جدة (رويترز)
قال معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والصناعة، خلال اجتماع في جدة، أمس، إن أسعار النفط ليست مرتفعة على نحو مصطنع، وإن الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» والمنتجين من خارجها، يقومون بدورهم من أجل تصحيح السوق.
وأدلى المزروعي بتلك التصريحات بعد أن انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة أمس قال فيها إن «أسعار النفط مرتفعة جداً على نحو مصطنع».
وكتب ترامب «يبدو أن أوبك تعيد الكرّة من جديد.. في ظل الكميات القياسية من النفط في كل مكان، بما في ذلك السفن المحملة عن آخرها في البحر، أسعار النفط مرتفعة جداً على نحو مصطنع، وهذا ليس جيداً ولن يكون مقبولاً!».
ولا يمكن للولايات المتحدة التأثير بشكل مشروع على النفط سوى من خلال السحب من الاحتياطي الاستراتيجي لديها، وهو ما كانت تفعله بين الحين والآخر. وكانت آخر مرة أقدمت فيها على تلك الخطوة العام الماضي بعد العاصفة المدارية هارفي.
انخفضت أسعار النفط أمس بعد تغريدة ترامب، لكن الأسعار ما زالت باتجاه تحقيق مكسب أسبوعي.
وسجلت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 73.26 دولار للبرميل بحلول الساعة 11:39 بتوقيت جرينتش بانخفاض قدره 52 سنتاً عن الإغلاق السابق.
وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 48 سنتاً إلى 67.81 دولار للبرميل.
وقال المزروعي، رئيس الدورة الحالية لـ «أوبك»: «لن أعلق على ما قاله الرئيس الأميركي، لكن بالتأكيد نحن نضطلع بدورنا لتصحيح السوق، والسوق كما قلنا ليست متوازنة بعد، وأعتقد أن هذه المجموعة عليها واجب ينبغي أن تقوم به، ونحن مستمرون في القيام بواجبنا».
وأضاف «أميركا ليست عضواً في (أوبك)، ولا هي أحد المنتجين المستقلين المشاركين في الاتفاق مع المنظمة».
وقال المزروعي، إن إنتاج النفط الصخري يعود بوتيرة أسرع من المتوقع، مضيفاً أن الهدف هو تحقيق استقرار الأسواق في الأجل الطويل.
وقال إنه غير منشغل بشأن الأسعار وإنما باستقرار السوق ومستوى الاستثمار.
وشدد على أن استقرار سوق النفط هو الهدف طويل الأجل للتحالف بين «أوبك» والمنتجين من خارج المنظمة.
وأضاف أن سعر النفط ليس الشاغل الرئيس بقدر تحقيق استقرار السوق، مشيراً إلى أن العمل لم ينته بعد لضمان توازن سوق النفط بشكل جيد.
وقال إنه يأمل في دعم أعضاء آخرين للتوصل إلى اتفاق غير محدد الأجل للتعاون بين «أوبك» والمستقلين.
ويخفض أعضاء «أوبك» وروسيا ومنتجون آخرون من خارج المنظمة الإنتاج منذ يناير 2017 لتقليص المخزونات ودعم الأسعار. وجدد الدعوة إلى زيادة الاستثمار في القطاع لمواكبة ارتفاع الطلب. وقال «قطاع النفط بحاجة إلى استثمارات بمليارات الدولارات، وليس مئات الملايين التي نراها حالياً».
ويسري الاتفاق حتى نهاية العام الجاري، ومن المقرر أن يتخذ المشاركون في اجتماع «أوبك» الذي ينعقد في فيينا في يونيو قراراً بشأن الخطوة التالية.
وتجتمع لجنة وزارية من «أوبك» والمستقلين، يُطلق عليها اللجنة الوزارية المشتركة لمراقبة الإنتاج في جدة بالسعودية.
من جانبه، قال وزير النفط العراقي جبار اللعيبي، إن أسعار النفط «ليست مرتفعة جداً»، مضيفاً أن جميع الأمور جيدة حالياً، وأن السوق تستقر.
بيد أن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، امتنع عن التعقيب على تغريدة ترامب، قائلاً «إنه لا يعتقد أن الأسعار مرتفعة على هذا النحو».
من جهته، قال معالي وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، إن مخزونات النفط العالمية انخفضت عن مستوى ذروتها، لكنها لم تتراجع بما يكفي.
وقال الفالح للصحفيين «المخزونات لا تزال عند نحو 2.8 مليار برميل، إنها منخفضة كثيراً عن ذروة 2017 البالغة 3.12 (مليار برميل)، لكنها تظل فوق مستواها وقت بدء تكون التخمة».
وقال الفالح «علينا التحلي بالصبر، فلا نريد التسرع ولا نريد في الوقت نفسه أن نركن إلى الرضا عما تحقق والاستماع لما يتردد عن (إنجاز المهمة)، وأشياء من هذا القبيل». وقال الفالح أيضاً إنه لا تزال هناك العديد من المتغيرات في السوق نظراً للضبابية بشأن الطلب، وظهور إمدادات جديدة بوتيرة أسرع من المتوقع.
قال محمد باركيندو أمين عام أوبك أمس، إن اتفاق منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» والمستقلين أنقذ صناعة النفط من انهيار وشيك.
وأضاف في تصريحات خلال الاجتماع أن الاتفاق يتجه حاليا صوب استعادة الاستقرار على أساس مستدام لمصلحة المنتجين والمستهلكين والاقتصاد العالمي.
وقال باركيندو «إعلان التعاون الذي أبرمته 24 دولة منتجة في ديسمبر 2016 وتم تنفيذه بإخلاص لم يمنع التراجع فحسب، بل أنقذ أيضا صناعة النفط من انهيار وشيك».
وقال باركيندو إن أعضاء منظمة «أوبك» أصدقاء للولايات المتحدة ولديهم اهتمام قوي بنموها وازدهارها.
أدلى باركيندو بتلك التصريحات بعد أن انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة له أوبك بسبب ارتفاع أسعار النفط.
وقال أمين عام أوبك: نحن في أوبك أصدقاء للولايات المتحدة ولدينا اهتمام قوي بنموها وتطورها ورخائها.
عدد اليوم
