الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سيارات الأجرة صعبة المنال في رمضان

سيارات الأجرة صعبة المنال في رمضان
14 سبتمبر 2009 23:55
يتجول طوال النهار في المدينة، يعرف أسرارها وأوقات اكتظاظ شوارعها، يحوم حول الأسواق، ليقدم خدماته للمتسوقين والمتسوقات. سائق التاكسي الذي اشتهر في سبعينيات القرن العشرين، والعقود التي تلتها، بارتفاع دخله، وازدهار مهنته، أصبح في رمضان يتذمر من الزبائن، خاصة قبل أذان الإفطار، فإذا رأى نساء أجنبيات توقف لهن، وإن شاهد رجالاً أعرض عنهم. ظاهرة يعاني منها زبائن كثر في الشهر الفضيل، هم ينتقدون سائق التاكسي لهذا التصرف، لكنّ السائقين في المقابل يدافعون عن أنفسهم، ويدحضون الاتهامات الموجهة لهم. زمن مختلف في رمضان تزداد حاجة أم خليفة للتبضع وشراء احتياجات السفرة الرمضانية، هي تعبر عن موقفها قائلة: «الله يسامح سائقي التاكسي، بعد أن كانوا يتمنون ويلحّون على الزبائن لركوب التاكسي وتوصيلهم إلي أي مكان، أصبحوا اليوم، وفي رمضان خاصةً، يمتنعون عن التجاوب مع الزبائن». تسترسل في الحديث بامتعاض واضح قائلة: «كثيراً ما أحتاج قبل الإفطار إلى التسوق لشراء بعض المواد الغذائية، وسرعان ما أشعر بقرب موعد أذان الإفطار، وبمجرد أن أطلب تاكسي، أرى الكثير من سيارات الأجرة تتجاهلني في الشارع، الأرجح بسبب وفرة البضائع التي أحملها، أو بعد أن يعلم السائق ببعد المكان الذي أقصده، هنا يكون رفضه قاطعاً، يهز رأسه بما يوحي أن الأمر مستحيل». إفطار في المخفر فراس جبور يشرح معاناته بالقول: «كثير من الناس يقفون لفترات تمتد أحيانا إلى الساعة أو أكثر في انتظار الفرج، أو أن يرق قلب سائق، خاصة من فئة الشباب، فيتكرم بالتوقف وتحميل الراكب». يصمت فراس لبرهة، وهو يسترجع الموقف الذي تعرض له قائلاً: «أنا شاب لا أملك سيارة، وأضطر في كثير من الأحيان للاستعانة بتاكسي، وأقف لفترة طويلة في الشارع من أجل الحصول عليه، ولكن ما يحدث يفوق حدود المعقول، فالمسألة تتعلق بمزاج السائق، الذي قد يقف لفلان ويترك علاناً، والأدهى والأمر إن كانت تقف بجانبي فتاة، هذا ما حصل لي في المرة الأخيرة، فقد حاولت الحصول على التاكسي لكنَّ سائق التاكسي توقف بجانبي ومنعني من الركوب، فيما سمح لفتاة آسيوية كانت تقف قربي بركوب السيارة، هنا حدثت مشادة كلامية بيني وبين السائق، انتهت بأخذ رقم سيارة التاكسي، والإبلاغ عنه، وتناولي الإفطار في مخفر الشرطة. الخليجي غنيمة بدوره يعلق عطية قاسم على الأمر قائلاً: «مع وجود عدد من أبناء الدول العربية، خاصة الخليجية، يعتبر سائق التاكسي الراكب الخليجي غنيمة، ويعطيه الأولوية على سواه، كونه غير ملم بحقائق الأمور، ومن الممكن أن يدفع المال الكثير لقاء مسافة قصيرة. يبتسم عطية ويقول: «شاهدت الكثير من هذه المواقف، ولكن ما يحدث في شهر رمضان شيئ عجيب وغريب، فالتاكسي يفضل الوقوف للمرأة أكثر من الرجل، وقد يصل به الأمر أحياناً إلى أن يطنش الركاب». يفكر قليلاً قبل أن يقول: «منذ يومين كنت قد أنهيت مشترياتي من سوبر ماركت قريباً نوعا ما من البيت، ونظرا لكثرة المشتريات التي تعدت العشرة أكياس، حاولت أن أستوقف تاكسي في الشارع، ولكن كل محاولاتي باءت بالفشل، فالكل مستعجل ويريد الوصول إلى البيت بسرعة البرق من أجل أن يفطر مع أسرته، استمعت إلى أذان المغرب، وأنا مازلت انتظر الفرج، وكنت ملزماً بأن أفطر في الشارع، حيث تناولت بعض ما كان موجوداً في مشترياتي، وأخذت على نفسي عهداً الا أخرج للتبضع، إلا بعد الفطور، فالوقوف طويلاً من أجل الحصول على تاكسي عملية صعبة». تجاوزات غير منطقية يلفت هشام فياض إلى تجاوزات كثيرة من سائقي سيارات الأجرة قائلاً: «أرى الكثير من التجاوزات المعيبة من سائقي سيارات الأجرة، هذا العيب يتلخص في عدم التوقف وتحميل أي راكب يمد يده مؤشرا بغية الصعود». يتابع فياض قائلاً يعاني الركاب من مزاجية السائقين، والسبب مجهول، وعندما نستفسر عن هذا الأمر في ما بيننا نحن الرجال، نسمع تأكيداً أنَّ معظم سائقي التاكسي يفضلون التعامل مع المرأة أكثر من الرجل، فالرجل بطبعه عصبي ويتشاجر مع السائق إن رأى منه سلوك خاطئاً. بعكس المرأة التي تسكت خوفاً على نفسها وعرضها، أو خوفاً من قيام السائق بأي حركة قد تؤدي بها إلى الهلاك. خدش الحياء من جهتها تشارك صفاء محمود في الحوار قائلة: «كثيرا ما تعرضت للتطنيش من قبل هؤلاء السائقين الذين يفضلون الفتاة الفلبينية أو الأجنبية ذات الشعر الأصفر، والملابس التي تخدش الحياء، وتلفت الأنظار». تبتسم صفاء قبل أن تروي لنا بعض ما حصل معها: «الأسبوع الماضي بينما كنت انتظر التاكسي قبل غروب الشمس، وقبل أن يحين موعد أذان المغرب، انتظرت طويلاً لأحصل على تاكسي، ذلك أنَّ عدد المنتظرين كان كبيراً، بعكس عدد سيارات الأجرة التي كانت تقف على ناصية الطريق. وكانت بجانبي سيدة أجنبية، غير مسلمة، وقفت أمامي لتحصل على التاكسي قبلي، وبلمح البصر وجدت سيارة أجرة تتوقف لها، فهممت بالركوب قبلها، فما كان من سائق الأجرة إلا أن منعني من الركوب ونتيجة لهذا الموقف احترقت أعصابي، وأخذت رقم السيارة واتصلت بالشركة التي يعمل فيها السائق، حيث أخبرني مسؤوله أنَّه تم اتخاذ اللازم بحقه. كلام السائقين من جانبه سائق التاكسي خان إسكندر، يشرح وجهة نظره في هذه الاتهامات قائلا: «نسمع الكثير من شكاوى الزبائن بسبب عدم وقوف التاكسي لهم، لكن هذا التصرف قد يفعله بعضنا قبل الفطور، حيث يكون الجميع على عجلة من أمرهم، ويريدون الوصول سريعاً إلى منازلهم. ومن الضروري أن يتذكر الناس أنَّ السائق يلف ويدور طوال اليوم بدون توقف في طرقات الشارع، وفي الأحياء السكنية، وفي الفريج أيضاً». يضيف إسكندر مبرراً مواقف زملائه: «نعاني من الزحمة قبل وقت أذان المغرب في رمضان، فالجميع يريد أن يركب في اللحظة نفسها، وقد تعرضت لهذا الموقف مرات كثيرة في رمضان، حتى إنَّ البعض يشتم ويسب، ولكننا نرد على ذلك بالسكوت والصمت». الشباب مزعج حول تفضيل التعامل مع النساء، يعلق إسكندر قائلاً: «هذا الأمر صحيح، فالمرأة أهدى من الرجل، وهي تطلب المكان الذي تريده بدون إزعاج، بعكس الشباب المزعج الذي يسمعنا كل أنواع الشتائم، إن لم نوصله في الوقت المحدد قبل أذان المغرب. أيضاً هناك بعض السائقين غير المسلمين يفضلون النساء الأجنبيات والجميلات واللاتي يلفتن الأنظار، فهن في نظرهن هادئات الطبع وغير مزعجات، هذه هي حكاية تفضيل الحريم على الشباب». بعد الإفطار تشهد بعض الأماكن حركة كثيرة بسبب تواجد الكثير من المراكز التجارية والمحال التي تبيع المواد الغذائية، يقول شاهد محمد على ذلك: «يتجمع الكثير من الناس عند المراكز التجارية قبل موعد الفطور، يخرجون مجموعات وأفواجاً كبيرة، وقد يصل عدد أفراد العائلة إلى خمس أو ستة أشخاص، يريدون الركوب في تاكسي واحد، مما يسبب زحمة ضاغطة، وهم يطالبون بالوصول قبل الأذان، كأنَّ السائق سوبر مان، وإن لم يصلوا في الوقت المحدد فالويل للسائق، الذي قد يتلقى تهديدات شتى ليس أكبرها الاتصال بالشرطة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©