الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الموريتانيون يحلقون الرؤوس تبركاً برمضان والنساء يتخليْن عن الزينة

الموريتانيون يحلقون الرؤوس تبركاً برمضان والنساء يتخليْن عن الزينة
15 سبتمبر 2009 00:02
يمضي الموريتانيون أيام شهر رمضان بين التعبد وإحياء ليالي الذكر وصلة الرحم ويتنافسون لختم القرآن الكريم مرات عديدة في هذا الشهر الفضيل، كما يتنافسون في إعانة أقاربهم المحتاجين والتكفل بمؤونة رمضان لعدد من الأسر كل حسب استطاعته. وتتخلى النساء في موريتانيا عن زينتهن طيلة شهر رمضان وترتدين لباسا أكثر حشمة وبعضهن تمتنع عن الخروج من المنزل طيلة فترة الصيام، ويحلق الرجال في موريتانيا شعر الرأس بشكل كامل أو يخففونه تبركاً بهذا الشهر الفضيل، وهذه العادة دأب الموريتانيون عليها منذ قرون للتبرك بالشعر الذي ينبت على رؤوسهم في شهر رمضان. وتحتفل الأسر بأبنائها ممن تمكن من حفظ القرآن الكريم كاملا، حيث يخضع الصبي لاختبارات متعددة من قبل الزوار والأقارب الذين يزورون العائلة للسهر وتمضية الوقت، إلى أن يحين موعد السحور. وتتخلل جلسات السهر والسمر إقامة ندوات شعرية والاستماع إلى الطرب الحساني. ومن عادات الموريتانيين في رمضان الإقبال على حلقات علمية يقدمها الفقهاء وعلماء الشريعة والوعاظ في المجالس العامة والمساجد وتتركز مواضيعها حول تفسير القرآن الكريم وشرح السنة النبوية. العشر الأواخر في الليالي العشر الأخيرة من رمضان، يكثر الموريتانيون من التعبد والاعتكاف ويحيون تلك الليالي بالقيام وتلاوة القرآن والأذكار والأوراد، ونحو ذلك من أنواع الطاعات والقربات إلى الله. وفي ليلة السابع والعشرين من رمضان يختم القرآن الكريم في المساجد وتقام المدائح النبوية، كما يحرق البخور لطرد الشياطين. ولا تختلف الوجبات الموريتانية في شهر رمضان كثيرًا عن باقي الشهور، حيث إن التحضير لشهر الصيام لا يتطلب الكثير من الوقت والجهد مثل باقي الدول العربية، فالمرأة الموريتانية لا تبذل مجهودا كبيرا في تحضير مؤونة رمضان؛ لأن مائدة الإفطار لا تزيد في أغلب الأحيان عن حساء وتمر ومقبلات ويحتل قدح لبن الإبل الطازج مكانة هامة على موائد الإفطار. ويحضر الحساء من دقيق الشعير والماء وقليل من الزيت، ويفضله الموريتانيون على الشوربة، وبعد صلاة التراويح يقدم طبق اللحم المشوي مع سلطة الخضر، أما وجبة السحور فتحضر غالبا من الأرز والسمك أو الكسكس واللحم. ثقافة الشاي تغلغلت ثقافة الشاي داخل المجتمع الموريتاني منذ سنين وبات الناس يحرصون على مجلس الشاي أكثر من أي مشروب أو وجبة، وفي رمضان تحرص ربات البيوت على إعداد الشاي قبل الإفطار بدقائق قليلة ليكون جاهزا حين يرفع أذان المغرب، ويقبل الموريتانيون على احتساء الشاي بشراهة ويقدمونه على جميع أصناف الأكل بعد يوم الصيام الطويل والحار في موريتانيا. ويرجع سبب تفضيل الموريتانيين لشرب الشاي مباشرة بعد الإفطار إلى تأثير الإدمان عليه، حيث إن الإفراط في شرب الشاي المركز الذي يعده الموريتانيون وفق معايير خاصة، يسبب صداعا وألما بالرأس حين ينقطع «المدمن» عن شربه، كما يتسبب عدم شربه في الأوقات التي اعتاد الشخص احتساءه في الشعور بالنعاس والإجهاد. ويعرف الموريتانيون بالإدمان المفرط في شرب «أتاي» كما يسمونه ويتساوى الميسور والفقير في الإقبال على هذا المشروب الشعبي، الذي يعتبر أحد أهم أساسيات الحياة اليومية في موريتانيا، ويقدم لإكرام الضيوف وفي الأعياد والمناسبات. ويقدم الموريتانيون الشاي في أكواب زجاجية صغيرة نصف الكوب الأعلى مليء برغوة «الأتاي» والشاي في النصف السفلي، ويسمون فنجان الشاي بالكأس ويحرصون على اقتناء أفضل أواني الشاي من إبريق وكؤوس، وتربط الثقافة الشعبية تحضير الشاي بتوفر شروط أساسية يختصرها المثل الموريتاني الذي يقول «أتاي لا بد له من ثلاث جيمات، الجماعة، والجمر، والجر» ومعناه أن الشاي لا يصلح إلا بتوفر جماعة من الناس يحضر لهم «القيام» وهو معد الشاي وعادة هو أصغر الجماعة سنا، الشاي على جمر ملتهب، ويحرص على التأني في تقديم كؤوس الشاي ثلاث مرات والإطالة بشكل يتناسب مع الفترة الزمنية التي دام فيها اجتماع المجلس. ورغم أنه من عادات البلاد تحريم المصافحة بين الرجل والمرأة الغرباء عن بعضهم، فإن المجتمع يسمح باجتماعهما في مجلس شاي، مما يدل على سلطة هذا المشروب واحترام المجتمع لطقوس إعداده التي تشترط توفر الجماعة.
المصدر: نواكشوط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©