السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

آلاء إدريس تستكشف القضايا الاجتماعية والظواهر الثقافية المعاصرة

آلاء إدريس تستكشف القضايا الاجتماعية والظواهر الثقافية المعاصرة
25 مارس 2013 23:56
تعمل الفنانة الإماراتية آلاء إدريس على توظيف العنصر المفاهيمي المرتبط بالأرشفة، أو رصد المعلومات الشفهية والبصرية، ومزج كل ذلك في قالب فني تركيبي، يعتمد بشكل أساسي على الانطباع المبهم الذي تمنحه الصناديق السوداء، كونها مجسّمات تتعدد التأويلات حولها، وحول ما تختزنه في جوفها من أسرار وخبايا. شاركت آلاء إدريس مؤخرا في الأمسية الفنية التي احتضنها مركز مرايا للفنون بقناة القصباء بالشارقة والمستمرة على مدى شهر، ضمن مجموعة معارض فردية وأخرى جماعية تسعى لإبراز الأعمال الفنية المبتكرة والباحثة عن مساحات للتواصل مع المشهد التشكيلي المحلي، بما يتضمنه هذا المشهد من اتجاهات حديثة ومعاصرة في أفق من البحث المطرد والتجريب المتوائم مع الأنساق والأذواق والأفكار التفاعلية الجديدة. الصناديق السوداء وللتعرف إلى تفاصيل معرضها الفردي ومساحة الاشتغال الذهني والتطبيقي لترجمة الفكرة الغامضة للصناديق الداكنة إلى واقع يلامس فضول المتفرج، التقت “الاتحاد” الفنانة آلاء إدريس التي أوضحت بداية أن عملها يندرج ضمن مشروع بحثي متواصل لاستكشاف القضايا الاجتماعية والسيميائيات والظواهر المرتبطة بالتقاليد ضمن الثقافة المعاصرة لدولة الإمارات، وأشارت إلى أنها من خلال تصميمها لسبعة صناديق سوداء وزعتها على أرجاء قناة القصباء، تعطي انطباعا مخادعا بأنها مجرد صناديق عادية، ولكن مع الاقتراب أكثر منها يمكن للمرء أن يلحظ أنها صناديق تحتوي على أجهزة رصد وتسجيل سمعية وبصرية سرّية، من أجل جمع البيانات العامة، واستكشاف مواضيع الخصوصية والمراقبة، كتمهيد لمعرض الفنانة القادم، والذي سوف يستند على حصيلة هذه البيانات والمؤشرات والدلالات التي تقدمها المعلومات المحفوظة في الصناديق. وأوضحت آلاء أن تعبير “الصناديق السوداء” دائماً ما يذهب من خلال الوعي الجماعي إلى استعادة الحوادث الكارثية للطائرات المدنية، ويمكن للصندوق الأسود ــ كما أشارت ــ أن يرمز أيضا للعقل البشري المختزن لملايين المعلومات والخبرات والإشارات المرتبطة بحواس السمع والشم ّواللمس والمشاهدة، وبالتالي هو تعبير ــ حسب قولها ــ يثير الفضول، ويغري بالبحث من أجل الخروج بنتائج وإحصاءات مفيدة ومشبعة للرغبة الخاصة والعامة أيضا في معرفة الأسرار المحيطة بظاهرة ما، أو متعلقة بإشكالية غامضة بحاجة لمن يحللها ويفكك رموزها. وفي سؤال حول المواد والتجهيزات الخاصة بهذه الصناديق والشريحة أو الفئة المستهدفة من مشروعها الفني هذا، أشارت الفنانة آلاء إلى أنها استخدمت مادة البلاستيك المطلي بالأسود من الخارج، والمحاط من الداخل بالمرايا التي تجذب المتفرج، بالإضافة إلى ملصق تحذيري يشير إلى أن الصندوق يحتوي على أجهزة رصد ومراقبة، من أجل إشاعة جو من الحذر والرغبة في الاكتشاف بذات الوقت. الرصد في الفضاء الشعبي وأوضحت آلاء أنها تقصّدت ترك فضاء مناسب لوضع معدات تسجيل صوتية وبصرية موزعة بشكل متوازن في مكان يضج بالزوار مثل قناة القصباء، حيث إن أجواء المكان تشجع على استقطاب أعداد كبيرة من العائلات الإماراتية والمقيمة، وبالتالي فإن هذه الصناديق ــ كما أضافت ــ متاحة لكل الجنسيات ولكل الفئات العمرية، حيث إن أي شخص يقترب من هذه الصناديق أو يعبر عن رأيه، يمنح المشروع معلومات بصرية وسمعية يمكن الاستفادة منها لاحقاً في مشروعها الفني القادم. وعن المناخ الفني الذي ينتمي له هذا العمل، قالت آلاء إنه عمل تركيبي ينتمي لفضاء شعبي، كونه عملا يستند كليا على العلاقة الحيوية والمباشرة مع الجمهور، ويسعى للتفاعل مع قطاعات مجتمعية مختلفة وتلمّس ردات فعلها الظاهرة من خلال الحركة، والضمنية من خلال الشهادات والآراء المعبرة عن هواجسها وأفكارها الشخصية. طريقها إلى الفن المعاصر وعن مشاركاتها الفنية السابقة والمرجعية الأكاديمية التي أهلتها للدخول في مغامرة الفن المعاصر، أوضحت آلاء أنها شاركت في عدة معارض شخصية وجماعية سابقة في مركز مرايا للفنون بالشارقة، ومن أهمها معرض بعنوان “تجريب” الذي لقي صدى فنيا جيدا في الساحة التشكيلية المحلية، بالإضافة إلى مشاركاتها الخارجية في إيطاليا وبلدان أجنبية أخرى، من خلال أعمال تعتمد على الفيديو والتصوير الحركي والمؤثرات البصرية. وأضافت أن دراستها في كلية الشارقة للفنون الجميلة كان لها الدور الرئيسي في تواصل عملها داخل الحقل التفاعلي للفنون المعاصرة، وتحضيرها كذلك لعدة مشاريع مستقبلية تتناول العلاقة التبادلية بين الفن ومستجدات الحياة الحديثة، وما يعتمل فيها من ظواهر وأسئلة وهواجس فردية وجماعية، وتمنت آلاء في نهاية حديثها أن تشارك خلال الأعوام القادمة في بينالي الشارقة الدولي للفنون، نظراً للأهمية الثقافية والفنية الكبيرة لهذا الحدث المميز على مستوى الشرق الأوسط، والذي وصفته بالفرصة النادرة والذهبية لكل الفنانين في المنطقة، كي يتعرفوا إلى التطورات والقفزات الهائلة في عالم الفنون المعاصرة ونتاجات ما بعد الحداثة.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©