية أخرى لم يتأهل منتخب مصر إلى كأس الأمم الأفريقية. لم تتطور الكرة المصرية كما يجب أن تتطور.. وعلى الرغم من عمرها الذي يتجاوز المائة عام، لم تلحق بالعصر، سواء بالمستويات المنظورة الواضحة أو بالتفاصيل الصغيرة، وهى التفاصيل التي يفتش عنها الجميع في لحظات الانكسار، ولا يراها أحد، ولا يفكر فيها في لحظات الانتصار!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©