السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أحمد العيسى: إصلاح الخطاب الديني يبدأ من التعليم

أحمد العيسى: إصلاح الخطاب الديني يبدأ من التعليم
14 سبتمبر 2009 02:18
تشرح حروف الدكتور أحمد العيسى (49) عاماً المنسوجة بلغة فاخرة آسرة همه العلمي والعملي الأول، فهو حصل على الدكتوراه في التربية من جامعة بنسلفانيا وكتب رؤيته التربوية والتعليمية في كتابه الذي يعتبر أهم ما كتب في نقد التعليم النظامي والديني، فهو يطمح بغيرته الشديدة على مجتمعه وأمته أن يراها في مصاف الدول المتطورة في تعليمها وفي فهمها لدينها، هذا هو الهم الأبرز للدكتور العيسى خلال كتاباته وتآليفه. الدكتور العيسى الذي سيتحدث هذه الليلة محاضراً في المجلس الرمضاني للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، سيفصّل آراءه الهامة الطامحة إلى إحياء تراث المدرسة العقلانية الإسلامية، بل وشرح مميزات تلك المدرسة التي كانت علامة مضيئة في تراثنا الإسلامي، فهي نزعة أسّست للتأمل والتفكير واستيعاب إمكانات العصر والانخراط في مستجداته بعيداً عن التقوقع والانغلاق على الذات، إذ يرى المحاضر أن نهضة الأمة من كبوتها لن يتم إلا عبر إحياء تلك المدرسة، التي جعلت التفكير يقتل الخرافة والعقل يقتل الجهل والفقر والتخلف. وانطلاقاً من تجاربه العديدة الإدارية والعلمية في ميدان التعليم الأكاديمي بالذات، يسرد الدكتور العيسى صيغ إحياء تراث المدرسة العقلانية بعد أن رأى الطلاب مهما كان مستواهم الأكاديمي وهم يعانون من مرارات غياب التفكير لصالح التكفير، ومن طغيان النقل على العقل، فهو عمل مشرفاً على وحدة تطوير المناهج بشؤون الكليات التقنية، ثم عميداً للكلية التقنية في الرياض، إلى أن عيّن مديراً لجامعة اليمامة في الرياض ولا يزال. كما يطرح الدكتور العيسى تعليم العلوم الطبيعية بوصفها العلوم المساعدة على رقيّ رؤية الفرد لدينه، فهو يرى: «إن صياغة المناهج الدينية قد جاءت من خلال الاحتفاظ بالسياق العام لمفاهيم علماء السلف واستدلالاتهم، وليس بأساليب حديثة تجعل الطلاب أكثر فهماً لمدلولاتها»، فالخروج عن النمط المستهلك لتعلم الأحكام الدينية هي الملمح الرئيس الذي يطرحه العيسى، بغية تجويد وتمتين طرق وأساليب التعاطي مع علم الشريعة. أما عن الطرح المتشدد الذي ينفّر الجيل الجديد من التعلق بالدنيا والعمل لها، فقد تناولها الدكتور في مقالاته وحواراته، وطالما أكّد على أن الاهتمام بالجانب الدنيوي جزء مهم من التأسيس للجانب الأخروي، و في هذا يقول: «بل إنني أرى أن من أسباب تخلف المسلمين هو تنفير الشباب من الاهتمام بقيم الحضارة والمدنية ومحاولة إيجاد فجوة بين العمل الدنيوي والعمل الأخروي، لهذا لا يصح أن ننظر إلى الأعمال الفردية الخيرة على أنها هي الموصلة فقط إلى ثواب الآخرة، بل إن الأعمال الموصلة إلى مدنية حقيقية ونهضة تنموية وبناء حضارة عالمية، هي أيضاً من صلب وظيفة الإنسان في الأرض ومن الطرق المؤدية إلى حسن الختام في الآخرة، فالمدنية تعني حياة مستقرة واعتمادا على الذات وكسبا حلالا ومحاربة للفقر والبطالة والأمراض الصحية والاجتماعية، والتنمية تعني رغدا في العيش وقوة اقتصادية وسياسية ومنتجات تخدم الإنسان، والحضارة تعني حياة لها قيمة ومعنى وتعبيرا عن الذات الإنسانية وتفكيرا في مخلوقات الله، وكل ذلك يساهم في خدمة الإنسان وفي حماية الدين وحماية المسلمين». للدكتور أحمد العيسى، رؤى كثيرة وكبيرة كفيلة بإيقاظ المؤسسات الشرعية والتربوية، رؤية جديرة بالتأمل والتفكير، رؤى فاخرة وآسرة كما هي حروفه المنسوجة بمغزل من ذهب، لكن... هل يمكننا أن نشاهد تلك الرؤى وقد أخذت مسارها التطبيقي على أرض الواقع؟!
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©