الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معاكسات الفتيات.. «كلام معسول» يتجرأ على حقوق الأنثى

معاكسات الفتيات.. «كلام معسول» يتجرأ على حقوق الأنثى
6 ابريل 2014 19:31
كثرت المعاكسات التي تواجه الفتيات والنساء أثناء سيرهن، خاصة في المراكز التجارية التي يتواجد بها شباب يحاولون استمالة الفتيات بالغزل والكلام المعسول، على اعتبار أن الأنثى بطبيعتها تحب من يثني على جمالها أو هندامها، من دون مراعاة أنها لا تقبل بهذه الطريقة، في إطار «معاكسات» لا تعبر عن التحضر والالتزام بالتقاليد والأخلاقيات المجتمعية، وهو ما أكدته آراء بعض النساء والفتيات، في الوقت يرفض فيه الكثيرون المعاكسات، خاصة التي تخرج عن الذوق العام أو تستخدم مفردات مبتذلة تخدش الحياء. أشرف جمعة (أبوظبي) حول ظاهرة المعاكسات يقول إيهاب الحديدي دكتوراه في الطب النفسي: إن سلوك المغازلة مرفوض في أي مكان وزمان، ومن الطبيعي أن يسبب مشكلات اجتماعية ونفسية وأخلاقية خطيرة، وما من شك في أن الفرد الذي يتصرف بهذا الشكل هو مدفوع إلى ذلك بحكم الغرائز المكبوتة في داخله، فالطرف الآخر من الممكن أن يستجيب لمن يغازله وعندما تحدث بعض الحالات الفردية ويجد هذا الفرد أن هناك أنثى قد استجابت له فهو ينشط أكثر ويظن أن لديه مقدرة على جذب النساء إليه. وتابع: لا يمكن أن نغفل تأثير الكحول فبعض الأفراد الذين يشربون الخمور ويتعاطون المخدرات يعيشون حالة من عدم التمييز وعدم القدرة على ضبط الأعصاب، ومن ثم يتبعون النساء والفتيات في كل مكان ويتفوهون بكلمات من الصعب أن تستسيغها الآذان أو ترضى ذوق المجتمع. ويضيف: هناك مرض نفسي آخر يسمى الهوس والاكتئاب الدوري وهو أيضاً يجعل العديد من المصابين به يتخــيلون أنهم مقبولون اجتماعياً، وفي العادة تحدث معاكسات الشارع بكثرة في المجتمعات المكبوتة والتي ينقصها الحريات المقبولة من المجتمع والدين، وإذا كان الرجل لديه حب المغامرة فإن المرأة من الممكن أن تتصرف مثله ولكن بطريقة مختلفة فهي تعبر عن إعجابها بطرق مختلفة ولكنها مرفوضة لذا من الضروري أن يتبني التعليم دوراً مهماً في الاهتمام بالجانب الديني والنفسي والتربوي وكذلك الأسرة ولا ضير في أن تعرض الأسر أبناءها على الاستشاريين النفسيين في حالة ثبوت إصابتهم ببعض الأمراض التي أدت لاختلال سلوكياتهم. دوافع الخجل ولا تخفي نادين أبو عرب أن معاكسات الشارع نوع من الغزل المحبب للنفس، وتقول: لا أنزعج مطلقاً من الكلمات التي تتناهي إلى سمعي من هنا وهناك من بعض الرجال، خصوصاً إذا كانت هذه الكلمات تحمل في مضمونها الرقة، وتتضمن ثناء جميلاً، وما من شك في أن كل امرأة بداخلها دوافع خجل تختلف درجاتها من واحدة، لأخرى وإذا جذبتني وسامة أحد الأشخاص لا أظهر له أي اهتمام لأن الخجل يمنعــني ذلك، وحين يتناهــى إلى سمعي إطراء من رجل لا أعرفه في مكان عام ربمـا يدفعــني الفضــول للنظر خلفي حتى أعرف من هذا الشخص الذي يغازلني؟، ولكن في كل الأحوال لا أحترم هذه النوعية من الناس لأنها بعيدة كل البعد عن الذوق. حرمة الطريق ولا تنكر رضوى غانم طالبة جامعية أن «معاكسات» الشارع ظاهرة سلبية بكل المقاييس وقد انتشرت في بعض المجتمعات العربية بشكل مثير للدهشة وهذا إن دل فإنما يدل على حالتي الخواء والفراغ اللتين يعيشهما الشباب والرجال معاً، وتعتقد أن طرق المعاكسة تنوعت وأصبحت حديثة جداً في هذه الأيام إلا أن الكثير من الناس يعمد إلى المعاكسة المباشرة فيظهر من خلالها مدى استخفافه بالآخر فلا يمكن وصف الرجل الذي يعاكس بأقل من أنه متجرئ على حرمة الطريق، ولا يعبأ بالتقاليد والأعراف، وشخصياً أتجاهل الإنسان الذي يعترض طريقي فلربما إذا التفت إليه يتمادى في كلامه ويتجرأ أكثر، وأرى أن هذه النوعية من البشر ليس لديها مروءة، ورغم ذلك فإنني إذا شعرت أن أحد الرجال استطاع أن يلفت نظري فإنني أطرد من ذهني أية محاولة مني تجعلني أظهر له اهتمامي به. فزع النساء وتلفت هناء محمد علي مهندسة إلى أن المرأة تشعر بالضيق الشديد إذا خرجت إلى الأماكن العامة ولم تسمع كلمة حلوة وربما تصاب بنوع من فقدان الثقة بالنفس لكونها لم تلفت أنظار الناس وهذا الرأي لا يعمم على كل النساء، لكن المرأة بطبيعتها تحتاج إلى أن تشعر دائماً بأنها أنثى مرغوبة من الرجل، والمعاكسة بصفة خاصة عادة سيئة فهي تسبب فزع للنساء، خصوصاً بعد أن أصبحت ظاهرة منتشرة ما يجعل الكثيرات يشعرن بارتباك إزاء الكلمات التي توجه إليهن بطريقة غير مهذبة وتضيف من الممكن أن أتقبل بصدر رحب معاكسة شخص ينتقى عباراته. ولكن دون أن أظهر له أي شيء، وعلى الرغم من هذا فإني أرى الشخص الذي يعاكس الفتيات غير سوي. وجهة نظر وتعتقد أمل باروني أن أي امرأة أو أي فتاة إذا لم يعاكسها أحد فهي لابد أن تشعر في نفسها بأنها غير لافتة والمرأة اللافتة من وجهة نظري هي التي ترتدي ملابس مقبولة تتفق مع تقاليد مجتمعها، وحين يحدث أن تسمع المرأة كلمات المديح فعليها ألا تضجر وتثور وتتصرف بشكل غير لائق. ويمكنها أن تمضي في طريقها بهدوء من دون الالتفات إلى الشخص الذي يلح عليها ويتبعها، موضحة أنها من الجائز أن تلتفت إلى فتاة مثلها حين تمتدح أناقتها وربما تشكرها أيضاً، أما بالنسبة للرجال فهي لا تعيرهم أدنى اهتمام لأنها تعد الشخص المعاكس غير محترم، وتشير إلى أن المرأة التي تحاول أن تغازل رجلا ليست على خلق. فتيات العصر وعلى الرغم من أن منى خالد لا تميل إلى أي رجل يغازلها بكلمات تحمل معاني الإعجاب إلا أنها في الغالب تضحك حين يحدث ذلك، وتقول في كل مكان أمضى فيه يحدث أن أسمع كلمات رقيقة من أناس لا أعرفهم والحقيقة أنهم يسقطون فوراً من نظري وأمضي في طريقي بثقة، بحيث لا أشعرهم بأنني مصغية لما يقولون وحين أخلو إلى الصديقات أحكي لهن عما جرى لي فنتضاحك معاً. فأنا بصراحة أشــــعر بأن المعاكسة هي وسيلة رخيصة لا يمكن أن تصدر عن إنسان ملتزم سلوكياً وأرى أنه يجب أن تختفي صور هذه الظاهرة من حياتـنا سواء من قبل الرجل أو النساء لأن هناك فتيات في هذا العصر أصبحن أكثر جرأة من الرجال في هذا الشأن ما يؤكد أننا بحاجة إلى إعــادة النظر في قيمنا من جديد. سياق حضاري وبصراحة تقول أميرة فاروق إذا عاكسني رجل وأنا أسير في الشارع أو أثناء التسوق لا أغضب أبداً إذا جرت المعاكسة في سياق حضاري بحيث تكون الكلمات التي تخرج من لسان هذا الرجل أو ذاك غير مبتذلة ولا تجرح، وتشير إلى أن ما يحدث في هذه الأيام لا يمكن أن يتصوره عقل، فالمعاكسات أصبحت مشكلة تؤرق أغلب النساء لأننا نسمع عبارات تخدش الحياء وكأن المرأة سلعة تباع وتشترى، وأنا غير مرتاحة حالياً من كثرة المعاكسات الخارجة التي أتعرض لها باستمرار ولا أدري كيف أتصرف فقد فقدت الصبر، خاصة عندما تكون المعاكسة من أجل المعاكسة، فهو شيء لا أحبه بالمرة. قلب المرأة تصف سلمى منصور الشخص الذي يعاكس بأنه جريء واقتحامي وربما مغامر فهو قد يربح قلب امرأة وقد يخسر ولكن الخسارة نسبتها أكثر، وبطبعي لا أرفض تلك المعاكسة التي تجعلني أرى في نفسي شيئاً جديداً، في الوقت الذي ترى فيه المعاكسة سلوكاً قبيحاً في حد ذاته ولكنها موجودة ولا يستطيع أحد أن يمنعها وتضيف أحياناً أرى رجلا وأحس فيه الاختلاف عن الآخرين ويدفعني الفضول للتعرف إليه ولكنني أقتل هذه الرغبة في داخلي وأقول لنفسي لا ينبغي أن أتجرأ إلى هذا الحد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©