الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

التأكيد على دور السعودية في محاربة الإرهاب وتحقيق السلم العالمي

التأكيد على دور السعودية في محاربة الإرهاب وتحقيق السلم العالمي
22 مايو 2017 01:54
الرياض (وكالات) أكد المشاركون في فعاليات منتدى الرياض لمكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب، أهمية الدور الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في محاربة الإرهاب لتحقيق الأمن والسلام العالمي. وخلال المنتدى الذي افتتحه أمس الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، برعاية التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات، بحضور عددٍ كبيرٍ من أهم الخبراء في قضايا الإرهاب والتطرف من جميع أنحاء العالم، أكد المشاركون الدور المحوري للمملكة في التصدي لخطر الإرهاب بحكم ثقلها في العالمين العربي والإسلامي وخبراتها في محاربة الإرهاب الذي تتعرض له منذ الخمسينيات، مبينين أن التطرف والإرهاب لا يمكن ربطه بدين أو منطقة معينة. وقال الأمين العام لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الدكتور سعود السرحان، في كلمة افتتاحية للمؤتمر، إن «التطرف والإرهاب أكبر تهديد يواجه العالم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية»، مؤكداً أن «خطر الإرهاب يتجاوز حدود المنطقة، ويشكل خطراً على دول العالم كافة». وأوضح السرحان أن المملكة العربية السعودية دعت لهذا المؤتمر لتبادل النقاشات والمعارف، وتأكيداً لالتزامها المستمر بالأمن والسلام العالمي، وليكون المؤتمر منبراً عالمياً لمكافحة الإرهاب، وأنه كان لزاماً على الرياض التصدي لظاهرة الإرهاب؛ نظراً لثقلها السياسي، وانطلاقاً من واجبها الديني والأخلاقي، وبناءً على معاناتها في العقود الماضية مع الإرهاب. من جانبه، أكد الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية أن المملكة العربية السعودية تكافح الإرهاب منذ نشأتها، وأنها واجهت العديد من أشكال الإرهاب منذ الخمسينات، حيث واجهت إرهاباً أوجد منظمات مثل «القاعدة» والجماعات التكفيرية الأخرى تسببت جميعها في إراقة الدماء وهتك الأعراض. وأضاف «بسبب ذلك تجمعت لدى السعودية خبرات ومعارف متراكمة في محاربة الإرهاب مكنتها من تجنبه في الداخل»، مؤكداً أن ثقته كبيرة في التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب وقدرته على إنجاز هذه المهمة الصعبة، وأضاف «ظهرت الجماعات العنيفة في كل الأديان وتسببت في قتل الأبرياء والإسلام بريْ من العنف والتطرف». من جهته، قال وزير الدفاع الأميركي الأسبق أشتون كارتر، إن السعودية تقوم بدور محوري ومهم في قيادة التحالف ومحاربة الإرهاب والتطرف، وقال «تكمن أهمية التحالف في قدراته بالرد على ادعاءات المتشددين الذين يستخدمون الدين لتغذية أفكارهم المتطرفة ونشرها، وهذا لا يمكن أن تقوم به إلا دولة إسلامية والرد عليهم يجب أن يكون من قبل مسلمين»، كما شدد كارتر على ضرورة إعادة البناء السياسي والاقتصادي وبناء الثقة في الدول التي عانت من الإرهاب كي لا تكون بيئات خصبة دائمة للجمعات المتطرفة. وبين وزير الخارجية الإيطالي السابق فرانكو فراتيني أن التحالف الإسلامي العسكري ضد التطرف بقيادة السعودية هو خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح مؤكداً أنه لا يوجد أي صلة بين الإرهاب والتطرف والدين، وأن الحروب التي تخوضها الجماعات الإرهابية هي من أجل السلطة والمال وفتح طرق التهريب حتى لو كانت تخاض باسم الدين. وشدد فراتيني على ضرورة وجود رؤية مشتركة بين القيادات السياسية لتمكين الشركاء من تعزيز الإجراءات السياسية والعسكرية، وقال «يجب أن نساعد السكان في المدن المحررة مثل الموصل لتكون أماكن لحياة جديدة لا مكان للانتقام، كما يجب دعم الدول التي قد تكون عرضه للإرهاب، وتعزيز الاستثمارات فيها والعمل على القضاء على الفقر وتجفيف منابع تمويل الإرهاب كافة». وفي سياق متصل، شدد المشاركون في الجلسة النقاشية الأولى لمنتدى الرياض لمكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب بعنوان «داعش النسخة الثانية ومستقبل الإرهاب»، على أن تنظيم «داعش» الإرهابي إلى زوال وتبدد، وأشادوا بالمقاربة الفكرية والإعلامية والاجتماعية والعسكرية المتكاملة التي تعتمدها المملكة العربية السعودية، معتبرين أنها نموذج يتوجب على العالم الاقتداء به. وأشار المتحدثون إلى أن القضاء على تنظيم «داعش» لا يكون فقط عبر العمليات العسكرية، بل يجب أن يتضمن جميع الجوانب الفكرية والإعلامية والاجتماعية وتجفيف منابع تمويل الإرهاب، وأن مسببات الإرهاب والتطرف ليست دينية فقط بل قد تكون أيضاً نتيجة مسببات شخصية واجتماعية وسياسية يتوجب التعامل معها عبر تهيئة الأرضية الملائمة على المستويين الاجتماعي والسياسي، خاصة أن تنظيم داعش يستغل سخط الشباب على الأوضاع القائمة. وأوضح المتحدثون أن الحروب والنزاعات الأهلية هي واحدة من مسببات الإرهاب والتطرف، فضلاً عن حقيقة أن الإرهاب لا ينبع فقط من الدول الإسلامية، بل ومن الدول غير الإسلامية مما يوجب على دول العالم أجمع توحيد آليات التعامل والرؤى المشتركة وتبادل المعلومات الاستخبارية للتغلب على آفة الإرهاب. كما استعرض المشاركون تاريخ وجذور نشأة تنظيم «داعش» الإرهابي في العراق وسوريا وما يبثه من أفكار سامة ومتطرفة في عقول الشباب والهزائم النكراء التي يتكبدها التنظيم في الوقت الراهن وفقدانه للسيطرة على معظم الأراضي التي كانت بحوزته، حيث شددوا على ضرورة وضع تصور مستقبلي متكامل لكيفية التعامل مع التنظيم في أعقاب هزيمته وتوجه أعضائه نحو الاختباء والعمل السري وسبل محاولاتهم لاستعادة السيطرة والنفوذ وإعادة التنظيم مالياً والقيام بأعمال إرهابية لمحاولة إثبات أنه لا يزال موجوداً، وهي المحاور التي يتوجب الاستعداد للتعامل معها. من جهته قال الدكتور ويليام ماكانت «على العالم أن يفكر ماذا سيحدث على الأرض بعد المواجهة العسكرية مع داعش، فهذه الجماعة تنظم نفسها اقتصاديا بشكل جيد، وتشعل خيال الشباب وتجذبهم، ويسيطرون على رقعة من سوريا وليبيا وسيناء، ولكن لديهم مشكلات مع تنظيم القاعدة، وهم الآن منظمة إرهابية على مستوى العالم، ويمثلون تهديداً كبيراً على سياسات الدول، وخطر داهم على الولايات المتحدة وأوربا، والمقاتلون الأجانب في داعش أصبحوا مثل كرة الثلج في التوسع، وداعش تقوم بالعمليات الإرهابية خاصة في شهر رمضان وإذا لم يحدث ذلك هذا العام فسيكون هذا مؤشراً على تضاؤل قوتهم». وأضاف «داعش فقدت في الفترة الأخيرة بعض أراضيها وكذلك مقاتليها، ويجب استغلال ذلك من الجهات الأمنية، كما يجب على التحالف الدولي ضد داعش الاستثمار في البنية التحتية المحلية وتجفيف منابع الإرهاب والتمويل الخارجي». وقال «أعتقد أنه من الضروري إعادة تأهيل الإرهابيين العائدين إلى بلدانهم لجعلهم مواطنين صالحين وإعادة دمجهم في المجتمع، ومن وجهة نظري فإن الحروب الأهلية هي السبب الرئيس للإرهاب في العالم». وأكد الدكتور عبدالله بن خالد أن نفوذ تنظيم «داعش» في سوريا والعراق تقلص، وأنه يقوم بعمليات خارجية لإثبات قدراته وتحقيق انتصارات وهمية لتخفيف الضغط عليه داخلياً، وأن مواجهة المملكة للإرهاب والتطرف أمنياً وفكرياً أنموذجاً يجب أن يتم الاحتذاء به في هذا المجال، وشدد على أن بعض الدول متورطة في دعم الإرهاب بالشرق الأوسط، مبيناً أن داعش تتلاشى، وأن دحر التطرف ليس النهاية بل إنه من الضروري مجابهته فكرياً. وقال «داعش تحاول استغلال حالات السخط الشعبي في بعض دول الشرق الأوسط، في ظل عدم الاستقرار والفوضى ببعض الدول».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©