الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أسئلة الهواية والاحتراف في المسرح

أسئلة الهواية والاحتراف في المسرح
25 مارس 2015 23:16
عصام أبو القاسم (الشارقة) اختتمت مساء أمس الأول عروض الدورة الخامسة والعشرين من أيام الشارقة المسرحية، بمشاركة ستة عروض محلية، إضافة إلى ثلاثة عروض، منها الفائز بجائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لأفضل عمل مسرحي عربي، وهو بعنوان «خيل تايهة» لفرقة «نعم»، إضافة إلى عرضين من عروض مهرجان الشارقة للمسرحيات القصيرة. وبدت العروض المحلية متميزة بحضور شبابي لافت في مجمل عناصرها، تأليفاً وإخراجاً وتمثيلاً، كما ظهر أن العروض في معظمها اشتغلت على نصوص من المكتبة المسرحية الإماراتية، وجاءت بالفصحى والعامية، كما عرفت مشاركة تاريخية للممثلات الإماراتيات الشابات، وفي أدوار مركزية. وعلى صعيد المضامين، عكست العروض تعدداً واضحاً، فمن شغل على ثيمات تراثية كما في عروض مثل «ليلة زفاف» و«غناوي بن سيف»، إلى اشتغال بناء على إشكاليات اجتماعية، وتحديداً في مسرحيتي «عتيق» و«حرب السوس»، وثمة محاورة ذكية لسؤال الهوية الثقافية ما بين الانفتاح والانكفاء، كما ظهر في «مقامات بن تايه»، ولم تغب قضايا الراهن السياسي والاجتماعي عن مشهد الدورة الخامسة والعشرين من أيام الشارقة المسرحية، خاصة في عرض «لا تقصص رؤياك» الذي قدم صورة أكثر حداثية ومعاصرة للمسرح الإماراتي، كما شهدت بذلك تعليقات الحضور في الندوات النقدية المصاحبة للمهرجان. معنى العلامات وكان جمهور المهرجان قد شهد مساء أمس الأول عرضين من عروض الدورة الأخيرة لمهرجان الشارقة للمسرحيات القصيرة، أولهما جاء تحت عنوان «جان دارك» وهو من تأليف برتولد برخت وإخراج الشاب المصري رامي مجدي. وتناول العمل قصة البطلة الشعبية الفرنسية جان دارك التي عاشت بين 1412 ـ 1431، واعتبرت بطلة قومية في فرنسا، في حرب المئة عام (حرب بين فرنسا وانجلترا من 1337 إلى 1453)، ولكن القصة مقدمة هنا من منظور الكاتب الألماني المعروف بحسه الإيديولوجي اليساري. وقد جاء تكوين العرض واقعياً بسيطاً، بيد أن عدم انتباه المخرج لحساسية العلامات فوق الخشبة خصم الكثير من طموحه الدلالي، ففيما العرض يتكلم عن زمن سحيق، كانت الأزياء وقطع الإكسسوار والأغراض المستخدمة بين الممثلين كلها تحيل إلى زمننا الراهن، فثمة صحف محلية وقناني مياه معدنية، جرى استخدامها من قبل الممثلين بشكل اعتباطي ومن دون وعي، فشوشت على المعنى العام للعمل. سلطة العلم وفي الجانب الآخر، لم يتضح ما الذي أراده المخرج مهند كريم الذي أعد عمله «رجال تحت الأرض» من نصوص عدة، بيد أن القصة الرائجة «فرانكشتاين» التي كتبتها البريطانية ماري شيلي (رحلت 1851) بدت أكثر وضوحاً في عرضه الذي ضم ثلاث شخصيات «الطبيب» و«الحارس» و«الثري». مات الثري وأوصى بأنه سيمنح كل ماله لمن يعيد إليه الحياة، وبما أن لدى الطبيب قدرة بعث الحياة في الجسد الميت فانه يقنع الحارس بمعاونته لضخ الدماء في قلب الثري. وعبر جملة من اللوحات يحاول العرض أن يداخل بين أناشيد المتصوفة والأغاني والموسيقى، إضافة إلى الحركة الآلية للممثلين، سعياً لإضفاء جو هو مزيج، مما هو علمي وغيبي، على أن كل ذلك لا يسعف في فهم المراد؟ طبعاً، يمكن القول، تخريجاً، إن العرض قصد أن يقول إن العلم وليس المال أو الخيال هو الذي يملك سلطتي الزمان والمكان، على أن هذه الرؤية، اتفقنا أو اختلفنا معها، لم تتجلَ بالكفاية اللازمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©