الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن زايد: انطلاقة جديدة لمواجهة التطرف والإرهاب وعوامل عدم الاستقرار الإقليمي

محمد بن زايد: انطلاقة جديدة لمواجهة التطرف والإرهاب وعوامل عدم الاستقرار الإقليمي
22 مايو 2017 18:10
الرياض (وام ووكالات) ترأس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وفد الدولة إلى أعمال القمة العربية الإسلامية - الأميركية التي انعقدت في الرياض، أمس، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية، والرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومشاركة عدد من أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة وممثلي وفود الدول العربية والإسلامية. وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمناسبة مشاركته في القمة، أن الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب تخطو خطوات كبرى ونوعية في بناء شراكة استراتيجية فاعلة مع العالمين العربي والإسلامي، والقيام بدور فاعل في التعامل مع المخاطر والتحديات التي تهدد أمن منطقة الشرق الأوسط واستقرارها. وقال سموه «إن هذه القمة التاريخية هي رسالة إسلامية عربية - أميركية واضحة إلى كل الذين يحاولون استخدام الدين لوضع الولايات المتحدة في مواجهة الإسلام أو تكريس نزعات الصراع والمواجهة بين الأديان والثقافات والحضارات لخدمة أهداف خاصة ومشروعات خبيثة على حساب التعايش بين الشعوب والأمن والاستقرار العالميين». وأشار سموه إلى أن اجتماع الرئيس الأميركي مع القادة العرب والمسلمين في أول زيارة خارجية له منذ توليه الحكم في الولايات المتحدة، هو تأكيد للإرادة المشتركة للتحرك تجاه المخاطر والتهديدات التي تواجه المنطقة والعالم من جهة والمكانة الكبرى التي تعطيها إدارة الرئيس ترامب للعالمين العربي والإسلامي، وحرصها على تنسيق المواقف معهما من جهة أخرى. وأكد أن هذا التجمع غير المسبوق بين القادة العرب والمسلمين والرئيس الأميركي يمثل بداية انطلاقة جديدة في العلاقات الأميركية - العربية الإسلامية، وسيكون له تأثيره الكبير في تنسيق الجهود المشتركة لمواجهة التطرف والإرهاب وعوامل عدم الاستقرار الإقليمي، مشيداً برؤية الرئيس ترامب ومواقفه الواضحة في دعم استعادة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، بالتعاون مع قادة المنطقة بعد سنوات من التوتر والاضطراب. وأضاف سموه أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت على الدوام حريصة على تفعيل أطر التعاون والحوار البناء مع شركائها وأصدقائها في العالم، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية، والمشاركة الفاعلة في الجهود والمبادرات كافة على المستويين الثنائي والجماعي التي من شأنها أن ترسم معالم الطريق لعالم أكثر أمناً واستقراراً وازدهاراً من منطلق إيمانها المطلق بأهمية العمل الجماعي الدولي لمواجهة المخاطر التي يتعرض لها العالم، ولا يمكن التعامل معها إلا من خلال تحرك دولي مشترك. وأكد سموه أن استضافة المملكة العربية السعودية الشقيقة هذه القمة تؤكد بوضوح المكانة المتميزة للمملكة على الساحة الدولية، باعتبارها قلب العالمين العربي والإسلامي، وصاحبة التأثير الكبير في الساحتين الإقليمية والعالمية، والرصيد الثري من المواقف التاريخية في خدمة الأمن والسلام في المنطقة والعالم. وأضاف سموه أن حكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ورؤاه الثاقبة أضفت على القمة العربية الإسلامية - الأميركية أهمية خاصة، وأسهمت في تعزيز فاعليتها وتكريس العلاقات الإيجابية بين الولايات المتحدة والعالمين العربي والإسلامي، وأن اجتماع هذا العدد الكبير من قادة العالمين العربي والإسلامي على أرض الحرمين الشريفين، هو تأكيد للريادة الإقليمية للمملكة العربية السعودية وما تحظى به قيادتها من تقدير واحترام على المستويين الإقليمي والعالمي. وشدد على أن المملكة العربية السعودية الشقيقة كانت ولا تزال صمام الأمان في منطقة الخليج العربي والمنطقة العربية والإسلامية بفضل حكمة قيادتها وسياساتها الحازمة والحاسمة في التصدي لمصادر الخطر والتهديد في المنطقة؛ ولذلك تتوجه أنظار الشعوب العربية والإسلامية إليها للدفاع عن قضايا العرب والمسلمين. وكان خادم الحرمين الشريفين رحب في كلمته في افتتاح القمة بالرئيس الأميركي وأصحاب الجلالة والفخامة والسمو الزعماء المشاركين، وقال «أحييكم في بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية، وليسمح لي قادة العالمين العربي والإسلامي أن أرحب بالرئيس الصديق دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة في قمة تاريخية غير مسبوقة تنعقد في وقت شديد الأهمية وبالغ الخطورة». وأضاف «إن لقاءنا هذا برئيس الولايات المتحدة التي تربطها بالكثير من دولنا أواصر الصداقة والعلاقة الوطيدة يجسد اهتمام فخامته وحرصه على توثيق التعاون والاستمرار في تنسيق المواقف بمختلف المجالات، وله دلالة كبيرة على أن دولنا العربية والإسلامية المجتمعة اليوم وقد بلغت 55 دولة ويتجاوز عدد سكانها المليار ونصف المليار نسمة تعد شريكاً مهماً في محاربة قوى التطرف والإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار والسلم العالمي، ويحمل فخامته في جعبته الكثير من الآمال والطموحات للتعاون مع العالم العربي والإسلامي». وقال خادم الحرمين «إننا إذ نتقدم بالشكر والتقدير لفخامته لاستجابته للحضور والمشاركة في هذه القمة، لنؤكد سعادتنا وامتناننا باختياره بلادكم المملكة العربية السعودية وقمتكم هذه كأول رحلة ومشاركة خارجية لفخامته مما يعكس ما يوليه وبلاده من اهتمام في قمتكم المباركة، كما نؤكد في الوقت ذاته أننا نبادله نفس المشاعر السامية في التعاون البناء لنبذ التطرف، والعمل على مكافحة الإرهاب بجميع صوره وأشكاله، وتجفيف منابعه وإيقاف كل سبل تمويله أو نشره، والوقوف بحزم في التصدي لهذه الآفة الخطيرة على الإنسانية جمعاء». وأضاف «نجتمع اليوم في هذه القمة لنعبر عن الجدية في اتخاذ الخطوات الحثيثة لتعزيز شراكة حقيقية مع الولايات المتحدة الصديقة بما يخدم مصالحنا المشتركة، ويسهم في تحقيق الأمن والسلام والتنمية للبشرية كلها وهو ما يؤكده ديننا الإسلامي الحنيف». وقال «إن مسؤوليتنا أمام الله ثم أمام شعوبنا والعالم أجمع أن نقف متحدين لمحاربة قوى الشر والتطرف أيا كان مصدرها امتثالاً لأوامر ديننا الإسلامي الحنيف.. لقد كان الإسلام وسيبقى دين الرحمة والسماحة والتعايش، تؤكد ذلك شواهد ناصعة، ولقد قدم الإسلام في عصوره الزاهية أروع الأمثلة في التعايش والوئام بين أتباع الأديان السماوية والثقافات، لكننا اليوم نرى بعض المنتسبين للإسلام يسعون لتقديم صورة مشوهة لديننا تريد أن تربط هذا الدين العظيم بالعنف». وأضاف الملك سلمان «نقول لإخواننا وأخواتنا وأبنائنا وبناتنا من المسلمين في كل مكان بأن أحد أهم مقاصد الشريعة الإسلامية هو حفظ النفس، وأن لا شرف في ارتكاب جرائم القتل، فالإسلام دين السلام والتسامح، وقد حث على إعمار الأرض وحرم التهلكة والإفساد فيها واعتبر قتل النفس البريئة قتلاً للناس جميعاً، وأن طريقنا لتحقيق مقاصد ديننا والفوز بالجنة هو في نشر قيم الإسلام السمحة التي تقوم على السلام والوسطية والاعتدال، وعدم إحلال الدمار والإفساد في الأرض». وأكد رفض الجميع شعوباً ودولاً بكل لغة وإدانتهم بكل شكل الإضرار بعلاقات الدول الإسلامية مع الدول الصديقة وفرز الشعوب والدول على أساس ديني أو طائفي، وما هذه الأفعال البغيضة إلا نتيجة محاولات استغلال الإسلام كغطاء لأغراض سياسية تؤجج الكراهية والتطرف والإرهاب والصراعات الدينية والمذهبية كما يفعل النظام الإيراني والجماعات والتنظيمات التابعة له مثل حزب الله والحوثيين، وكذلك تنظيمي داعش والقاعدة وغيرهما. وشدد خادم الحرمين على أن النظام الإيراني يشكل رأس حربة الإرهاب العالمي منذ ثورة الخميني وحتى اليوم، وإننا في هذه الدولة منذ 300 عام لم نعرف إرهاباً أو تطرفاً حتى أطلت ثورة الخميني برأسها عام 1979، مشيراً إلى أن إيران رفضت مبادرات حسن الجوار التي قدمتها دولنا بحسن نية، واستبدلت ذلك بالأطماع التوسعية والممارسات الإجرامية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ضاربة بالقانون الدولي عرض الحائط ومخالفة مبادئ حسن الجوار والعيش المشترك والاحترام المتبادل، وأن النظام في إيران ظن أن صمتنا ضعفاً وحكمتنا تراجعاً حتى فاض بنا الكيل من ممارساته العدوانية وتدخلاته، كما شاهدنا في اليمن وغيرها من دول المنطقة. وأكد العاهل السعودي على ما يحظى به الشعب الإيراني لدى المملكة من التقدير والاحترام، وقال «نحن لا نأخذ شعباً بجريرة نظامه»، لافتاً إلى أن المملكة العربية السعودية عانت طويلاً، وكانت هدفاً للإرهاب؛ لأنها مركز الإسلام وقبلة المسلمين، ويسعى الفكر الإرهابي لتحقيق شرعيته الزائفة وانتشاره من خلال استهداف قبلة المسلمين ومركز ثقلهم، ولقد نجحنا في التصدي للأعمال الإرهابية، وأحبطنا محاولات إرهابية كثيرة، وساعدنا الأشقاء والأصدقاء في دول العالم في تجنب مخططات تستهدف نسف أمنهم وتدمير استقرارهم. وقال إنه «امتداداً للجهود المبذولة في محاربة الإرهاب، أبرمت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اتفاقاً تاريخياً مع الولايات المتحدة الأميركية على اتخاذ إجراءات صارمة لاستهداف تمويل الإرهاب، وذلك بتأسيس مركز في مدينة الرياض لاستهداف تمويل الإرهاب، ونتطلع إلى انضمام المزيد من الدول إلى المركز مستقبلاً، وسيكون هذا الاتفاق أنموذجاً يحتذى به، وهو مبني على جهودنا القائمة في هذا الصدد، وإنني أؤكد باسم إخواني قادة الدول الإسلامية المجتمعين أننا لن نتهاون أبداً في محاكمة كل من يمول أو يدعم الإرهاب بأي صورة أو شكل، وستطبق أحكام العدالة كاملة عليه». وخاطب خادم الحرمين الحضور قائلاً «فخامة الرئيس الصديق.. أيها الإخوة والأصدقاء الأعزاء، استمراراً في حربنا ضد الإرهاب، نؤكد عزمنا القضاء على تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية أياً كان دينها أو مذهبها أو فكرها، وهو ما دعانا جميعاً إلى تشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في خطوة رائدة لمحاصرة الإرهاب». وشدد على أن الإرهاب نتيجة للتطرف وفي ظل الحاجة لمواجهته نعلن اليوم إطلاق «المركز العالمي لمكافحة التطرف» الذي يهدف إلى نشر مبادئ الوسطية والاعتدال ومواجهة التغرير بالصغار وتحصين الأسر والمجتمعات ومقارعة حجج الإرهابيين الواهية بالتعاون مع الدول المحبة للسلام والمنظمات الدولية. وأكد العاهل السعودي أن القضاء على الإرهاب لا يكون بالمواجهة المباشرة فقط، بل إن التنمية المستدامة هي جرعة التحصين الناجح، بإذنه تعالى، وهو ما تجسده رؤية المملكة العربية السعودية 2030 في جوانبها المختلفة من الحرص على استثمار الشباب، وتمكين المرأة وتنويع الاقتصاد وتطوير التعليم، ودون شك فإن المملكة العربية السعودية تدعم وتشجع كل توجه لدى الدول الشقيقة والصديقة يهدف إلى تفعيل التنمية المستدامة في بلدانهم. وأكد أن تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين مطلب عادل وضروري، ويتطلب تضحيات مشتركة وعزيمة صادقة من أجل صالح الجميع، كما أنه يتعين على المجتمع الدولي تكثيف الجهود لحل الأزمة السورية بما يحقق تطلعات الشعب السوري ويحفظ وحدة سوريا وسيادتها. وأضاف: «إن آمال شعوبنا وطموحاتهم كبيرة ومسؤولياتنا لتحقيق هذه الطموحات جسيمة، لكن همتكم وحرصكم واهتمامكم سيجعلنا نواجه هذه المهام بعزم وحزم، ونحن عازمون على التمسك بالتنمية كهدف استراتيجي لمواجهة التطرف والإرهاب وتوفير الحياة الرغيدة». من جانبه، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب القيام بأمور رائعة عسكرياً بهدف تعزيز أمن حلفاء الولايات المتحدة والقضاء على الإرهاب، وتحقيق هدف السلام والأمن والازدهار في هذه المنطقة وبقية العالم. وشدد في كلمة أمام القمة على ضرورة الاتحاد خلف هدف واحد هو هزيمة الإرهاب والتطرف؛ لأن معظم دول العالم عانت بشكل أو بآخر من الهجمات الإرهابية المروعة، مشيراً إلى أن معظم ضحايا الهجمات الإرهابية مسلمون. وأعلن بداية فصل جديد في الشراكة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، وقال «اليوم نبدأ فصلاً جديداً في الشراكة مع السعودية»، مشيراً إلى أن اتفاقات التعاون العسكري التي وقعها الجانبان ستساعد الجيش السعودي على لعب دور أكبر. واستذكر ترامب، اللقاء التاريخي الذي جمع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله والرئيس الأميركي روزفلت، ومنه انطلقت رحلة الشراكة التاريخية طويلة المدى بين البلدين، مبيناً أن اليوم يبدأ فصل جديد في مسيرة هذه الشراكة بما يحقق مصالح الشعبين الصديقين. وقدم شكره لرؤساء الوفود الإٍسلامية المشاركين في القمة، وقال: «اجتماعنا مبارك لشعوبكم ولشعبنا، وأنني أقف أمامكم كممثل للشعب الأميركي، لأنقل لكم رسالة صداقة، وأمل، وحب، ولهذا السبب اخترت أن تكون أول زيارة خارج بلادي إلى قلب العالم الإسلامي، إلى المملكة العربية السعودية راعيه الحرمين الشريفين وقبلة العالم الإٍسلامي». وأضاف «في خطاب افتتاح السلطة مع الشعب الأميركي أكدت على الصداقات القديمة بين أميركا والدول الأخرى والشراكات الجديدة من أجل تحقيق السلام، كما أنني وعدت أن أميركا لن تحاول أن تفرض طريقة حياة على الآخرين، بل أن نمد أيدينا لروح التعاون والثقة»، مؤكداً أن رؤية بلاده رؤية سلام وأمن ورخاء في هذه المنطقة وفي كل أنحاء العالم، وتهدف إلى تحالف الأمم والشعوب المشاركة بهدف التخلص من التطرف واستشراف المستقبل بما يتناسب مع هذا الاجتماع غير المسبوق. ونوه بالروح الطيبة والتعاون الكبير الذي ساد اجتماعه مع خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، ولي ولي العهد وما شهدته الزيارة من توقيع اتفاقيات تاريخية مع المملكة لاستثمار حوالي 400 مليار دولار في أميركا وبما يحقق المئات من الوظائف والأعمال في أميركا والمملكة العربية السعودية. وبين أن الاتفاق مع المملكة على مشتريات عسكرية بلغت قيمتها 110 مليارات دولار سيساعد القوات العسكرية السعودية للقيام بدور أكبر في الأمن وبالعمليات التي تتعلق بها، كما بدأت مناقشات مع الكثير من الدول المشاركة في القمة لتعزيز الشراكات وتشكيل شراكات جديدة من أجل تعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط بل وأوسع من ذلك. وقال الرئيس الأميركي «إننا اليوم نرسم التاريخ من جديد لافتتاح مركز عالمي جديد لمكافحة التطرف والإيديولوجية المتطرفة، ومن هنا في هذا المكان بالذات في الجزء المركزي للعالم الإسلامي، فإن هذا المركز العظيم الجديد سيكون إعلاناً بأن غالبية الدول الإسلامية لا بد أن تتولى القيادة لمكافحة التطرف»، معبراً عن امتنانه لخادم الحرمين، على ما أبداه من عزيمة قوية وقيادة رائعة. وقال «أميركا ذات سيادة، وأولويتنا الأولى هي دائماً السلامة وأمن شعبنا.. نقدم الشراكة التي تقوم على مصالح وقيم مشتركة، ففي هذه القمة مصالح كثيرة، ولكن أهم من كل ذلك يجب أن نكون متوحدين في السعي نحو تحقيق هدف واحد يتعدى ويتجاوز كل الاعتبارات الأخرى ألا وهو هدف إلحاق الهزيمة بالتطرف والإرهاب بكل أنواعه». وقال ترامب: «بعون الله هذه القمة هي بداية نهاية أولئك الذي يمارسون التطرف والإرهاب، وبداية السلام في الشرق الأوسط وفي العالم»، مؤكداً أن ذلك لن يتحقق إلا بهدم الإيديولوجية التي تدفع الإرهاب. وأضاف أنه لم ينجُ من عنف الإرهاب إلا القليل من الدول، مشيراً إلى أن الحصيلة الأكبر لضحايا الإرهاب هم من الأبرياء من الدول العربية المسلمة ودول الشرق الأوسط، وأن التقديرات تقول إن أكثر من 90% من ضحايا الإرهاب هم مسلمون. وشدد على ضرورة القضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه، منوهاً بما تزخر به المنطقة من ثروات وجمال طبيعي وثقافة حيوية، ومؤكداً أهمية أن تتخذ دول المنطقة موقفاً حازماً لمستقبل أفضل. وأكد الرئيس الأميركي أن الإرهابيين لا دين لهم، وأن الحرب ضدهم ليست ضد أديان أو حضارات، وإنما ضد مجرمين متوحشين يسعون للقضاء على الحياة البشرية، هذه المعركة بين الخير والشر، مشدداً على ضرورة التكاتف بين الدول للقضاء على الإرهاب. وقال: «الولايات المتحدة ملتزمة بمواجهة التهديدات المتغيرة، من خلال إعداد استراتيجية تعتمد على الخبرة والتقدير الجيد، فهناك واقعية ذات مبادئ نعتمدها مبنية على المصالح المشتركة، وأصدقاؤنا لن يشككوا بدعمنا لهم، وأعداؤنا لن يشكوا أبداً بعزيمتنا وحزمنا.. شراكتنا ستحقق الأمن عن طريق الاستقرار، وليس عن طريق الاحتلالات والأعمال المتطرفة، سنحقق نتائج حقيقة ليس عن طريق الإيديولوجيات، سنسير على طريق دروس العبر والتجربة، وليس بالتفكير الجامد وإننا سنفعل في كل مكان إصلاحات تدريجية وليس تدخلات مفاجئة، علينا أن نسعى إلى العمل الجيد وليس بالمثالية، وأن نحول جميع من يشارك أفكارنا نجعلهم حولنا». ومضى يقول «أميركا تسعى نحو السلام وليس الحرب.. الدول المسلمة يجب أن تأخذ وتتحمل العبء إذا ما ألحقنا الهزيمة بالإرهاب ونتخلص من إيديولوجيتيه في العالم، فإن المهمة الأولى هي منع وصول جهود الشر إلى أراضينا.. وكل دول عليها واجب أن تضمن أن الإرهابيين لن يجدوا ملاذاً لهم على أراضيهم، وأن الكثير منكم قاموا بمساهمات كبيرة في الأمن الإقليمي الطيارون الأردنيون يقومون بعمل رائع في سوريا والعراق والسعودية في التحالف الإقليمي.. يقومون بأعمال قوية ضد نشطاء الحوثيين في اليمن، الجيش اللبناني في إطار مكافحة تنظيم داعش الذي يحاول أن يتسلل إلى داخل أراضيهم.. الإماراتيون وقواتهم يدعمون حلفائنا في أفغانستان.. وفي الموصل القوات الأميركية تدعم الأكراد والسنة والشيعة يقاتلون سوية من أجل وطنهم.. قطر التي تقولون هي مركز القيادة الوسطى الأميركية هي مهمة جداً شريك استراتيجي مهم جداً». وتابع ترامب يقول «إن شراكتنا الطويلة مع الكويت والبحرين تستمر في تعزيز الأمن في المنطقة، وأن الجنود الأفغان الشجعان يقومون بتضحيات كبيرة في مواجهة طالبان، وغيرهم في الدفاع عن بلادهم، وكما نحن نمنع المنظمات الإرهابية من السيطرة على الأرضي وعلى السكان، علينا أن نحرمهم من مصادر التمويل، يجب أن نقطع عنهم القنوات المالية التي تسمح لتنظيم الدولة أن تبيع النفط وتساعد الإرهابيين في تهريب المساعدات لهم». وقال: «إنني فخور بأن أعلن أن الأمم الممثلة هنا ستوقع على اتفاق يجفف المنابع المالية للإرهاب، وسيكون هناك مركز عالمي لمكافحة التطرف تترأسه الولايات المتحدة، وسيكون بشكل مشترك وستنضم إليه دول مجلس التعاون الخليجي»، مثمناً لدول المجلس حجب المنظمين والحيلولة دون جعل بلدانهم مصادراً للتمويل ولوضع اسم «حزب الله» على قائمة الإرهاب.. «المملكة العربية السعودية انضمت إلينا في هذا الأسبوع في سرد عقوبات ضد بعض كبار قادة (حزب الله)، لكن مازال هناك الكثير من العمل الذي ينتظر إنجازه، وأيضاً في التصدي للتطرف والإرهاب الذي تمثله تنظيم داعش والذي يجب أن نضع حداً لكونهم مصدر إلهام للقتل». وثمن ترامب إطلاق المملكة العربية السعودية رؤية المملكة 2030، واصفاً الرؤية بالشجاعة والطموحة للنهوض بالاقتصاد والتنمية. ونوه بما تقوم به الإمارات من أجل كسب العقول والقلوب بإطلاق مركز لمحاربة انتشار الكراهية على «الإنترنت»، وكذلك البحرين التي عملت على منع الراديكالية، محيياً الأردن وتركيا ولبنان لعملهم على استضافة اللاجئين. وقال: «العديد من العلماء الإسلاميين طرحوا فكرة حماية المساواة ودورها في تقوية المجتمعات الإسلامية والعربية، فلقرون كثيرة كان قد سكن في الشرق الأوسط المسلمون والمسيحيون واليهود، ويعيشون مع بعضهم البعض جنباً إلى جنب، وعلينا أن نمارس الاحترام والتسامح مع بعضنا البعض». وتطرق إلى قيامه بزيارة القدس وبيت لحم ثم بعد ذلك الفاتيكان، والالتقاء بالرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الإسرائيلي، مؤكداً أهمية تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. واعتبر الرئيس الأميركي، إيران النظام المسؤول عن الكثير من الزعزعة في المنطقة، وحمّلها مسؤولية «الإرهاب العالمي»، وإذكاء النزاعات الطائفية، داعياً إياها إلى وقف قنوات تمويل جماعات متطرفة، خصوصاً تنظيم داعش و«حزب الله» اللبناني. وقال: «إيران تمول الأسلحة وتدرب الإرهابيين والمليشيات والمجموعات المتطرفة الأخرى وتنشر الدمار والفوضى في المنطقة»، مشيراً إلى «أن إيران ولعقود أججت الصراع الطائفي والإرهاب، ورأينا الجرائم التي وقعت في سوريا بدعم من إيران». ودعا كل الدول إلى العمل معاً من أجل عزل إيران، حتى يصبح النظام الإيراني مستعداً للشراكة من أجل السلام. وقال ترامب: «من لبنان إلى سوريا والعراق واليمن، إيران تمول التسليح وتدرب الإرهابيين والميليشيات وجماعات متطرفة أخرى تنشر الدمار والفوضى في أنحاء المنطقة، وعلى مدى عقود أشعلت نيران النزاع الطائفي والإرهاب، وعلى كل الدول التي تملك ضميراً، أن تعمل معاً لعزل إيران»، مضيفاً «علينا أن نصلي ليأتي اليوم الذي يحصل فيه الشعب الإيراني على الحكومة العادلة التي يستحقها». وقال: «الولايات المتحدة اتخذت إجراءً حازماً للرد على استخدام الأسلحة البيولوجية الممنوعة من قبل نظام الأسد، فأطلقنا 59 صاروخاً للقاعدة الجوية التي صدر منها الهجوم الأول، فالدول المسؤولة يجب أن تعمل من أجل إنهاء الأزمة الإنسانية في سوريا والقضاء على داعش وإعادة الاستقرار إلى المنطقة». وأضاف أن الضحايا الذين عانوا في إيران هم الشعب الإيراني، فإيران لديها تاريخ ثري وثقافة ثرية، ولكن الشعب الإيراني واجه اليأس والمعاناة بسبب فعل نظامهم المتهور للإرهاب. وأعرب في ختام كلمته عن الشكر للملك سلمان بن عبدالعزيز على هذه القمة التاريخية. وكان خادم الحرمين الشريفين قد أقام مأدبة غداء تكريماً للرئيس الأميركي وقادة وممثلي الدول العربية والإسلامية بمناسبة عقد القمة العربية الإسلامية الأميركية. وحضر القمة والمأدبة سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، ومعالي علي محمد حماد الشامسي نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، ومعالي خلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، ويوسف مانع العتيبة سفير الدولة لدى الولايات المتحدة، ومحمد مبارك المزروعي وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي. وأكد ملك الأردن عبدالله الثاني أن المجموعات الإرهابية توظف هوية دينية زائفة بهدف تضليل واستقطاب مجتمعاتنا وشعوبنا، وقال إن من شأن المواقف والأفعال التي نتبناها اليوم أن تحدد مستقبلنا في قادم الأيام. وأضاف التحدي الرئيس الثاني يتمثل في الوصول إلى حلٍّ عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يستند إلى حل الدولتين ومبادرة السلام العربية. وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إن خطر الإرهاب يمثل تهديداً لشعوب العالم أجمع، وإن استئصاله من جذوره يتطلب مقاربة شاملة تتضمن الأبعاد السياسية والأيديولوجية والتنموية. وأضاف «مصر تخوض يومياً حرباً ضروساً ضد التنظيمات الإرهابية في شمال سيناء، تحقق فيها انتصارات مستمرة وتقدماً مطرداً» وقال إن معركتنا هي جزء من الحرب العالمية ضد الإرهاب. وقال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح: هذه القمة تؤكد للعالم أن الدول الإسلامية حريصة على التعاون مع الدول الصديقة والحليفة لمواجهة الإرهاب. وأضاف «القمة تمثل فرصة للدول الإسلامية للتعاون والتنسيق مع الولايات المتحدة لرسم خريطة طريق في التصدي للإرهاب».    

 

 

 

 

 

 

محمد بن زايد: العلاقات الخليجية الأميركية استراتيجية في ترابط المصالح والرؤى

 

 

 

محمد بن زايد يلتـقي إلـهام علييف ومحمد بن سلمان

 

 

 

الإمارات: التطرف والإرهاب لا يرتبطان بثقافة أو دين أو دولة

 

 

 

اللقاء التشاوري الـ17 لقادة «التعاون» يبحث مسيرة العمل الخليجي المشترك

 

 

 

التأكيد على دور السعودية في محاربة الإرهاب وتحقيق السلم العالمي

 
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©