الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عصابات تستولي على عقارات المسيحيين في بغداد

5 ابريل 2014 00:25
تشن عصابات عمليات استيلاء على عقارات وأراضي مسيحيين في بغداد، هاجر معظمهم من العراق بسبب أعمال العنف والفوضى المستمرة منذ الغزو الأميركي للبلاد عام 2003، لكن جهات دينية وحزبية عراقية تدعي الارتباط بها، حسب شهادات منظمة أهلية وضحايا، نفت تورطها في ذلك وعزت الأمر الى عجز الدولة عن حفظ الأمن والاستقرار. وقال رجل دين في إحدى الطوائف المسيحية لوكالة «فرانس برس»، رافضاً ذكر اسمه، «إن عددا كبيرا من أصحاب العقارات المسيحيين باعوا عقاراتهم بأبخس الأثمان بسبب التهديدات التي تلقوها من عصابات استولت على ممتلكاتهم». وأضاف أن عمليات الاستيلاء بدأت قبل بضع سنوات في الكرادة وسط بغداد التي كانت العائلات المسيحية تملك معظم عقاراتها قبل أن تغادر العراق بسبب العنف والتهديدات والتهجير. ويساوي المتر المربع من الأرض السكنية في الكرادة نحو 1500 دولار أميركي، فيما يتجاوز في المناطق التجارية هناك 3 آلاف دولار. وصرح عدد من المسيحيين للوكالة ذاتها بأن جهات مسلحة تدعي انتمائها إلى «التيار الصدري» و«عصائب أهل الحق» المنشقة عنه استولت على أملاكهم وعقاراتهم في بغداد «على مرأى ومسمع القوات العراقية التي لا تحرك ساكناً». لكن زعيم التيار «مقتدى الصدر» اثار مفاجأة متدخلا للمرة الأولى هذه القضية، حيث تحدث عنها بصراحة من دون الإشارة إلى أن الأملاك تعود للمسيحيين. ومع ذلك، بالإمكان اعتبار تنديده باستيلاء عصابات على «أملاك الآخرين» رفعا للغطاء عن تلك العصابات.. وقال «هناك مجموعة تعمل على الاستيلاء على قطع الأراضي في بغداد ومناطق أخرى مدعين معرفتنا بذلك». وأضاف «تلك جرائم لم أستطع السكوت عنها، فصوتنا ضد الباطل ولن يتوقف (تصويتنا) لا سيما ضد من يمس بأمن العراقيين ولقمتهم مضافاً إلى تشويه سمعتنا». وقال رئيس منظمة «حمورابي لحقوق الإنسان» العراقية وليم وردة للوكالة «تلقينا عشرات المشتكين وغالبيتهم تخشى التقدم بشكوى الى الدولة، قائلين: لا نستطيع أن نحمي انفسنا إذا رفعنا شكوى، خوفاً من خطف أحد أفراد عائلتنا لأن هؤلاء أشرار». وذكر أن شكاوى أصحاب العقارات إلى القضاء تبوء بالفشل بسبب تعاون بعض رجال الشرطة مع العصابات خشية سطوتها أو على أسس حزبية. وأوضح أنه «حتى لو شكوا إلى الشرطة، فإن عناصرها يقبضون رشاوى لغض النظر عن القضية. يصبر الناس على هذه المشاكل قهرا، حتى تتمكن الدولة من فرض القانون في يوم من الأيام». ولا يزال الكثير من أصحاب الأملاك المهاجرين يرفضون بيع عقاراتهم نظراً لتمسكهم بالعراق، آملين في العودة إليه بعد استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية. وقال وردة إن العصابات تساوم أصحاب العقارات على مبالغ متدنية بشكل خيالي مقابل التخلي عنها بعد يأسهم من التوصل إلى حل من خلال الوسائل القانونية والقضائية. وأضاف «إحدى وسائل» بعض العصابات، تزوير وكالات قانونية لتملك العقارات وبيعها حتى في مناطق أُخرى غير الكرادة مثل الدورة جنوب بغداد، أو رفض دفع الإيجار لصاحب العقار وتهديده، ليضطر يدفعه إلى المغادرة والكف عن المطالبة بحقه حفاظاً على حياته». وقالت أحلام عسكر المقيمة في بريطانيا لوكالة «فرانس برس» هاتفياً، «إن عصابة تدعي انتمائها الى التيار الصدري استولت على منزلي في الكرادة وحاول موكلي استرداده إلا أن محاولاته باءت بالفشل». وأضافت «المنزل هو مصدر رزقي الوحيد ورفضت بيعه، لأني أحلم بالعودة عندما تستقر الأوضاع الأمنية التي دفعتني إلى المغادرة كالآلاف غيري». وتابعت «تدعي المجموعة التي استولت على المنزل أنها حصلت على فتوى من المرجع الشيعي المقيم في طهران كاظم الحائري بجواز استغلال أي عقار لأحد أزلام النظام (العراقي) السابق وجواز الصلاة فيه». كما ذكر محاميها، الذي رفض كشف هويته خوفاً على حياته، أنها تدعي الانتماء إلى «التيار الصدري» تارة و«عصائب أهل الحق» تارة أُخرى وتستولي على الأملاك بذريعة أنها «تعود لأزلام النظام السابق» أو أنها «مطلوبة عشائرياً»، وغيرها من الحجج.. وكانت أعداد المسيحيين في العراق اكثر من مليون نسمة قبيل 2003، وانخفضت الآن إلى نحو 400 ألف نسمة يتوزعون، خصوصاً على المحافظات الشمالية وبغداد، وفقا لتقارير الكنائس ومراكز الأبحاث التي تشير استهداف عشرات الكنائس من اصل 170 كنيسة موزعة في العراق من زاخو شمالًا إلى البصرة جنوبا، فيما أدت الهجمات إلى مقتل نحو ألف مسيحي واصابة اكثر من آلاف آخرين بجروح. والعصائب جناح منشق من التيار الصدري. وتشهد العلاقات بينهما تشنجا كبيرا ومناوشات كلامية ومواجهات في بعض الأحيان. (بغداد - أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©