الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

حمدان بن زايد يدعو الدول والحكومات للإيفاء بالتزاماتها المالية تجاه القضايا الإنسانية

حمدان بن زايد يدعو الدول والحكومات للإيفاء بالتزاماتها المالية تجاه القضايا الإنسانية
26 مارس 2013 00:22
سامي عبد الرؤوف (دبي)- دعا سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، رئيس هيئة الهلال الأحمر، جميع المانحين من الدول والحكومات والمؤسسات والأفراد إلى الإيفاء بالتزاماتهم المالية التي قطعوها على أنفسهم تجاه القضايا الإنسانية التي تؤرق الكثير من شعوب العالم. وحثّ سموه، الجميع على ألا يركنوا إلى تداعيات الأزمة المالية، مشدداً على أن أي نكوص عن هذه التعهدات يقابله خسائر في الأرواح، وتدهور في البنى، ونقص في الخدمات التي لا غنى عنها من أجل إنقاذ الحياة ورفع المعاناة. وأكد سموه في كلمته التي ألقاها نيابة عنه أحمد حميد المزروعي رئيس مجلس إدارة الهيئة، أمس، في افتتاح الدورة العاشرة لمعرض ومؤتمر دبي للإغاثة “ديهاد” 2013، أن الموارد المالية هي عصب النشاط والحركة، والمحرك لعجلة التنمية، ومن دونها تبقى الأيدي مكتوفة. نهج الإمارات وقال سموه، إن “ مؤتمر دبي الدولي للإغاثة أصبح منبراً حيوياً لإطلاق المبادرات الخلاقة لصون الكرامة الإنسانية، وعلامة فارقة في تعزيز مسيرة العمل الإنساني والإغاثي عالمياً”. وأضاف وامتداداً لهذا النهج تبذل دولة الإمارات العربية المتحدة بتوجيهات كريمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، جهوداً مكثفة لتعزيز رسالتها الإنسانية”. وجدد سموه، إيفاء الإمارات بمسؤولياتها الاجتماعية والأخلاقية على الوجه الأفضل تجاه شعوب العالم التي ترزح تحت وطأة المعاناة. وذكر سموه، أن تحقيق الأمن والسلام العالميين هدفنا جميعاً، و هذا لن يتأتى إلا بتلمس احتياجات الشعوب الفقيرة، وتوفير مقومات الحياة الأساسية لها، من صحة وتعليم ومسكن ملائم وخدمات كهرباء ومياه نظيفة، وغيرها من وسائل الاستقرار، حينها ستختفي مظاهر العنف والكراهية، وتنحسر الفوارق، وتقل الأحقاد. وقال سموه، إن “دولة الإمارات آلت على نفسها المضي قدماً في توجهاتها الخيرة في هذا الصدد، والعمل بالتنسيق مع المجتمع الدولي لتعزيز مجالات التنمية في الدول الأقل نمواً والمناطق الملتهبة”. مساعدات الدولة وأضاف سموه: “لذلك فالإمارات واحدة من الدول القليلة عالمياً التي أوفت بما وعدت، حيث بلغت قيمة مساعداتها التنموية الخارجية خلال العام قبل الماضي 0.22 %، من نسبة دخلها القومي، وفقاً للمعيار الذي حددته الأمم المتحدة، حيث بلغت قيمة تلك المساعدات 2,11 مليار دولار، استفادت منها 128 دولة حول العالم” . وأكد سموه التزام دولة الإمارات تعهداتها الإنسانية ومسؤولياتها الأخلاقية تجاه قضايا التنمية البشرية في المجتمعات النامية. وقال رئيس هيئة الهلال الأحمر بالدولة، إن “الإمارات ستعمل على مواصلة مساعيها لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، من أجل القضاء على الفقر المدقع، وإتاحة فرص التعليم للجميع، والمساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة، وتقليل معدلات وفيات الأطفال، وتحسين صحة الأمهات”. وأشار إلى مسعى الإمارات في مكافحة فيروس الإيدز ووباء الملاريا، والاستدامة البيئية، وإقامة شراكات عالمية من أجل التنمية. وتحدث سموه عن مؤتمر “ديهاد”، مشيراً إلى أن اجتماع اليوم تحت مظلة “ديهاد” يعتبر محطة مهمة في تعزيز مسيرة العون الإنساني والإغاثي إقليمياً وعالمياً. وأكد سموه أن المؤتمر من شأنه إحداث نقلة نوعية في مستوى الجهود المشتركة لتطوير آليات العمل والحركة، وتنسيق البرامج والمواقف الإنسانية، تجاه العديد من القضايا التي تؤرق المجتمعات البشرية، وتضعف قدرتها في الحصول على احتياجاتها الأساسية. تحديات إنسانية وقال سموه “إن أهمية الدورة العاشرة للمؤتمر تنبع من كونها تناقش قضية جوهرية، تتعلق ببناء شراكات مستدامة بين منظماتنا، تراعي متطلبات الساحة الإنسانية الدولية وأولياتها في تحقيق التنمية البشرية المنشودة، في ظل التحديات الكثيرة التي تواجه عمل المنظمات الإنسانية”. وأرجع سموه هذه التحديات إلى حدة الكوارث والأزمات، وانتشار رقعة الفقر والجوع والمرض عالمياً، إضافة إلى الأزمات الاقتصادية والمالية المتتالية. وأشار رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، إلى أن هذه الأوضاع تأثرت بها شرائح كبيرة من المجتمعات البشرية، مما يتطلب توحيد جهود الشركاء وتضافرها، والعمل سوياً من أجل مستقبل أفضل للعمل الإنساني، وحياة كريمة لضحايا النزاعات والكوارث حول العالم. وتطرق سموه لدور هيئة الهلال الأحمر الإماراتية في التعامل مع التحديات الإنسانية العالمية، قائلاً: “نحن في الهيئة أدركنا مبكراً أهمية التوجه الاستراتيجي في تنمية المجتمعات الهشة، واستطعنا نسج العديد من الشراكات الهادفة والبناءة مع منظمات الأمم المتحدة الإنسانية ووكالاتها المتخصصة”. شراكة دولية وأشار سموه إلى توقيع الهيئة اتفاقيات ومذكرات تفاهم، ساهمت كثيراً في تأطير العلاقات بيننا، وإنجاز الكثير من المشاريع التنموية التي مولتها هيئتنا الوطنية في عدد من الدول والمناطق المهمشة. ولفت سموه إلى أن من تلك المنظمات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، وصندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف). كما تضم هذه الشراكات، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع (يونبس)، إلى جانب الشراكة الدائمة مع مكونات الحركة الدولية لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر. افتتاح المؤتمر وكانت سمو الأميرة هيا بنت الحسين، سفيرة الأمم المتحدة للسلام، رئيس المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، قد افتتحت، صباح أمس، الدورة العاشرة لمعرض ومؤتمر دبي للإغاثة “ديهاد” 2013م. وحضر الافتتاح كل من أحمد حميد المزروعي رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، والمستشار إبراهيم محمد بوملحة مستشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للشؤون الثقافية والإنسانية رئيس اللجنة العليا للمؤتمر، وأنطونيو غويتريس المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ويقام المعرض تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ويشارك في دورته العاشرة بقاعة الشيخ مكتوم في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض، 275 شركة ومؤسسة من 66 دولة، و50 محاضراً ومتخصصاً. إحصاءات إماراتية وأكدت سمو الأميرة هيا بنت الحسين في كلمتها بافتتاح المؤتمر، أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أسس مؤتمر ومعرض “ديهاد” لدعم المجتمعات العالمية ثقافياً وسياسياً، من خلال تشجيع الحوار بين المجتمعات. وأشارت إلى أهمية المؤتمر في تبادل أفضل الممارسات المتبعة في مجال الإغاثة، منوهة إلى أن تعدد الجنسيات والجهات المانحة المشاركة الموجودة في الحدث دليل على أهمية وروح التعاون وتعزيز الشراكة بين المجتمعات. ولفتت سموها، إلى أن دولة الإمارات قدمت منذ نشأتها 225 مليار درهم كمساعدات خارجية، استفاد منها 95 دولة حول العالم، مؤكدة أن العطاء سلوك طبيعي وثابت في فكر ومنهج قيادة دولة الإمارات. وذكرت سموها، أن قطاع المساعدات الخارجية في دولة الإمارات يضم 30 مؤسسة وجهة، منها صندوق أبوظبي للتنمية الذي قدم 13 مليار درهم مساعدات لـ 53 بلد في العالم، مشيرة إلى جهود مؤسسة خليفة الإنسانية، خاصة في قطاعي التعليم والصحة في 35 دولة حول العالم. وقالت سموها، “إن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ساعد آلاف الناس من مختلف أنحاء العالم وبنى مدناً في فلسطين وباكستان والمغرب وبنجلاديش واليمن”. وتطرقت إلى دور مؤسسة دبي العطاء في محاربة الفقر، من خلال دعم التعليم الأساسي والقيام ببرامج في 28 بلداً. وأكدت سفيرة الأمم المتحدة للسلام، رئيس المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، أن مكتب تنسيق المساعدات الخارجية بدولة الإمارات أوجد نماذج مهمة من الشفافية عن طريق تنظيم المساعدات المقدمة من الدولة. ولفتت سموها، إلى أن العالم بحاجة إلى إيجاد فهم عالمي لمتابعة التبرعات المحلية والحكومية بالعالم، والتأكد أين تذهب هذه المساعدات، ومراقبة دورها في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية الثالثة. بوملحة: الإمارات تقف في طليعة القوى الخيرة في العالم قال المستشار إبراهيم بوملحة، رئيس اللجنة المنظمة لمؤتمر “ديهاد”، إن اللجنة العلمية للمؤتمر لهذا العام ارتأت أن تتبنى شعار “بناء الشراكات الفاعلة والمستدامة خلال أنشطة الإغاثة والتطوير”، سعياً إلى تفعيل المزيد من الشراكات بين المنظمات العالمية والمنظمات غير الحكومية والهيئات الحكومية العاملة في مجال الإغاثة مع القطاع الخاص والجامعات والمؤسسات والجهات الإعلامية. وذكر أن هناك العديد من المنظمات التي تقوم حالياً بإنشاء ودعم الأقسام التابعة لها، والتي تتفاعل بشكل حصري مع تطوير الشراكات بين الأفراد، بالإضافة إلى إعادة هيكلتها لتقوم على أساس تفعيل الشراكات الاستراتيجية. وقال بوملحة، “إننا في دولة الإمارات نقف في طليعة القوى الخيرة في العالم، فقد امتدت المساعدات والعمليات الإغاثية والإنسانية، التي تقوم بتقديمها لمختلف الهيئات والمنظمات العاملة في قطاع الإغاثة في الدولة، إلى الدول والشعوب المنكوبة كافة في جميع أنحاء العالم. وقال بوملحة، “تقوم الجهات الفاعلة المحلية والعالمية بدورها على أفضل وجه، فيما يتعلق بالاستجابة إلى الكوارث التي تحدث في الوقت الراهن”. وأكد أن الجهات والهيئات الإغاثية الإماراتية ساهمت بأفرادها كافة، وبشكل كبير، في تقديم الدعم لمن هم بحاجة إليه، وقامت بتعزيز المصالح المشتركة والمسؤولية المشتركة والعمل المشترك بين العديد من أصحاب المصالح، حيث إن الكثير منهم حريص على تعزيز هذه الشراكات وتوثيقها رسمياً. وقال بوملحة، إن “دولة الإمارات، وبناء على توجيهات سامية من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وإخوانهما حكام الإمارات، حرصت على مد يد العون بشكل دائم، من أجل تخفيف المعاناة عن كاهل الدول المنكوبة”. وأشار إلى أن دولة الإمارات تعد إحدى أكبر الجهات المانحة للخدمات الإنسانية، وتمثل واقعاً ملموساً لرؤية وتطلعات الجهات الراعية للقضايا الإنسانية، حيث أصبحت دولة الإمارات مركزاً رئيسياً للنشاطات الإنسانية، ومساهماً فاعلاً للحد من الجوع والفقر في العالم، وتعتبر إمارة دبي حالياً عاصمة النشاطات الخاصة بالإغاثة والتطوير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©