الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كاترين دافيد: المشهد التشكيلي الإماراتي يزخر بتجارب فنية مهمة ومدهشة

كاترين دافيد: المشهد التشكيلي الإماراتي يزخر بتجارب فنية مهمة ومدهشة
29 مارس 2011 21:40
أكدت المقيمة والمؤرخة العالمية للفن التشكيلي الفرنسية كاترين دافيد أن المشهد التشكيلي الإماراتي يزخر بتجارب تشكيلية مهمة وهي بحاجة إلى مزيد من الدعم والرعاية الدائمين كي تحقق حضورها محليا وعالميا بشكل متواصل. وقالت كاترين دافيد إن التجارب التشكيلية الإماراتية مثل: محمد كاظم ومحمد أحمد إبراهيم وعبدالله السعدي وابتسام عبدالعزيز وغيرهم أسست حضورا جيدا ولافتا، حتى ان الكثيرين ممن لهم تماس بالفن التشكيلي العالمي ويعتقدون بفراغ المشهد التشكيلي الإماراتي يصابون بالدهشة أمام هذه التجارب الفنية. وأضافت في لقاء مع “الاتحاد” أن الفن التشكيلي الإماراتي “بدأ في وضع نفسه في لحظة الفن المعاصر ولذا يجب أن تتغير النظرة تجاه الفن التشكيلي في الإمارات سواء من الداخل أو الخارج وعلى المؤسسات الثقافية أن تهتم بالفنانين وان تقدمهم للجمهور بصورة دقيقة تعتمد على السبل العلمية والاحترافية” وتضيف “ان المرحلة التأسيسية يمكن أن نقول عنها قد أنجزت من خلال الفعل الذي كان يقوم به كل فنان على حدة، والآن يجب أن يأتي دور المؤسسة كي ترعى هؤلاء الفنانين من خلال توثيق أعمالهم وإصدار الكتب التحليلية والنقدية عن الفنان وتجربته الفنية”. وتقول كاترين “هناك أمنيات كبيرة أن يشهد الفن التشكيلي المعاصر المزيد من التطور، وهذا ما نشهده من وجود العديد من الفعاليات والمتاحف الفنية في أبوظبي ودبي والشارقة وكذلك في المناطق القريبة من الإمارات مثل دولة قطر التي تعتني كثيرا بالفن التشكيلي، حيث من الواضح أن هناك سياسة فنية وثقافية معاصرة ومنظمة”. وتضيف أن التطور الثقافي لا يحدث بوجود فعاليات ثقافية لمرة واحدة فقط بل إن التطور الثقافي يحدث من خلال التراكم في جميع المجالات الإنسانية. وكانت كاترين دافيد قد التحقت كمستشارة في 2009 بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث لتقييم جناح الهيئة في بينالي البندقية وحاليا تقيم بمساعدة الفنان التشكيلي محمد كاظم على معرض “تجارب وأشياء 1979 ـ 2011 “ للفنان حسن شريف الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث من السابع عشر من الشهر الجاري وحتى السابع عشر من يونيو المقبل ويعد أول معرض حصري حقيقي لأعمال حسن شريف في دولة الإمارات العربية المتحدة. وتقول كاترين دافيد إن هذا المعرض يتضمن التجارب الإبداعية الأولى التي قام بها الفنان، بما في ذلك عدد من النماذج والأشياء الُمشكَّلة، بالإضافة إلى سلسلة من لوحاته المفاهيمية وأعماله المنهجية الأخرى. وتضيف يأتي هذا الحدث الفني كاستمرارية لفعاليات “ركيزة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث للفنون البصرية” التي جرى تدشينها خلال “بينالي البندقية” الثالث والخمسين سنة 2009، حيث كان الهدف من وراء هذه الركيزة هو خلق نقطة التقاء من أجل التمازج الفني والإنتاج الإبداعى، وذلك عبر تقديم مجموعة حيوية من العروض -في قالب سردي مرئي- تلقي الضوء على الظروف الراهنة التي تنشأ في خضمِّها الثقافة والفنون البصرية المعاصرة في أبوظبي ودولة الإمارات بشكل عام. وتوضح دافيد عن اختيار حسن شريف لإقامة هذا المعرض المحوري لتجربته، يأتي “لان حسن مختلف ولدية نظرة تهكمية ونقدية، أنه عياب وكذلك حياته مليئة بالارتجال الغير محدود”. وتقول سوف يصدر انطلاقا من “ركيزة أبوظبي” طبعة انجليزية لكتاب عن حسن شريف وتجاربه الفنية في بينالي فينيس خلال يونيو المقبل، ثم ستصدر النسخة العربية من الكتاب نفسه بين شهري اكتوبر ونوفمبر المقبلين، وتضيف “ان كل هذا انطلاقا من الجهود التي تقدمها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث لدعم الفن المعاصر في الإمارات، حيث هناك أمنيات كبيرة من خلال خطة الهيئة لنشر الفن البصري بالمفهوم المستقبلي، أي تقريب الفن المعاصر من الناس بالمتابعة ومواقع عرض الأعمال، وان ما يقال عن غياب الجمهور عن الفن البصري المعاصر يكون غير دقيق، إذا ما تقرب الفن من الجمهور وخرج من القاعات الرسيمة الضخمة كالفنادق. وتوضح أن اختيار القاعة التي يقدم حسن شريف فيها أعماله تشكل أحد هذا التقرب من الجمهور، حيث تعرض أعمال حسن شريف في قاعة تطل مباشرة على شارع حمدان بأبوظبي. وفي ردها على سؤال حول التجارة في الفن التشكيلي تقول إن الناس تحب الأعمال الفنية وهناك أسعار مبالغ فيها إلا أن ذلك ليس معيارا للحكم على جودة العمل الفني من عدمه، وتضيف”علينا ان لا نلتفت للأعمال التزيينية، ونذهب مباشرة إلى الفنانيين الحقيقيين، وان نقدمهم للجمهور” فمعيار العمل الفني يعتمد على الفنان ومدى ذكائه وحسه ورؤيته، فدراسة الفنان وحياته ورؤيته المستقبلية مهمة جدا في تقييم العمل الفني. وتقول إن الأسعار الخيالية تؤثر سلبا على الفنانين الشباب الذين يتأثرون برؤية العديد من الجمهور في ان الفنان يجب أن يكون معروف لقبول أعماله الفنية، وهذا أمر غير دقيق، فهناك فنانون تقبل أعمالهم لا نهم مشاهير وهناك مشاهير لا يمكن للشخص المزود بالمعرفة ان يقبل أعمالهم، ومثال ذلك المغني دون ديولن الذي يعد مطربا عالميا معروفا إلا ان هذه الشهرة لم تؤثر على فنه ومازال معني بالفن الحقيقي. وتؤكد أن هناك العديد من الأشخاص الغير مثقفين في ميدان تجارة الفن وهؤلاء يخلقون مشاكل للفن وللفنانين عموما. وتؤكد دافيد على إن من أهم الأمور في الحياة هي الثقافة لأنها تجعلنا ندرك الحياة ونعيشها بشكل واعي وكيف نكون ايجابيين وفعالين في زماننا وفي نفس الوقت مدركين ومزودين بالمعرفة لما قبل 500 سنة مرت من تاريخ البشرية وان نمتلك رؤية مستقبلية من سيرة كاثرين ديفيد درست كاثرين دافيد اللِّسانيات وتاريخ الفن في جامعة السوربون ومدرسة “لوفر” في باريس. ومن 1982 إلى 1990 عملت كقيمة للمتحف الوطني للفن الحديث بمركز جورج بومبيدو في باريس، وبين 1990 و1994 عملت كقيمة على “المعرض الوطني جو دو بوم” في العاصمة الفرنسية، حيث أشرفت على مجموعة من المعارض الشخصية والجماعية لعدد من الفنانين منهم “لوثار باومغارتن” و”ستان دوغلاس” و”مارسيل بروذيرس” و”هيليو أويتسيكا” و”روبير غوبير” و”جيف وول” و”شانتال آكرمن”. ومن 1994 إلى 1997 اشتغلت كاترين كمديرة فنية في مؤسسة “دوكومانتا إيكس” في ألمانيا ومنذ سنة 1998 أدارت مشروع فني طويل الأمد تحت عنوان “تصورات عربية معاصرة” من إنتاج مؤسسة تابييس في برشلونة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©