الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حليمة النقبي «توسم» بكثير من الشجاعة والحنان

حليمة النقبي «توسم» بكثير من الشجاعة والحنان
9 يناير 2011 21:01
ياسين سالم (الفجيرة) - على حافة وادي دفتا ذي المياه العذبة وأشجار النخيل المتناثرة على طول الوادي ونسائمه العليلة التي تريح القلب، وفي بيت بسيط متواضع تسكن الوالدة حليمة سعيد سيف النقبي إحدى النساء النادرات اللواتي مازلن يمارسن العلاج بالكي أو ما يعرف محليا باسم «الوسم». تعلمت الوالدة حليمة النقبي الوسم من أمها التي كانت معالجة شعبية شهيرة في منطقة دفتا الواقعة شمال شرق رأس الخيمة بـ 70 كيلو متراً وتقع على طريق مسافي الفجيرة الرئيسي. تقول الوالدة حليمة: تعلمت الكي من أمي (فاطمة) كنت أراها «توسم» المرضى وأتابعها بدون أن تدري، وحين أخبرتها برغبتي في أن أتعلم الوسم، شجعتني وعلمتني، فصرت ألاحظ الأماكن التي تضع عليها «الميسم» (قضيب حديدي ينتهي برأس بعرض 2 سم يستخدم للكي) وأدركت أن لكل مرض طريقة ومكانا مختلفا في الكي، وكان يجب أن أكون قوية، وشجاعة وسريعة التصرف كي أتمكن من وسم المرضى. تبدأ أول خطوات الوسم – كما تتابع الوالدة حليمة- بالكشف على المريض والاستماع إلى وصفه لحالته، كي نحدد المرض وإذا ما كان يتطلب الوسم من عدمه. وبعدما التأكد من حاجة المريض إلى الكيّ، نحدد مكان الوسم في الرأس أو الظهر أو الساق على حسب نوع المرض، وباستعمال «الصخام» الأسود (الفحم) على المكان نحدد مكان الكيّ. تتابع الوالدة حليمة: بعدها أضع الميسم على الجمر إلى أن يحمر الرأس العريض، وأحمله بحرص لأضعه مكان العلامة بعناية شديدة وسرعة خاطفة (لا تتجاوز بضع ثواني) على الجزء الذي تم تحديده على جسم المريض مع ضرورة قول كلمة بسم الله الرحمن الرحيم، لأن «الروف» مطلوب (الروف كلمة محلية تعني الحنان). خلال أسبوعين يزول حرق الوسم (في بعض الحالات يتبقى أثر سطحي خارجي على الجلد) ويتشافى الانسان من الألم أو المرض الذي ألم به بعون الله. حول أنواع الوسم تقول الوالدة حليمة النقبي إن هناك عدة أنواع أشهرها «بكره وعقود» وهي الطريقة الأكثر شهرة في علاج آلام الظهر والبطن والسيقان، و«الركزة» لعلاج أمراض الرأس والبطن بشكل خاص. للوسم طقوس ومواسم خاصة، تؤكد الوالدة حليمة النقبي: عادة ما نختار أوقاتاً معينة من النهار للوسم مثل الفترة الصباحية بعد مطلع الشمس مباشرة، حيث يسود الاعتقاد أن هذا الوقت المبكر هو الأنسب للكي ويساعد على شفاء الحالات من المرض. أو وقت الأصيل قبيل غروب الشمس. لا تتخذ الوالدة حليمة من هذه المهنة وسيلة للكسب بل تعتبر هذه المهمة واجباً وطنياً وخدمة لأهل المنطقة ومن أجل كسب الأجر والثواب من رب العالمين، وتجد عملها امتداداً لما مارسه الأجداد من مهن أصيلة، كما أنها تدرك ندرة الباقين من «الوسامين» وتتمنى أن لا تندثر هذه المهنة، لأنها آخر الحلول الطبية العلاجية التي أوصى بها نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©