محمود إسماعيل بدر (عمّان)
رواية «هوامش البساط الأحمر» للدكتور النّاقد عبد الهادي المدادحة، الصادرة مؤخراً عن دار الآن، ناشرون وموزعون في العاصمة الأردنية عمّان، في 216 صفحة من القطع المتوسط، هي في الواقع قراءة في المختلف، لأن كاتبها أراد في متونه التسعة التأكيد أن وعي التّاريخ وحركته لا يمكن أن يكون هامشاً، بل محركاً للتّاريخ ذاته، بصرف النظر عن نتائج تلك الحركة.
تتناول رواية «هوامش البساط الأحمر» سيرة خالد، ابن مدينة الكرك (جنوب الأردن)، الذي ينتقل للدراسة في مصر، أوائل سبعينيات القرن الماضي، ولم يكن يحمل في جعبته إلا نقاء الشخصية واندفاعها وحماستها وغيرتها القومية، والإعجاب الشديد بالزّعيم جمال عبد النّاصر، وإيمانه بالتحوّلات التي أنجزها لبلده وللأمة العربية. كل ذلك في عمل أدبي من طراز مختلف، يجمع بين السرد الأدبي، وتسجيل الأحداث، في إطار الكتابة الواقعية الأقرب إلى قالب (السيرة الذاتية)، التسجيل والتوثيق، فيقدمه الكاتب على شكل هوامش على متن النّص. المختلف في صياغة هذه الرواية، أن المدادحة قدّم كل فصل بعبارة افتتاحية، تشكل جوهر الفصل (الرغبة حلم جميل، أمّا الطموح فهو أن تشمّر عن ذراعيك لتحقيق حلمك)، و(لكي ترى أبعد لا بدّ من قلب تملؤه البصيرة).
يقول الكاتب عن روايته: «هوامش البساط الأحمر» ليست كهوامش غرامشي المفكر والفيلسوف الإيطالي في كتابه «هوامش السجن»، ولا هي مذكرات معتقل رأي، تنقّل بين أكثر من سجن، هوامشي كانت إيحاءات إلى أنّ الطريق الذي كنّا نسلكه سيقودنا إلى الخذلان والهزيمة، إن البساط الأحمر الذي يسير عليه زعماء تلك الفترة، خالف اتجاه بوصلة الجماهير التي كانت تسعى للحرية أولاً وأخيراً.
يذكر أن الدكتور المدادحة، مواليد الكرك بالأردن عام 1955، هو إلى جانب كونه روائياً (من أهم أعماله الروائية «قالت لي العرافة») باحث وقاص، عضو في رابطة الكتاب الأردنيين، صدر له كتاب مهم بعنوان «على جمر الغضا قراءة في تاريخ الحكومات الأردنية» 2016.
عدد اليوم
