الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

راغب علامة: لهذه الأسباب تدخل الحريري وقائد الجيش لحل الخلاف مع فضل شاكر

14 سبتمبر 2009 02:14
حصلت مهاترات كلامية من النوع الثقيل والتي تجسّدت في البيانات الاتهامية الساخنة المرسلة إلى الوسائل الإعلامية من قِبل مكتب كل من النجمين راغب علامة وفضل شاكر. خلفية هذا الخلاف ارتكزت على قيام السوبر ستار بالتصريح في إحدى المجلات اللبنانية بأنّ ثمّة فأراً يقتات من فتات الموائد، بالإشارة إلى زميل له في الفن. فانتفض فضل شاكر واتصل براغب علامة مستفهماً بعد أن نمي إليه أنّه المعني بهذا الكلام المهين. فتلاسن النجمان هاتفياً وتبادلا (على ذمّة ما رواه المكتب الإعلامي لكل منهما الشتائم التي طالت والدة كل منهما). كما تدخل شقيق راغب السيّد خضر علامة، وردّ ببيانات نارية واتهامية، ثمّ رفع دعوى قضائية ضدّ فضل بتهمة القدح والذمّ. إلاّ أنّ تطوّر المشكلة الشخصية اتخذ طابعاً طائفياً ومذهبياً بين الاثنين، وصل إلى حدّ اتهام أحدهما للآخر بأنّه فلسطيني (فضل شاكر)، وبأنّ الآخر شيعي (راغب علامة). وصلت خناقة النجمين إلى مجالس كبار الزعماء السياسيين في البلد، فقامت الوزيرة بهية الحريري شخصياً وقائد الجيش العماد جان قهوجي بأمر الطرفين المتنازعين بإيقاف هذه المهاترات التي تشعل فتيل الطائفية في البلد، وأجبرا راغب وفضل بسحب الدعاوى القضائية المتبادلة، وطي صفحة المشكلة بشكل نهائي. وبالفعل تراجع النجمان عن كل كلمة سوء، وأكدّا شكرهما للحريري وقهوجي، والتزما الهدوء إلى أن يصار إلى مصالحة تجمع راغب علامة بفضل شاكر. وللوقوف على توضيحات من كلا النجمين، أجرينا حواراً مع راغب علامة، فيما ارتأى فضل شاكر التزام الصمت وعدم الردّ على اتصالنا. سألنا راغب علامة في البداية: لماذا اتخذ شقيقك خضر مهمة الردّ بالبيانات على فضل شاكر، فيما التزمت الصمت؟ فضل شاكر عمد إلى تهديدي هاتفياً، فقلت له إياك أن تتصل بي على هذا الرقم بعد اليوم. ثمّ أقفلت الجوّال طوال الوقت. فإذا به يتصل مجدداً بشقيقي خضر ويهدّده من جديد، فتعاليت بتهذيب وقرّرت عدم الدخول في متاهات المشكلة. وأعلنت يومها أنّ البيانات والدعاوى القضائية هي بين فضل وخضر، وأنا لا أريد التدخل. ولكن فتيل المشكلة أنت من ولّعه عبر تصريحك في مجلة لبنانية أنّ فضل فأر يقتات من الفتات؟ لم أقصد فضل بكلامي. لست أبرّر ما قلته ولا أتراجع عنه، ولكني قلت تحديداً إنّني لا أستطيع أن أكون مثل ذلك المطرب الذي يقتات من فتات الموائد مثل الفأر. هذا الكلام لم يكن موجهاً لفضل شاكر بنوع خاص وإنما لكل الفنانين عموماً. واليوم أقول أنّ أي إنسان يلعب على الوتر الطائفي والمذهبي في لبنان هو فأر بل أسوأ من فأر، حتى ولو كنت أنا! فالبلاد لا تحتمل هذه المواقف التي تشعل فتيل المذهبية والطائفية. أنا وطني، مؤمن ببلدي ووحدته وجيشه، وأرفض الحكم على اللبناني من خلال انتمائه الديني أو السياسي. لماذا اعتبر فضل أنّ كلامك موجّه إليه بالتحديد؟ أرجو أن تسأله شخصياً. لو كنت أعنيه بكلامي لقلت ذلك بشكل مباشر. لعلّ أحدهم أحبّ أن يصطاد في الماء العكر. كما أنّ الصحافة وقعت في مغالطات كبيرة تسببت بتأجيج المواقف والبيانات بيننا. فضل شاكر نجم أحبّه وأحترمه، وأعرف تماماً أنه طيّب القلب، ولا يمكن أن يتصرّف بشكل يسيء لأحد. ربّما ثمّة من لعب في عقله ودفعه إلى تهديدي. أنت وخضر قمتما بتهديد فضل أيضاً! أكرّر بأنني لم أتدخّل، ولم يصدر عن لساني أيّ كلام في الصحافة إلى الآن. هذا أوّل لقاء رسمي لراغب علامة، وأنا مسؤول عن كل كلمة أقولها في كافة الإجابات. خضر هو من تولى صياغة البيانات للردّ على بيانات فضل. ولكنه التزم طوال الوقت بعبارات موضوعية وغير جارحة، بشكل لم يستطع لا فضل ولا سواه أن يمسكوا على شقيقي مأخذاً واحداً لرفع دعوى قدح وذمّ ضدّه. لماذا هدّدك فضل كما تقول؟ فضل شاكر هدّدني بالقتل، وأنا متفاجئ لأنه انسان محترم ومهذب جداً، ولا يمكن أن ينحدر إلى هذا المستوى. كما هدّد شقيقي خضر بعائلته وبيته وسيارته. وبالفعل وصل إلى بيته مجموعة من الشباب الغاضبين وبدأوا بالتكسير والشتم والتهديد. الحمد لله أنّ خضر كان في الجبل وإلاّ كان حصل تعارك بالأيدي ربّما. ما أثار غضب فضل كما قال في بياناته أنّ شقيقك خضر قام بشتم والدته المتوفاة. أليس هذا سبباً كافياً ليفتح النار عليكم؟ هو أيضاً شتم والدتي، وكلامه موثق بالتسجيل الصوتي. ولكن لنفرض أنّ خضر قام بإهانة والدة فضل رحمها الله، فهل يهدّدني بالقتل؟ كان من الأجدى به أن يلجأ إلى القضاء ويرفع شكوى بحقي ويقيم دعوى ضدي. فلماذا يرسل من يحطّم مدخل البناية، ويهدّدنا بالقتل والتشويه. أعرف نفسيّة فضل تماماً، وهذه التصرّفات الصبيانية ليست من شيمه. هل ثمّة طرف ثالث يشجّع فضل على الثأر منك؟ بالتأكيد، لأنّ فضل ليس سيئاً. أعرف من هو الطرف الثالث الذي كان يصبّ الزيت فوق النار، ويتدخل لوأد المشكل أكثر بيننا. لقد سبق لي التصريح بأنّ روتانا تنافسني بـ 130 فناناً منضمّين إلى لوائها. نتيجة كلامي، تحوّل الموضوع خلافاً بين فضل وراغب! اتهمت الصحافة بتأجيج خلافكما في حين كنتما تقومان بإرسال البيانات الساخنة إلى مجلاتنا. فما هذا التناقض؟ أوردت الصحافة مغالطات عدّة، منها أنني الطرف المباشر في النزاع، في حين أنّ خضر هو الذي تبادل الشتائم والبيانات مع فضل شاكر. ثانياً، لقد تلهى بعض الأقلام بمشكلتنا، لتحقيق سبق صحفي يملؤون به الصفحات. كما كنت أتمنى أن يقوم الصحفيون بقراءة موضوعية لما جرى بيننا كي يقولوا من أخطأ ومن هو المظلوم. لولا تدخل الوزيرة بهية الحريري هل كنت تراجعت عن الدعوى وحلت الأمور بمحبّة؟ مبادرة القطبين السياسيين الوزيرة بهية الحريري وقائد الجيش جان قهوجي تعتبر عزيزة جداً علينا. لقد تدخلا بشكل مباشر وشخصي لأنهما رفضا المهاترات الطائفية وتبادل الاتهامات والتعيير في زمن يحتاج فيه لبنان إلى راحة البال وعدم التشجيع على الانقسام والانعزال. هل أنت من لجأ إلى الوزيرة الحريري؟ هي من اتصلت بنا بعدما هالها ما سمعته. فخافت أن يؤدّي ذلك إلى انقسام مذهبي بين جمهور كل منا لإحداث تفرقة، ولبنان في غنى عن هذه المشاكل الطائفية. وأكدّت لي أنّ القضية الفلسطينية لا تحتاج بدورها إلى من يزايد على دعمها، لا أنا ولا حتى فضل الفلسطيني الجذور. قالت لي السيدة الفاضلة إنّها لا ترضى بأن يصل الموضوع إلى هذا المستوى من التجنّي والافتراء، وأكدّت أنّها كانت ضدّ تلك البيانات والتصرّفات التي حصلت. وشكرتني لأنّني لم أردّ شخصياً على فضل وقالت: عدم الردّ يحتاج إلى قوّة. كيف تدخّل قائد الجيش العماد جان قهوجي مباشرة في القضيّة؟ استنكر العماد قهوجي التعبير ما بين فلسطيني ولبناني وأعتبر أنه مسيء جداً لِكلينا، لأنّ الجمهور قد يشتمّ منه رائحة غير وطنية. فتدخل شخصياً وقال: «ستوب» هذا غير مقبول». كما أن اللواء أشرف ريفي أمّن لي حماية أمنية كبيرة من لحظة هجوم تلك المجموعة إلى بيتي، كما اهتمّ وزير الداخلية زياد بارود بالتهديدات التي أوصلها إليّ فضل بالهاتف. هل تعتبر أن المسؤولتين الإعلاميتين في مكتب كل منكما تسبّبتا ربّما عن غير قصد بتأجيج الخلاف عبر البيانات التي أرسلتاها باسمكما؟ أنا لم أكتب بياناً وإنّما خضر كلّف المسؤولة الإعلامية باتريسيا الهاشم التي كانت تحرص على الكلام المهذب والموضوعي والحيادي، كي لا يؤخذ علينا عبارات القدح والذم. وكنت بالمقابل أحزن على العيار الكلامي الثقيل الذي تمّ توريط فضل به عبر مكتبه الإعلامي. لا يجوز أن يرفع سقف الكلام بهذا الشكل. كما أنا شخصاً من قبله يدّعي بأنه متعهد حفلاته، شتمني في إحدى المجلات الفنية وأهانني ولكني لم أنزل إلى مستواه في الردّ عليه. هل انتهت المشكل بينكما اليوم على خير؟ لقد قبلت بيان فضل شاكر بمحبّة لأنه أعلن تراجعه عن كلامه وسحب الإهانات والتهديدات، وجلّ من لا يخطئ. طلبت من خضر التعالي، وأنا بدوري سامحت بناء على طلب من السيدة بهية الحريري. أحبّ فضل، وأسامحه، وأنسى ما حصل، ولا أحمل له أي ضغينة في قلبي. لو استمرّت الدعاوى القضائية المتبادلة ما الذي كان سيحدث؟ تعاهدنا على إسقاط حقنا في الدعاوى، خصوصاً أن التهديد بالقتل عقوبته السجن، وأنا لا أرضى بأن يُسجن زميل لي، لا سيّما فضل شاكر الذي تمّ توريطه بهذا التهديد. كما أبرئه تماماً من تلك البيانات التي لم يعمد هو شخصياً إلى كتابتها. هل هذا صلح مبدئي وأوّلي بينكما؟ ثمّة تعهّد بيننا نحن الطرفين على إنهاء آثار المشكل وعدم التعرّض للآخر. وهذا اتفاق كلامي مسوّول ترجمناه كذلك رسمياً على الورق. متى اللقاء بينكما؟ عندما سأجلس إلى فضل شاكر، سنكون بمفردنا، لأنني لا أريد عرّاباً بيننا، كي لا يتحوّل هذا الشخص لا سمح الله إلى طرف ثالث قد يخلفنا ذات يوم.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©