السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

شيخة الوالي وبناتها الأربع.. في حضرة التطوع

شيخة الوالي وبناتها الأربع.. في حضرة التطوع
4 يوليو 2016 18:29
لكبيرة التونسي (أبوظبي) العمل الخيري رسالة إنسانية ومسؤولية اجتماعية تتمثل في العطاء بلا حدود وبدون مقابل عند الباحثة في التراث الإماراتي شيخة النقبي الوالي، فهي متطوعة في منطقة دفتا بالفجيرة، استطاعت أن تؤسس لمفهوم جديد للعمل الخير، وتعزز هذه القيمة في نفوس أبناء أكثر من 16 منطقة مع التشديد على غرس ذلك في نفوس الفئات الصغيرة ليكونوا خير خلف لخير سلف، بحيث بنت جيلاً مثقفاً وواعياً بقيمة العطاء، وحركت المنطقة لتصبح علامة من علامات التضامن والتكافل بين الجيران ومقصداً لعابري السبيل. وترى أن التطوع سلوك حضاري يعكس تقدم وازدهار الدول، مشيرة إلى أن حب فعل الخير نابع من داخلها، وأنها نجحت في زرع هذه القيمة في نفوس بناتها الأربع اللواتي يتطوعن في أكثر من مجال في الدولة للمساهمة في إنجاح الفعاليات والأحداث الضخمة التي تستقبلها الإمارات. وتوضح أن التطوع يلعب دوراً كبيراً في تطوير المجتمعات وتنميتها، كما يعمل على صقل مهارات المتطوع ويكسبه صفات إيجابية تتمثل في المبادرة لعمل الخير والعمل في الإطار الجماعي، وتحمل المسؤولية وتشعرهم بتقديرهم لذواتهم. وتعتبر شيخة الوالي أول إماراتية تؤسس فرقة من الأطفال لإحياء التراث في الفعاليات المختلفة، حيث دربت منذ عام 2007 مجموعة من الصغار على تقديم عروض تراثية تبرز تاريخ الآباء والأجداد في المناسبات الوطنية والمهرجانات التراثية، كإسهامهم في إنجاح فعاليات أيام الشارقة التراثية ومشاركتهم في فعاليات قصر الحصن، بالإضافة لتنظيم فعاليات تطوعية على مستوى الدولة، كإسعاد العمال وزيارة الأيام وغيرها من الفعاليات الأخرى. وتشير الوالي إلى أنها استطاعت خلال شهر رمضان إسعاد آلاف العمال، إلى جانب مجموعة كبيرة من المتطوعين الذين ينتسبون لأكثر من 16 منطقة بالفجيرة، يحتل الأطفال الصدارة من بينهم، وأنها استطاعت أن ترفع وعي هؤلاء وتثقيفهم بأهمية التطوع، وكيف يمكن أن يحدث الفرق في أي مجتمع من المجتمعات. من القلب وتضيف: أحب التطوع وخدمة بلادي ورد الجميل لها، وكوني تربيت في مجتمع متكافل ومتضامن إلى أبعد الحدود، فإنني أحاول أن أجعل فعل الخير عنوان المنطقة التي أنتمي إليها وهي منطقة دفتا، ونجحت إلى جانب جميع فئات المنطقة من التطوع والتكافل والتضامن لتوفير وجبات الإفطار للعمال والخدم ومستخدمي الطريق، ومن الآليات التي نجحت في تسهيل عملية التطوع وسائل التواصل الاجتماعي، بحيث أحدثنا مجموعات على «واتساب» نتواصل من خلالها ونقرر إنجاز مشروع معين، وجمع الموافقات والإسهامات المالية، إلى جانب توفير المأكل والملبس وبعض المستلزمات. إسعاد العمال الزائر لمنطقة دفتا يلمس ذلك الحراك والتفاعل طوال السنة يصل ذروته خلال شهر رمضان، بحيث يتطوع الشباب والشابات والكبار والصغار لتوفير احتياجات الصائمين مستعملي الطريق، وكذلك العمال والخدم، بحيث يتم توزيع ما بين 150 إلى 200 وجبة يومياً بحسب شيخة الوالي، موضحة أن ذلك كله يتم بحماس كبير. وتضيف: من بين المبادرات التي نقوم بها خلال شهر رمضان إسعاد 1000 عامل، حيث نرسل دعوة لكل من يرغب في التطوع والمساهمة في فعل الخير ونتلقى الإجابات عن شكل مساهمات حقيقة، تتمثل في توفير احتياجاتهم من ملابس ومأكل، وفي غالب الأحيان تفيض المواد عن العمال، بحيث أصبحت المنطقة تشكل علامة بارزة في مجال التطوع، كما أننا وفرنا خيمة كبيرة بالقرب من الشارع العام مفتوحة للصائمين. تعزيز الهوية شيخة الوالي تحمل رسالة الحفاظ على التراث والتطوع، فعملت على تأسيس جيل واع ومقتدر على حمل هذه المسؤولية ليحملها هو الآخر للجيل الذي يليه، وأصبحت تقوم بالعديد من الأنشطة التطوعية، من خلال إنشاء «مؤسسة بصمات الأجداد» الخيرية التي تعمل على تثقيف جيل واع بأهمية التراث وحافظ لمفرداته، سيمثل الجيل المستقبلي من حماة إرث الأجداد، بحيث أهلت العديد من البنات والأولاد ليكونوا سفراء التراث في أكثر من مجال، إذ تعمل على تمكين الأطفال الصغار من الثقافة الإماراتية من حرف يدوية وسنع، ومفردات شعبية ارتبطت بالهوية الإماراتية. وعن آلية العمل مع هذه الفئات الصغيرة تقول: نتواصل مع العديد من الأهالي ونشرح لهم أهدافنا التطوعية ورسالتنا، لاستقطاب الأعمار الصغيرة، ونجحنا في ذلك برعاية الآباء والأمهات الذين آمنوا بهذه الرسالة، بحيث أعمل شخصياً على قيمة الضيافة وحسن الاستقبال وآداب الاستئذان وزيارة الأقارب، وأدربهم على الألعاب الشعبية وأثقفهم في هذا المجال، كما درستهم بعض جوانب التاريخ، بحيث أصبحوا على اطلاع مهم بمفردات التراث رغم صغر سنهم، وحزت بذلك ثقة أولياء الأمور، الذين بدورهم أصبحوا يشجعون أولادهم على الانخراط في هذا المجال، كما يتوقون إلى إشغالهم، بما يعود عليهم بالنفع، وشاركنا في العديد من المهرجانات والمعارض، وحاز الأطفال المدربون احترام وتقدير زوار المعارض والمسؤولين، كما حصلوا على شهادات تقدير ومشاركات من طرف الجهات المنظمة، كما تم تكريمهم من قبل شخصيات مهمة في المجتمع، وقد لمسنا تطورا كبيرا في شخصية الأطفال، وانعكس ذلك أيضا على دراستهم وسلوكهم في البيت من انتظام واحترام المواعيد، والعمل في إطار جماعي. بناء جيل وتعمل على بناء جيل مثقف، موضحة أن الحفاظ على الهوية الوطنية مهمتها الأولى، حيث تحرص على تأصيلها عند أطفال الإمارات، وتوضح أنها تتواجد باستمرار إلى جانب أطفال «الفرقة التراثية» في الفعاليات المختلفة لتقديم صورة صحيحة لعادات الإمارات وتقاليدها، مشيرة إلى أن استماعها للأطفال وهم يشرحون للسياح الأجانب والضيوف ما يقدمونه من عروض تتضمن الألعاب الشعبية واليولة ودور الطلاب في الكتاتيب والمدرسة، بحيث يعرفون الجمهور بموروثهم الشعبي يزيدها فخرا، ويشعرها بأهمية ما تقوم به في سبيل الحفاظ على التراث وعادات وتقاليد الإمارات، والعمل على نقله لبقية الأجيال وحفظه من الاندثار. زيارات إنسانية وعملت على بناء مفهوم جديد للتطوع والتضامن وفعل الخير، حيث أصبحت منطقة دفتا وما يجاورها من مناطق يتسابقون على فعل الخير، ويبادرون إلى إحياء مناسبات تليق بالمنطقة، ومن هذه المبادرات احتفال بحق الليل، ليلة النصف من شعبان، والتي أشركت فيها جميع سكان المناطق إلى جانب كبار السن، وذلك للمرة الأولى، موضحة أن هذا الحدث يتم الاحتفال به بشكل فردي في المنطقة مما دفعها للتفكير في إشراك جميع فئات المجتمع ليغلب طابع الخير والتضامن على الفعالية. وتوضح ذلك: لم يسبق لمنطقة دفتا الاحتفال بليلة النصف من شعبان«القرقيعان» ولا حظت أن الأطفال يجهلون الكثير من عاداتنا وتقاليدنا في هذا الجانب، فقررت جعل هذا الحدث مناسبة سنوية تدخل السعادة على الكبار والصغار وبالفعل تواصلت مع الأهالي، وتم توفير مستلزمات الحدث، وتطوع شباب المنطقة لتسهيل وتأمين مرور الأطفال الذين تجاوز عددهم 500 طفل في الأحياء، خاصة أن المنطقة يقسمها شارع رئيس تمر منه الشاحنات والسيارات الكبيرة، وقمنا بزيارة كبار السن، ما أدخل الفرحة على الجميع، وعمل على تأصيل هذه المناسبة في نفوس هذا الجيل. زيارة الأيتام لا يقتصر تطوع شيخة الوالي على منطقتها، لكن يمتد إلى بقية مناطق الدولة، بحيث تعمل على زيارة الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة مرفوقة بفرقة الأطفال التراثية، بحيث يقومون بالعديد من الأنشطة، ويعملون على إدخال الفرحة والسرور على قلوبهم، موضحة أن التطوع يشمل جميع مظاهر العمل الإنساني. وتضيف: نحاول، من خلال «مؤسسة بصمات الأجداد» التي تعنى بالتراث الإماراتي في المقام الأول، تعزيز الهوية، والحفاظ على العادات والتقاليد التطوع في مجالات مختلفة منها الجانب الإنساني، وذلك لتثقيف الصغار وتوعيتهم بأهمية إسعاد الآخرين وخدمة المجتمع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©