الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جولة ميتشل... ومهمة تحريك جمود «التسوية»

جولة ميتشل... ومهمة تحريك جمود «التسوية»
15 سبتمبر 2009 00:14
أبدى المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل تفاؤلا حذراً، قبل لقائه مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز يوم الأحد، بشأن آفاق اتفاق قبل أكتوبر حول تجميد للاستيطان من المتوقع أن يعطي انطلاقة مفاوضات السلام مع الفلسطينيين؛ حيث قال ميتشل، الذي يتوقع أن يلتقي اليوم الثلاثاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ومع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إنه إذا كانت التقارير في الصحافة الإسرائيلية التي تفيد بأن إطاراً لمحادثات السلام قد بات متوفراً هي «سابقة لأوانها»، فإنها مع ذلك يمكن أن تصبح صحيحة ودقيقة في «المستقبل القريب». والواقع أن هذا هو أكثر تقييم علني للمحادثات تفاؤلا خلال أربعة أشهر من الحوار الذي كشف عن انقسامات خطيرة بين الرئيس أوباما ونتنياهو؛ حيث اتفق ميتشل مع ما أعلنه بيريز من أن استئناف المفاوضات الإسرائيلية- الفلسطينية يمكن أن يتم قبل نهاية سبتمبر الجاري. وكان ميتشل قد قال في تصريحات للصحافيين قبل لقائه مع بيريز: «إننا نشاطرك شعورك بالحاجة إلى الاستعجال... إن نيتنا هي ختم هذه المرحلة من مباحثاتنا في المستقبل القريب جداً، في غضون الجدول الزمني الذي تقترحه حتى نتمكن من الانتقال إلى المرحلة التالية والأهم في الواقع». وكان تقرير في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أفاد بأن الجانبين توصلا إلى تفاهم بشأن إعلان دولة فلسطينية في غضون عامين، إضافة إلى تجميد للاستيطان، وبأن المحادثات ستركز في البداية على الموافقة على حدود مشتركة على الخط الأخضر الذي كان سائداً قبل أن تحتل إسرائيل الضفة الغربية عام 1967. وتتناقش الولايات المتحدة وإسرائيل منذ أشهر حول مطلب إدارة أوباما بوقف توسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية؛ حيث تقاوم إسرائيل التجميد بدعوى أن من شأن خطوة كهذه أن تعيق حياة «عادية» لنحو 300 ألف مستوطن؛ وأعلنت الأسبوع الماضي عن موافقتها على بناء 455 وحدة سكنية جديدة، مما أثار حفيظة المجتمع الدولي. والواقع أن نتنياهو أقدم على هذه الخطوة للحفاظ على دعم قاعدته اليمينية وأعضاء حزبه «الليكود». وفي هذا السياق أيضاً، أخبر نتنياهو أعضاء من حزبه يوم الخميس بأنه إذا كان مستعداً للتنازلات، فإن إسرائيل لن تكون «ساذجة وغبية» في المفاوضات. والواقع أن المسؤولين الإسرائيليين يأملون أن تستطيع الولايات المتحدة إقناع الدول العربية بالاستجابة لاتفاق حول الاستيطان مع خطوات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، على رغم أنه لا يوجد مؤشر على أن الدول العربية مستعدة للقيام بذلك. وفي هذا الإطار، يقول يوس ألفر، وهو رئيس تحرير موقع إسرائيلي- فلسطيني للرأي والتحليل: «يبدو كما لو أنهم متجهون نحو نهاية ما». ويرى «ألفر» أن الجانبين لم يعطيا أي مؤشر على كم من الوقت سيستمر تعليق الاستيطان، وأي نوع من النشاط الاستيطاني سيغطي. فعلى سبيل المثال، ترفض إسرائيل وضع قيود على البناء في القدس الشرقية، وهي جزء من الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل عام 1967. وبعد قمة يوم الأحد في القاهرة بين نتنياهو والرئيس المصري حسني مبارك، أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بياناً يفيد بأن الزعيمين اتفقا على ضرورة أن تقوم إسرائيل والفلسطينيون والدول العربية والمجتمع الدولي بأدوارهم للدفع بعملية السلام. وقال مارك رجف، المتحدث باسم نتنياهو: «إننا نحرز تقدماً، غير أن هناك بعض المجالات التي ما زالت في حاجة إلى العمل»، مضيفاً «إننا نريد أن نجد مع الأميركيين حزمة تسمح باستئناف عملية السلام بطاقة أكبر... على أن ما سيأتي به الجانب العربي إلى الطاولة مهم أيضاً». وفي يوم الأحد الماضي عقد ميتشل أيضاً اجتماعاً مع وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، الزعيم اليميني المتطرف والمثير للجدل، الذي عبر في مناسبات كثيرة عن تشككه في جدوى محادثات السلام وانتقدها صراحة؛ غير أن ليبرمان هُمش إلى حد كبير كمحاور للأميركيين لصالح وزير الدفاع إيهود باراك. وكان قد أشيع على نطاق واسع أن أوباما يأمل في استضافة اجتماع ثلاثي مع عباس ونتنياهو على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية الشهر الجاري للإشارة إلى استئناف المفاوضات. ولكن الفلسطينيين يرفضون حتى الآن العودة إلى مفاوضات السلام ما لم توافق إسرائيل على تجميد تام للاستيطان؛ ذلك أن إسرائيل أشارت فقط إلى أنها ستوافق على تعليق مؤقت يستثني نحو 3 آلاف وحدة سكنية في مراحل مختلفة من البناء. وهذه شروط سيكون من الصعوبة بمكان على عباس أن يقبلها، كما يقول محللون. وفي هذا الإطار يقول محمد دجاني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس: «إن عباس في وضع صعب لأن الناس يقولون: تريد أن تجلس لتتفاوض على ماذا؟. إن الجميع يقولون إن إسرائيل لن تتغير!»، مضيفاً «إن المطلوب هو أن يُظهر الأشخاص المشاركون في العملية حسن النية؛ والحال أنهم إذا استمروا في بناء المستوطنات ومصادرة الأراضي، فماذا سيبقى لنتفاوض حوله؟». ويعد الترويج لمحادثات سلام إسرائيلية- فلسطينية ناجحة عنصراً أساسياً ضمن جهود إدارة أوباما لبناء تحالف دولي لمواجهة إيران بخصوص برنامجها النووي. بل إن مجرد تجديد المفاوضات سيُعد إنجازاً دبلوماسياً للبيت الأبيض. وقد حث بيريز، الذي كان واقفاً إلى جانب ميتشل بعد أقل من يوم على دخوله المستشفى للعلاج بعد أن أغمي عليه، إسرائيل والولايات المتحدة على التقدم إلى الأمام قائلا: «أعتقد أن الوقت ربما يكون مواتياً للقيام بذلك»، مضيفاً «ما زالت هناك بعض الاختلافات، ولكنها اختلافات بالإمكان إدارتها. وإذا ضيعنا هذه الفرصة، فإننا سنظل بدون موعد (لبدء المفاوضات)». جوشوا ميتنيك مراسل ومحلل سياسي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©