إبراهيم سالم: الجائزة تكريم لكل من وقف معي في بداياتي

يعتبر الفنان المسرحي الإماراتي إبراهيم سالم من المساهمين الكبار في إثراء وتطوير الحركة المسرحية المحلية، نظرا لجهوده المبكرة في هذا الحقل والتي تعود لأكثر من عشرين عاما، وما زالت جهوده ومحاولاته وأطروحاته متواصلة حتى الآن في مجالات التمثيل والإخراج والعمل الإداري والإشراف الفني، مؤكدا في كل مناسبة على غنى وزخم موهبته المتفردة، واقتران أعماله أمام وخلف الكواليس بالنجاح الدائم والتميز المتوهّج، وكأن الصنيع المسرحي عند إبراهيم سالم هو جزء أساسي من شخصيته وتكوينه الذاتي، وهو نسيج متداخل مع طقسه اليومي ومشاغله الحياتية، حيث يظل المسرح بالنسبة له هو الفضاء المطلق والمترامي الذي لا يصطدم بالفشل الخارجي أوالخذلان الداخلي. لهذه الأسباب وانطلاقا من هذه المكونات التي ترسم تضاريس موهبته وتماهيه مع الخشبة ومع طاقاتها الجمالية الفائضة، استحق إبراهيم سالم أن يحوز على أكثر من جائزة وتقدير وامتنان لحماسه وغيرته على المسرح المحلي، وعلى ما ينطوي عليه هذا المسرح من طموح و تحديات ووعود مفرحة ومبشرة في قادم الأيام. وفي الدورة الحالية من أيام الشارقة المسرحية فاز إبراهيم سالم بجائزة الشخصية المسرحية المحلية، وحظي بتكريم خاص من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، باعتباره علامة بارزة من علامات المسرح الإماراتي، ومبدعا أصيلا يستحق الاحتفاء به وتقديمه للأجيال المسرحية الجديدة كمثال على المحبة والتضحية والتبجيل والوفاء للمسرح المحلي بكل أنماطه وتوجهاته وخياراته الفنية. وحول قيمة هذا التكريم وصداه الشخصي وتأثيره على نتاجاته ومشاريعه المسرحية المقبلة، أشار إبراهيم سالم لـ“لاتحاد” أثناء لقائنا به في أروقة مهرجان أيم الشارقة المسرحية، إلى أن نيله جائزة الشخصية المسرحية المحلية يعتبر بمثابة تكريم لكل من وقف معه وشجعه وسانده وهو في بدايات دخوله لمعترك المسرح. وقال “ أول من أهدي له هذه الجائزة هو صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي لولا دعمه وتشجيعه لي، ولولا المحبة الغامرة التي وهبها للمسرح المحلي ولكل المنتمين له، لما أصبح للمسرح في الإمارات كل هذا البريق والحراك والثمار اللامعة التي بتنا نجني ثمارها ونتشارك جميعا حتى يتواصل هذا الحصاد الوفير من النجاحات والجوائز والإشادات النقدية التي رافقت ومازالت مسيرة المسرح الإماراتي في الداخل والخارج على السواء”. وأضاف سالم “ نحن في الإمارات محظوظون بهذا المناخ المسرحي المتفاعل والمشجع والداعم لأفكارنا وقضايانا وهمومنا التي نطرحها ونترجمها على الخشبة، ونتوجه بها إلى جمهور عاشق ومنتم بقوة لمسرحنا الذي نعمل دائما على تطويره وإيصاله لمناطق أكثر نضجا وتماسا مع التجارب العريقة والمتقدمة في هذا السياق”. وذكر سالم أنه عندما تسلم الجائزة من صاحب السمو حاكم الشارقة طاف أمامه شريط طويل يضم كل الوجوه والأسماء التي تعاونت معه في أعماله المسرحية، وتذكر كل كتاب النصوص ومهندسي الديكور وتقنيي الإضاءة والصوت وأصدقائه الممثلين المجايلين له، والأساتذة الكبار الذين تعلم وتتلمذ على أيديهم وكذلك كل من شاركه محبة المسرح والشغف بعالمه الخاص المفعم بالأخيلة والتنويعات والابتكارات والخلق والإبداع والتوليف البصري والمشهدي والحوارات والشخوص والسينوغرافيا، وكل مكونات العرض المسرحي الرصين والمتماسك والمتميز في شكله ومضمونه. وكانت إدارة المسرح بدائرة والإعلام بالشارقة قد أصدرت كتيبا خاصا بمناسبة حصول إبراهيم سالم على جائزة الشخصية المسرحية في الدورة الحالية من مهرجان أيام الشارقة المسرحية، واحتوى الكتيب على العديد من الشهادات التي قدمها المسرحيون الإماراتيون والمقيمون في الدولة والذين رافقوا الفنان إبراهيم سالم في مسيرته المسرحية الحافلة بالإنجازات الزاهية والمحطات المضيئة التي ترسّخت وانطبعت في ذاكرة المسرح المحلي. وجاء في كلمة الدائرة الثقافية أن إبراهيم سالم هو”معهد عال للأخلاق المسرحية، وهو ممثل تتعلق أنظار الصالة بأدائه العفوي المتقن، يمتلك من الأحاسيس أعلاها، ومن البديهة أسرعها، متمكن من تشخيص مختلف الأدوار وبنفس القوة، ومخرج له منهجه الذي يمتاز به، والذي يتفوق به، ويتجلّى من خلاله، هو مشهد مسرحي إماراتي بحد ذاته، حلق بجناحي الموهبة والعلم، حيث الفضاء المسرحي الأكثر صفاء، والأكثر بهاء، والأكثر نقاء، وزهد في الشهرة فجاءته النجومية، إنه فنان من ذهب، بل هو منجم للمسرح، عرف سره وذاب في سحره، فسمت روحه بهذا الوله الكبير”.