الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الكشف عن الوجه القبيح لـ «التنظيم السري» ومخططاته لزعزعة الأمن والاستقرار

الكشف عن الوجه القبيح لـ «التنظيم السري» ومخططاته لزعزعة الأمن والاستقرار
22 مايو 2017 21:18
إعداد: علي العمودي ومحمد غنام يسلط الجزء الثالث من العمل الوثائقي «دهاليز الظلام» الذي يعرضه تلفزيون أبوظبي الضوء على سقوط الأقنعة، وكشف التنظيم السري لـ «الإخوان» في الإمارات عن وجهه القبيح وسعيه للوصول للسلطة بعد أن تآمر لقلب نظام الحكم. واعتبر التنظيم ما يسمى بالربيع العربي خلال الفترة من أواخر عام 2010 وعام 2011 بمثابة «ساعة الزحف إلى العروش» و«ساعة الحصاد». و«لأن لكل أزمة تجارها، انبرى الإخوان لتطبيق مشروعهم وحلمهم المنشود للوصول إلى سدة الحكم». يقول محمد الحمادي، المدير التنفيذي لدائرة النشر في «أبوظبي للإعلام»، رئيس تحرير صحيفة «الاتحاد»، في تلك المرحلة من الواضح أنهم وجدوا أنها فرصة سانحة لكي يخرجوا ولكي يبدأوا مشروعهم الذي عملوا عليه طوال 80 سنة. فالإخوان المسلمون في الإمارات عندما حصلوا على الضوء الأخضر من تنظيمهم الدولي للانقلاب على المجتمع، ومحاربة الدولة، والانشقاق عن الصف الوطني، عندما حصلوا على هذا الضوء الأخضر، مضوا فيه، ولكنه كان «ضوءاً أخضر في الوقت الخطأ، وفي المكان الخطأ». وقال الحمادي «كانت وسائط التواصل الاجتماعي أو (السوشيال ميديا) بالنسبة للتنظيم والجماعة، أداة قوية للترويج لهم ولأفكارهم وأعمالهم، وكان هناك تنظيم واضح وراءه، وربما كانت هناك لجان في الدولة وخارج الدولة، وكان الإخوان منظمين أمورهم بطريقة ما، فعندما يجري الهجوم على الإمارات، تجد وبإشارة واحدة الكل يعمل ويهاجم، سواء يهاجمون أشخاصاً أو مشاريع أو قرارات». وأضاف الحمادي «رأينا أيام محاكمات أعضاء التنظيم السري كيف كانوا يطلقون إشاعات ليس لها أول ولا آخر. وما زالوا يعملون إلى اليوم، ولكن في تلك الأيام كانت مركزة وموجهة على قضايا داخلية مهمة، كان هدفها شق الصف الوطني في الدولة». ويواصل الحمادي «كانت هناك حسابات رسمية وأخرى وهمية عبر تلك الوسائط والأدوات، وبذلوا كل ما من شأنه استيراد الثورة إلى الدولة، هذا هو الذي كانوا يريدونه، كانوا يحلمون بتكرار ما يحدث في تونس ومصر واليمن، وفي ليبيا، وجلبه إلى الإمارات، كانوا يحلمون بأن تكون هناك شبه ثورة.. تغيير هم يسمونه إصلاح.. ونحن لا ندري أين هو مصطلح الإصلاح.. بالنسبة لهم أصبح مصطلحاً مشوهاً جداً لأن كل ما يفعلونه كان للتخريب في المجتمع». ويضيف محمد الحمادي، «كانوا يعملون على خطين أو مؤثرين.. مؤثر الدين، ومؤثر العادات والتقاليد والمجتمع.. فإذا أقيمت حفلة، أو جاء ضيف إلى البلد، نجد عملاً مركزاً من قبلهم من داخل الدولة وخارجها حول ما يجري». وزاد الحمادي «عندما ردد القيادي الإرهابي عصام العريان مزاعمه واتهاماته بحق الإمارات، كانت عبارة عن رد فعل على إلقاء القبض على مجموعة من زملائه من «الإخوان»، وعندما تكلم عن تسونامي إيراني وتكلم عن استعباد وكلام مسيء كثير بحق الإمارات، كان اللافت في هذا الموضوع ليس رد فعل الإماراتيين، ولا كل من يحب الإمارات، كان اللافت حقاً اختبار الإخوان المسلمين في الإمارات، وعدم تعليقهم على هذا الهجوم ضد بلدهم، ضد دولتهم، هذه أمور كثيرة حقيقة كشفت هؤلاء الناس، مَنْ هم؟ أين ولاؤهم؟ أنت اليوم وطنك يتعرض لهجوم مسيء ومشين من شخص ألقى بكل عبارات الاحترام جانباً، وكان وقتها عضو مجلس نواب، وقال هذا الكلام، ولم نسمع أي تعليق من الإخوان المسلمين، لا تنديد منهم ولا تصريح يدافعون فيه عن وطنهم، فبالتالي عندما نتكلم عن الولاء، نعرف أين ولاؤهم، وعندما يكون هذا ولاؤهم نعرف أين يكون مكانهم». وقال الحمادي «لقد خاب مسعى هؤلاء أمام متانة اللحمة الوطنية والالتفاف الشعبي في المجتمع، والذي أكد أننا في هذه الدولة مع قيادتنا ومع حكومتنا لن نسمح لأي أحد أن يخترق هذا النسيج القوي». الخديعة الكبرى يقول معالي الدكتور علي بن تميم، مدير عام «أبوظبي للإعلام»، بدأت معالم الخديعة الكبرى بالتكشف أكثر وأكثر مع وصول الإخوان إلى الحكم في مصر تحديداً. كلنا يذكر الوعود التي أطلقوها في ذلك الحين من أنهم لا يريدون الاستيلاء على السلطة السياسية، وإذ بهم يسقطون في أول اختبار، ويزرعون منذ اليوم الأول بذور سقوطهم بعد ذلك بفترة غير قصيرة، إذ رأى الناس الإخوان وهم يلهثون وراء السلطة. ويضيف ابن تميم «مشكلة (الإخوان) تكمن دائماً في الرهانات الخاطئة، ولو أنهم أحسنوا قراءة الواقع جيداً، لما أقدموا على تلك المغامرات الحمقاء. ففي دولة الإمارات مثلاً أساؤوا قراءة علاقة الشعب الإماراتي بقيادته، ونظروا إلى الأمر من منظورهم الأيديولوجي الضيق، ولم يفهموا طبيعة هذه العلاقة منذ قبل قيام الدولة، مروراً من قيامها وترسيخها على يد الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وصولاً إلى وقتنا الراهن. في الإمارات الدولة تعني حكم القانون، والسلطة أبعد ما تكون عن التسلط. والمشاركة بما في ذلك مشاركة الخيرات، تتجسد بصورة حقيقية ملموسة وليست مجرد شعارات عابرة». بعد سقوط الأقنعة وانكشاف المخطط والقبض على الخونة، يقول الدكتور علي بن تميم: «شعب الإمارات بوعيه وبإرثه العريق سرعان ما استوعب الصدمة، بل كان أكثر تقدماً ووعياً في فهم أبعاد المؤامرة، جاء التفافه العفوي والطبيعي حول قيادته، وكانت رسالته واضحة إلى العالم أجمع بأننا شعب واحد، ولن نسمح بأن يخدعنا أحد بالخطابات الإنشائية الرنانة والدعاية السياسية الكاذبة». ويضيف الدكتور علي بن تميم «يجب التنويه هنا بالدور الكبير الذي لعبه الشباب الإماراتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، دور يشعرنا بالفخر. وأيضاً دور وسائل الإعلام في البدء بكشف خيوط المؤامرة كافة، من جهة، والتعبير عن مشاعر التماسك والتآزر والوحدة الوطنية». وقال «لقد تحولت الدعاية السياسية الإخوانية الهادفة إلى زرع الفتنة والشقاق إلى مناسبة تاريخية أعرب فيها الإماراتيون مجدداً عن إيمانهم بكل ما يجمعهم ويوحدهم، ونبذهم كل المشاريع الفتنوية والتحريضية». الوهم بعد سقوط مصر يقول معالي الدكتور علي راشد النعيمي، مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم «تنظيم الإخوان كان يعتبر دول الخليج لقمة سائغة، بالنسبة لهم كانوا يعتبرون التحدي في مصر، وما دامت مصر سقطت فالأمور سهلة». ويضيف النعيمي «هناك شيء مهم جداً أن نعرف خصوصية مجتمع الإمارات، نحن أسرة، وكان هناك دائماً نظرة وأمل بأن يرجع هؤلاء إلى الصواب، ولكن أثبتت الأحداث أن قرارهم لم يكن بأيديهم». يقول الدكتور علي راشد النعيمي «يمكن أن نذكر هنا أوضح رسالة جلية أو رسالتين في هذا الشأن، الرسالة الأولى، رسالة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عندما التقى بمجموعة منهم في 2003 قال لهم تريدون جمعية إصلاح في أبوظبي؟ أنا أتكفل ببناء جمعية إصلاح في أبوظبي، وأتكفل بجمعيات الإصلاح في كل الإمارات، بشرط أن تعمل للدعوة في الإمارات، وأن تتخلوا عن الانتماء لتنظيم الإخوان، وأن تكونوا مواطنين حالكم حال البقية تعملوا لخدمة الإسلام.. رفضوا هذا». ويضيف النعيمي «الشيء الآخر الذي يدل على منهجية التعامل أنه عندما بدأوا يتحدثون من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ويستفزون بأقوالهم ومواقفهم كل إنسان حريص وكل مواطن غيور، دعاهم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة للتراجع ، وقال لهم (أنا الحضن لكم.. أنتم أبناؤنا)، لكنهم لم يتجاوبوا، لأنهم تمت صياغة عقولهم بقوالب معينة من خلال غسيل فكر وزرع أفكار دخيلة». طفح الكيل يمضي الدكتور علي النعيمي معلقاً على سقوط أعضاء التنظيم السري في قبضة عدالة الإمارات، ويقول «لما طفح الكيل وبدأت الأمور تخرج عن إطارها الصحيح، اضطرت الدولة إلى أن تتخذ إجراءاتها». وأضاف «التنظيم السري الحمد لله تم القضاء عليه، قد يكون بعض المتأثرين به ما زالوا يتواصلون مع جهات في الخارج. وأوهامهم لن تتحقق في الإمارات مادام فيها قيادة بهذا الحزم، وشعب وفي مخلص، يعمل على بناء نموذج تنموي يفخر به أمام العالم». فرصة ذهبية اعتبر التنظيم السري وأعضاؤه الواهمون أن الحالة السائدة في العديد من الأقطار العربية بعدما يسمى بالربيع الذهبي، فرصتهم للانقضاض على السلطة وقلب نظام الحكم. يقول خالد بوعفرة، العضو السابق في الجماعة، «اعتقد (التنظيم السري) أن الربيع العربي كانت فرصة ذهبية لتحقيق بعض المآرب لتلك الجماعة. فقد تم استغلال فترة الربيع العربي هنا داخلياً بشكل قوي، ومنها الظهور الإعلامي أمام المجتمع، ورفع سقف المطالبات فعلياً». وقال «كان التحضير المسبق في بداية الربيع العربي أن نرفع سقف المطالبات، وفعلاً بدأوا فيه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي تويتر وفيسبوك وبدأوا ينشطون.. أيضاً بمشاركات خارجية. لقد كان الولاء للتنظيم من دون أي محاباة ولا مجاملة، والدليل أننا قمنا خلال فترة الربيع العربي ببعض الممارسات.. وأنا بعدها اكتشفت.. كيف فعلنا ذلك؟ هذا النشاط كان مخالفاً لتعليمات ولاة الأمر، ونحن أقدمنا عليه.. وهنا الصورة واضحة.. هل ولاؤنا للتنظيم أم ولاؤنا للدولة ولحكامنا؟.. كان الأمر واضحاً بعد المراجعة أن هذا الولاء كان للتنظيم». من ناحيته، قال إبراهيم السويدي، عضو سابق في تنظيم الإخوان «هذه المجموعة لم تكن مع الدولة، كان هناك طرف آخر معاكس لاتجاهات الدولة، وحتى الردود لم تكن تعبر عن ردود أناس ملتزمين، وأصحاب قيم وأخلاق». وعُرِض في الحلقة مقطع مصور يظهر فيه محمد المنصوري وراشد عمران الشامسي (محكومان في قضية التنظيم السري)، يحرضان على التحرك ضد الدولة لتحقيق أهداف التنظيم. وظهرت في الحلقة آلاء ابنة عضو التنظيم محمد الصديق والمحكوم عليه في القضية، وهي تحرض ضد الدولة. تقول الدكتورة موزة غباش: «دولة الإمارات قامت على قيمة الوفاء، عندما يأتي دكتور ويكسر هذه القيمة، ويطالب بمظاهرات، هو إذاً ليس وفياً لدولته بل هو الخراب، وممثل للخراب». النهاية في يناير عام 2013، أعلن النائب العام لدولة الإمارات العربية المتحدة، إحالة 94 متهماً إماراتياً إلى المحكمة الاتحادية العليا في قضية التنظيم السري الذي استهدف الاستيلاء على الحكم بعد أن أسفرت التحقيقات عن «إنشائهم وإدارتهم تنظيماً يهدف إلى مناهضة المبادئ الأساسية التي يقوم عليها نظام الحكم في الدولة». يقول الدكتور عتيق جكة المنصوري «لا تقبل أي دولة من دول العالم وجود تنظيمات سرية تعمل بعيداً عن أجهزة الدولة، وبالتالي تتصدى لها بكل ما أوتيت من قوة». نار الغضب أشعلت الإجراءات التي اتخذتها الإمارات لحفظ أمنها واستقرارها نار الغضب في التنظيم العالمي للإخوان الذي شن هجمة شرسة على الدولة في مختلف المنابر، وقام حسن الدقي أحد القياديين في التنظيم والفار من وجه العدالة، ببث سمومه من منصات مختلف تابعة للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين. يقول عصام الدقي، شقيق حسن الدقي: «للأسف اليوم الواحد يخجل عندما يقول إن لي أخاً منتمياً لهذا التنظيم، يكفي الموقف الذي وضعنا فيه أمام الناس.. يمكن الناس القريبة منا والتي تعرفنا، تعرف حبنا وولاءنا لدولتنا». أما خليفة حسن الدقي، ابن حسن الدقي، فيقول: «يمكن تقول إننا ابتعدنا عن مجتمعنا والناس الذين يحيطون بنا.. الكل غير متقبل أصلاً هذه الأفكار، ونحن أيضاً لا نتقبلها، والناس أصبحت قليلاً تبتعد». أما علي الدقي، شقيق حسن الدقي، فيقول: «يحزنني كثيراً هذا الخطأ الكبير الذي ارتكبه حسن في الإساءة لرموز الدولة، وهذا أمر مرفوض بالنسبة لنا كمجتمع وكأناس علاقتنا طيبة مع شيوخنا، والاحترام نجده من شيوخنا، من آبائنا وأجدادنا، وعلاقتنا أسرية، ليست علاقة حاكم بمحكوم، فالحاكم يعرفك، ويعرف أهلك، ويعرف أباك، ويعرف أصلك، ويعرف من هو أنت». ويقول عصام الدقي، شقيق حسن الدقي: «من يرضى اليوم الإساءة إلى أهله، إلى أبيه، إلى أمه؟ يعني نحن أبناء هذا البلد وشيوخنا بمثابة أولياء أمورنا». ويضيف «أقول رسالة أخيرة.. أقول له شكراً أخي، شكراً أخي يا ابن أمي وأبي، ليتك لم تكن أخي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©