السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«التحف والأنتيكات».. رحلة في أروقة الزمن

25 مارس 2015 22:40
نسرين درزي (أبوظبي) منذ اللحظة الأولى لدخول أي «جاليري»، مفروش بخشب الماضي وجدارياته، يشعر الزائر بفخامة آتية من الزمن البعيد، وطاقة إيجابية، ترفرف على المكان الراقي بخياراته، فتدفعك المعزوفات الكلاسيكية التي تصدح من قاعاته إلى المزيد من المشاهدات وعوامل الإبهار، ومع كل قطعة حكاية تروى، ولكل حكاية تاريخ ومسار جغرافي، وسط تتنافس التحف فيما بينها، على الأقدم والأندر والأكثر بريقاً ونبضاً بالزخارف والنقوش والأحجار الكريمة. بضع ساعات في التجول بين أجنحة فيها من العراقة ما يشبع نهم الذواقة، لا تكفي لتصفح المفروشات المكتوبة بأجمل الألوان و«الأنتيكا» المعتقة بالفضيات ونقوش النحاس. فمن يزور الجاليري لأول مرة يأخذه النمط "الكولوني" الكلاسيكي إلى مساحات متشعبة، تفتح أمامه أبواباً لم يطرقها من قبل. وتشده لمعاودة الزيارة وتركيز نظره هذه المرة على تفاصيل المقتنيات، حيث علامات القِدَم أشبه بتجاعيد يسمو بها صاحبها ولا يشيخ. وتتحدث دينا خان صاحبة جاليري "إكليتيك" الذي يحمل اسمه معنى كلمة (انتقائي)، عن شغفها بفنون الديكور المفعم بروح التاريخ، حيث يتمثل الأثاث وإكسسواراته بالمقتنيات النادر توافرها. وتقول: «إن هواية تجميع التحف والمفروشات المعمرة التي تتقاسمها مع زوجها حازم الدلي، أوصلتهما إلى مرحلة لم تعد مساحة بيتهما تتسع لعرضها ولا حتى تخزينها. وكان القرار عام 2001 بتطوير هذا الشغف والاستفادة من الأسفار الكثيرة، لانتقاء المزيد من مفردات الأثاث القديم وطاولات الزاوية والمناضد وأنواع البوفيه أو ما يعرف بال «درسوار»، ومع الوقت تحول عرضها في صالون لـ «الأنتيكا» إلى محترف يضم فريق عمل متكاملاً، يعيد إحياء القطع التي تحتاج إلى تعديل بما يتناسب واختلاف الأذواق. مع توفير متخصصي ديكور يقومون بزيارة البيوت للتعاون مع أصحابها على تزيينها بلمسات من النمط الكولوني أو الانجليزي أو الشرقي أو الإسلامي». 30 ألف سنة.. وكهرمان وتذكر دينا خان الآتية من خلفية تصميم أزياء التراث العراقي والتخصص بفنون النسيج والأقمشة القيمة، أن أكثر ضيوفها هم ممن يثمنون اقتناء قطع الأثاث الفريدة والتفاخر بعرضها. في حين يعبر الأجانب عن اهتمامهم بالتعرف إلى أصول هذه التحف والأزمنة المتعاقبة عليها وطرق استعمالها. وتشير إلى مجموعة المسابح بحوزتها، ومعظمها من حجر الكهرمان المعروف عند البعض بـ"اللبان" أو "الكهرب"، وهو صمغ كان يستخرج من شجرة انقرضت قبل ما يزيد على 30 ألف سنة، تختلف أنواعه وقيمته بحسب اللون والمصدر. والكهرمان الذي يمتاز بخفة وزنه وتعرض منه بعض الأحجار البكر، يستخرج عادة من مناجم روسيا والبلطيق وأميركا الوسطى وأفريقيا وألمانيا وبولندا. ويمكن التحقق من جودة الحجر بتعريضه إلى ضوء الأشعة فوق البنفسجية. قيثارة وعاج وفضة ومن المعروضات النادرة في "إكليتيك"، سيف ياباني منقوش يدوياً، ولوحات فنية مصممة بأسلوب مبتكر للإضاءة على عملات إسلامية، تعود إلى عصور مختلفة بدءاً من القرن الثاني الهجري. وللاستفادة منها في أعمال الديكور، تمت صياغة نصوصها من جديد لتبرز قيمتها المعنوية لهواة هذا النوع من التجميع. وفي ركن منفصل من الجاليري تستريح مختارات لآلات موسيقية قديمة، بينها قيثارة تعود لأكثر من 250 عاماً مصممة في أفغانستان. وأدوات تقليدية لاستخدامات الإبل في الصحراء، وطوابع نادرة كانت متداولة في منطقة الخليج قبل 45 عاماً. ومجموعة من عصي المشي مصنوعة من خشب "الأبنوس" والعاج، ومطعمة بالفضة والصدف والكهرمهان والشذر. ويضم الجاليري قاعة دائمة للمعارض تحتضن أعمال كبار الفنانين في عالم تصميم الأثاث والأزياء والمشغولات الحرفية ونقوش الخط العربي، وتعرض حالياً تصميمات عصرية لحازم الدلي تحت عنوان «صنع في أبوظبي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©