ها هو شهر الصيام والطاعات يقترب، شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس، وأراه مسرعاً والاشتياق لم يعد يحتمل أكثر من ذلك. إنه شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران، وشهر المحبة والتكاتف والفتوحات والفوز بالجنة والنجاة من النار، وفيه ليلة خير من ألف شهر، فكل عام وأنتم بألف خير.
وبهذه المناسبة التي تشتاق لها كل مشاعرنا، أود أن أوجه نصيحة لكل مسلم على وجه الأرض أن ديننا الحنيف هو دين التسامح والسلام والمحبة، وليس له صلة بالأعمال التي تقوم بها بعض الدول والجماعات الإرهابية في جميع البقاع، وأن ديننا الحنيف يحثنا على الأخلاق الحميدة، وطاعة الله عز وجل ورسوله الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، وطاعة ولي الأمر، فلنكن جميعاً رسل سلام وسعادة، ولنعتصم بحبل الله، وكفانا قتلاً ودماراً، فقد تقسمت شعوبنا وتفرقت وحدتنا بسبب الإرهاب الغاشم، وبسبب الجهل بعلوم ديننا الحنيف.
راجعوا أنفسكم، وكونوا عباد الله الصالحين، والله تعالى خلقنا لعبادته وطاعته فقط، وليس للقتل والدمار والتشريد والتهجير، كفانا ألماً ودماء وجراحاً، والله لا يحب الظلم، وإن عمّ الظلم عمّ العقاب.
عودوا إلى رشدكم وتكاتفوا أمام الإرهاب الغاشم الذي لا يفرق بين كبير وصغير، ولا بين امرأة ورجل، وكل ما يحدث في بلاد المسلمين الآن من فتن إنما هي لمصلحة عدوكم.
أرجو من الله أن يكون شهر رمضان شهر نصر وفتوحات لمصلحة الحق، ووحدة للمسلمين في جميع بقاع الأرض، ورحم الله شهداء المسلمين الذين دافعوا عن بلادهم بحق، ولعن الله الخونة الذين خانوا أوطانهم، ونشروا الفساد في بلاد المسلمين.
محمد يحيى البراوي - أبوظبي
عدد اليوم
