الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إلا الوطن

21 مايو 2017 23:32
كثيراً ما عرفت الخيانة بين العامة بأنها التقاعس عن الدفاع عن الوطن، أو إلحاق الضرر به، ولكن تجاهل الكثيرون مفاهيم الخيانة بكل أنواعها، فهناك من يذهب إلى عمله ويقضي ساعات بين الطويلة أو القصيرة دون إنجاز حقيقي يرفع به راية وطنه خفاقة بعطائه، فليس العطاء الروتيني ما أقصده، بل العطاء المميز لوطن مميز. إننا اليوم نحتاج إلى قلوب تخفق بالإبداع والتميز والخروج عن كل ما هو روتيني، فلا تكن يا عزيزي الموظف مجرد رقم في عداد النسيان، بل كن بصمة فاعلة في عملك ووطنك، فالإخلاص ليس فقط في الالتزام بالساعات وإنما في العطاء والإنتاج باحترافية وتميز، وأنت يا مسؤول حينما تقعد على كرسي لا تمجد الكرسي أكثر من أي شيء، بل لا تبخل على وطنك بأي إنجاز من موظفيك وإن كان أقل منك مرتبة في الوظيفة، بل كن يداً داعمة، فأنت لك نصيب من هذا الإنجاز وأنت من كان سبباً في ظهوره، فوطني أثمن من أي شيء في الوجود. وأنت يا معلم سلمك وطني أمانة، سلمك أبناءه وقلّدك وسام التشريف بأن تكون مربياً ومعلماً، فلا تجعل ساحات العلم أهواء شخصية تبث ما تريده أنت، بل بث ما يريده الوطن، واغرس في نفوس أبنائك الولاء والانتماء والتطور والإبداع، ارسم مستقبلاً مع طلابك فذات يوم سنصل إلى طموحات الوطن بعزيمة وعطاء صادق. وأنت يا طبيب تذكر كل قطرة دم تنقذها بأنك تنقذ روحاً، فلا تتوان لحظة، افعل المستحيل، فكل روح في وطني هي قطعة منه، وأي ألم يحل بأبنائه يتألم الوطن معه. وأنت يا مهندس كن دقيقاً في الأرقام، وارسم خطوط مستقبل الوطن كما يريد وطني وقادتي، فهندسة قلب وطني بالطموحات والهمم العالية. وأنت يا إعلامي تقلّدت رسائل الحب من الجميع وحملت أمانة وطني وقادتي، فحين تتكلم انتبه، وحين تكتب انتبه، فلا تبث سموماً قد توجع الوطن، بل كن بلسماً له، حريصاً عليه محافظاً عليه، فأنت لك الدور الكبير في البناء وغرس الولاء. وأنت يا طالب العلم وطني وقيادتي يحرصان على أن تقدم لك كل ما يرقى بالنهوض بمستقبلك، وفرت لك القيادة الميادين والساحات وهي تنتظر منك أن تكون لها ساعداً. أنت وأنت... وإنْ اختلفت المسميات والأدوار الوظيفية إلا أن الوطن واحد، والمسؤولية فردية وجماعية، اجعل تلك الأخلاق تفوح بين الشعوب، فكل شيء يهون إلا خيانة الوطن لا يمكن الغفران، وكل عمل مشين يمكن أن نبرره له إلا خيانة الوطن. فقد أحببنا الوطن والقيادة منذ الرحم قبل الميلاد، فصرخة الميلاد ليست سوى تأكيد لهذا الحب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©