السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سارة الجروان: أضفيت على رواياتي الصفة المحلية لأمنحها بعداً واقعياً وتاريخياً

سارة الجروان: أضفيت على رواياتي الصفة المحلية لأمنحها بعداً واقعياً وتاريخياً
29 مارس 2011 19:40
تتميز بهمة شبابية عالية وطموح ثقافي وصوفي متألق يذكر برواد النهضة الأوائل، إنها الروائية الإماراتية سارة الجروان التي خطت اسمها بنجاح في عالم الإبداع الأدبي في الإمارات العربية، متميزة منذ طفولتها وقد حظيت باهتمام كل من حولها، والدها رمز شامخ يحيا في ذاكرتها وهي تستعيد أغلى أيام حياتها في كنفه وتستشعر حضوره في لحظات نجاحها راعيا ومباركا لها كما اعتادته. كما تحتفظ لجدتها بذكريات غالية. دخلت الروائية سارة الجروان عالم الرواية بهدوء ولم تعلن عن نفسها للوسط الثقافي إلا بعد نضوج تجربتها الفكرية والثقافية وهي من أوائل الروائيات في الإمارات، كتاباتها غنية مفعمة بالحياة، ومن رواياتها “طروس إلى مولاي السلطان” التي استحوذت على اهتمام كبير في الساحة الثقافية، تعشق وطنها الإمارات وتتغنى به وبإنجازاته وكانت من أوائل المنتسبات للقوات المسلحة، وحاليا هي بصدد إصدار الجزء الثاني من روايتها “طروس” التي تحمل اسم “البرقع”. “الاتحاد” التقتها وأجرت معها الحوار التالي نصه: ? كل مبدع يصل للتميز لا بد أنه مر بظروف ساعدته على الارتقاء والوصول إلى هذا النجاح، هل هي البيئة المنزلية الخاصة بعائلتك ودعمهم وتشجيعهم؟ أم هي البيئة المدرسية التي ساهمت بتحقيق وإظهار هذا التميز، أم هما معا؟ ? البيئة التي نشأت فيها كانت بيئة محفزة جدا، ولا أغالي إن قلت إن هذه البيئة كانت بيئة معهدية تعهدت هذه الطفلة، وأنا أعتقد أن حياتي أقرب للأسطورة منها للحياة والواقع. كان والدي، رحمه الله، معلمي الأول وقد يكون الأخير، لأني أستحضره دوما إن كان في الواقع أو الحلم أو في ذاكرتي، لقد كان حريصا بشكل كبير على أن يفقهني أولى مبادئ الحياة، كان عطوفا وكان يعاملني معاملة تفوق معاملته لإخوتي، كان يراني بعين لم يكن سواه يراني بها، علمني أسلوب الحديث وأصول الجواب، وكان يصحبني بجولاته وجلساته وكان حريصا على أن أستمع أكثر مما أتكلم. كان والدي يروي السير التاريخية، وقد خاض حروبا كثيرة جرت في عهد الانتداب البريطاني وما قبله وهو يمثل لي بطلا أسطوريا. كان الجميع يتهافت لمجلسه ويحب الإصغاء إلى حديثه، وقد ورثت عنه قوة الشخصية. لقد كان حريصا على دراستنا أنا وشقيقاتي، وكان وقت الدراسة بالنسبة له شيئا مقدسا، أما بعد الدراسة كان يعلمنا أشياء أخرى. أيضا في المدرسة تعلمت أشياء كثيرة حيث كانت معلمتي الأولى أمينة والتي أهديتها عملين لي حتى إني عمدت إلى اتخاذ اسمها وتوظيفه في عملي الروائي. أيضا وظفت أشياء حية كثيرة من واقعنا لمستها عن قرب أو عشتها لصالح العمل والنص الروائي. لذلك كان اسم “آبله” أمينة له قدسية خاصة عندي وقد وظفته في روايتي من خلال هذه القدسية والاحترام لهذه المعلمة التي علمتني أن أكتب وأقرأ في غضون ثلاثة أشهر. أنا أدين بالفضل لمعلمتي، وأدين لها أيضا لأنها كانت حريصة في نهاية كل أسبوع على قراءة قصة من قصص الأطفال لنا حيث بقيت هذه القصص راسخة في ذاكرتي وتساءلت حولها عن أشياء كثيرة، مثلا: هل أستطيع أن أكتب قصة كالقصة التي كانت المعلمة ترويها لنا؟ كذلك أدين بالفضل لجدتي فهي امرأة قوية الشكيمة، وكانت سيدة المكان والعائلة، وكان الجميع يأتمرون بأمرها، وهي ذات هيبة مطاعة، لقد منحتني الكثير من صفاتها. كذلك أدين بالفضل لبعض أقربائي من جهة والدي، كانوا يعلمونني التفاخر وحب القبيلة والعرف والعادات والتقاليد وكانوا يرون بي الفتاة المدهشة التي من الممكن تحويلها لفتاة تتباهى بها القبيلة. لذلك، حظيت بطفولتي باهتمام كبير قلما تحظى به الفتاة العادية. بعد سن العشر سنوات، أول ما حرصت على تعلمه كان الصلاة حيث كنت أقف بجوار والدتي وهي ترتل القرآن بصوت منخفض والذي كان يأتيني على شكل تمتمات، وكنت أحاول أن أفقه ما هذه التمتمات. وكانت تشدني إحدى قريبات والدي حيث أن يدها لم تكن تفارق المسبحة، كانت تحاط بالسكينة وكأنها تغيب مع حبات المسبحة. كنت أريد أن أعرف ماذا تقول وما هذا الشعور بالرضا الذي يظهر على وجهها، وكأنها تتجرد مع المسبحة. علمت الآن أن تجردها كان مع الذات الإلهية. بعد الثانية عشرة من عمري أخذت أتعلم جميع أنواع الحرف في ذاك الوقت مثل حرفة التلي وحرفة الخياطة والحرف الصغيرة التي كانت النساء في دولة الإمارات يمارسنها حتى الثمانينات، وهي حرف تقليدية. كان لدي حب اطلاع على هذه المهن وتعلمها وكل ما تعلمت إحداها تركتها وأخذت أتعلم غيرها، وهكذا. ?التأكيد هذه التربية والظروف المحيطة بك والاهتمام والرعاية التي كنت محاطة بها من قبل الجميع وذلك بسبب شخصيتك التي تستدعي اهتمام الآخرين بها، فكما لاحظت كان لديك حب التساؤل عما يجري حولك وحب التعلم وبشكل خاص الاطلاع على كنوز التراث، هل برأيك الموهبة تختلف من طفل لآخر؟ ? بالطبع الموهبة تلعب دورا كبيرا في حياة الإنسان، فكل ما ذكرته لك هو مجرد محفزات تربوية ترقى بشخصية هذا الطفل. لكن إن لم يكن مالكا لموهبة معينة، فهو بشكل أكيد لن يكمل بل سيصل لمرحلة معينة ويتوقف عن السير في طريق تطوير الموهبة التي كان يعتقد أنه سيبرع بها. الموهبة أيضا تحتاج لصقل والمحفزات التي أخبرتك عنها هي التي صقلت الموهبة لدي. ? والد الأديبة سارة ليس هو فقط مثلها الأعلى، بل له رمزية أعمق وكأنها رمزية شعرية أدبية ذات قامة عالية، فهل الفتاة فعلا تنظر لوالدها على أنه المثل الأعلى وعندما تختار شريك حياتها تختاره مشابها لشخصية والدها قدر الإمكان؟ ? إن الحديث عن والدي بقدر ما يشعرني بالسعادة وبالامتنان لله تعالى أني خرجت من صلب هذا الرجل بقدر ما يحزنني لأني أفتقده في الوقت الحالي، بالشكل المادي أفتقده. ولكن وفي أوقات كثيرة أشعر أنه حي معنا وروحه دوما تكون قريبة مني. عندما أحصل على جائزة أو تكريم من جهة ما، أكاد أشتم عبق رائحته بالقرب مني وأكاد أن أحظى بالتفاتة منه. قد يستغرب البعض هذا الشيء لكنه بالفعل هو يعيش في فكري وعقلي وذاكرتي وفي حاضري. ?ذكرت التمتمات وحركة الشفاه وترتيل والدتك للقرآن الكريم والذي كان يصلك بشكل تمتمات بسبب صوتها المنخفض، إن من ينظر لك يشعر بمسحة صوفية في شخصيتك، هل هذا التأثير وما كنت تتأملينه هو ما ترك لدى سارة هذه المسحة الروحانية والتي تظهر بوضوح من خلال حديثها وكتاباتها وشخصيتها؟ ? بعيدا عن المسميات، هذه المسحة قد تأتي من الصفوة وليس من الصوفية بحد ذاتها، هي مسحة من الإيمان وأنا لا أدعيها، هذه المسحة تأتي من أهل الصفوة أو من صفوة الخلق، وهو سعيد من يتسم بهذه المسحة. ولكن، وكما أسلفت، أنا لا أدعيها ولا أرومها ولكني أسأل الله عز وجل أن يمد بنا العمر حتى نستطيع أن نقف على هذه التمتمات التي لا يحول بينها وبين الله حائل. ?حدثينا عن دراستك وتأهيلك العلمي. ?درست في الإمارات، وتزوجت قبل أن أتم دراستي. عندما كنت في ندوة الثقافة والعلوم أخبرتهم أني سأطلق قنبلة فقمت بالاعتراف لهم أنني كتبت “شجن بنت القدر الحزين” ولم أكن قد تجاوزت بعد الصف الرابع الابتدائي ولدي المخطوطة الأصلية للرواية وهي تؤيد حديثي. أتممت دراستي بعد زواجي وبعد إنجابي لطفلي الأول، أثناء حرب الخليج وغزو الكويت وتهديد كافة دول الخليج بالسلاح الكيماوي. وقتها قطعت دراستي وشعرت أن هناك أمرا ما علي القيام به وبأنني أمام تحد كبير هو الموت أو الحياة، لذلك كنت من أوائل اللواتي طالبن بالوقوف أمام صفوف آبائهم وإخوانهم وأبنائهم والالتحاق بالقوات المسلحة. وأذكر وقتها أنني كتبت خطابا لجريدة الخليج، وبعدها بأشهر قليلة فوجئنا بالمغفور له بإذن الله الشيخ زايد رحمه الله يفتح أبواب التطوع لتدريب المرأة بالقوات المسلحة. كنت من أوائل المتطوعات في القوات المسلحة، بالرغم من أن والدي كان كبير القبيلة، والبعض في ذاك الوقت لم يتفهم هذا الانخراط بين الرجل والمرأة في عمل واحد، والبعض الآخر عاب هذا الأمر. لكن الثقة بالشيخ زايد وحرصهم على عدم مخالفته جعلهم يتقبلون الأمر. انطلقت الدورة الأولى لمنتسبات القوات المسلحة، وكنت أولهن أثناء انخراطي بهذه المهمة التي بها تحد كبير والتساؤلات حول هذه الدورة هل ستنجح أم سيكتب عليها الفشل. أسسنا مدرسة أنا وأخواتي تحمل اسم خولة بنت الأزور، شيدناها على أرض كنا قد ورثناها وهي في إمارة أبوظبي، وقد احتفلنا منذ أيام بمضي عشرين عاما على تأسيسها وقد دعيت للحفل، فأنا الآن لا يربطني بالمدرسة سوى الذكريات. في هذه المدرسة كان هناك قادة عظام، وقد حملوني مهمة الكتابة والظهور باسم المرأة في تلك المرحلة العصيبة من مراحل التهديد الذي وجه لدول الخليج، وعلى رأسها الكويت التي احتلت في تلك الفترة. لذلك كنت أكتب يوميات مجندة في زهرة الخليج، وأيضا كنت أتحدث باسم المرأة في تلك الفترة لوسائل الإعلام ومصادر الإعلام المختلفة التي كانت تزور المنطقة في تلك الفترة وتحرص على الاستماع لآراء المرأة. بمناسبة تخريج الدفعة الأولى من المدرسة، ألفت مسرحية وأخرجتها بنفسي، وقامت مجندات الدفعة الأولى بأدوار شخصياتها ولقيت قبولا كبيرا من الشيخ زايد. بعد أن أنهيت سنة من التدريب عملت كملحق إداري في سفارة الإمارات العربية المتحدة والتي مقرها في جمهورية مصر للعمل ضمن البعثة الدبلوماسية هناك وكان شرف كبير لي قدمته لي بلدي والقيادة في تلك الفترة وحاولت أن أثبت جدارتي بهذا التشريف والتكريم. عملت في مصر قرابة الأربع سنوات وهي من أجمل السنوات، وحينها كنت في الحادية والعشرين من العمر. حب الوطن والسعي في سبيل خدمته كان يشكل لدي هاجسا كبيرا، عدت للإمارات بعد وفاة والدي رحمه الله حيث اضطررت أن أقطع بعثتي العملية، وتابعت العمل هنا في الإمارات وواصلت عملي كمحررة حيث أسست في درع الوطن ركن للمرأة. عملت أيضا في مجال العلاقات العامة في إحدى المؤسسات العسكرية هنا. ثم تقاعدت من الخدمة العسكرية بسبب ظروف صحية طرأت علي بعد وفاة والدي والتي أثرت بشكل كبير في نفسي. بعد ذلك حاولت أن أكمل دراستي، وبالفعل حصلت على الشهادة الثانوية العامة من سوريا، ثم التحقت بمعاهد درست فيها علوم الحاسب الآلي. في حداثة سني كنت أقرأ في الأسبوع الواحد من كتابين لثلاثة، وقرأت علم النفس وتطرقت لجميع أنواع العلوم والكتب العربية والمترجمة. وعندما كنت في جمهورية مصر تعمقت ونهلت من كافة أعمال نجيب محفوظ، إحسان عبد القدوس، يوسف السباعي، محمد عبد الحليم عبد الله، المنفلوطي، كذلك قرأت الشعر وتأثرت كثيرا بأشعار صلاح عبد الصبور وغيره من الشعراء القديرين بالإضافة للأدب المترجم. ? بالنسبة للتراث ولدراستك له من المكان بالذات، تراث المكان والعادات والشخصيات، هل هذه الرواية هي وثائقية، أم هي وثائقية ذهنية أي معلومات تجمعت عبر الزمن في ذاكرتك ثم تحولت لرواية موثقة؟ ? بعد مرور سنين على كتابتها، أعتقد أني لم أتكلم عن روايتي بإنصاف، أعتقد أن هذه الرواية هي مرجع ووثيقة مهمة بالنسبة لتاريخ الإمارات الحديث، وذلك بسبب أن هذه الرواية بدأت مع بدايات بزوغ شمس اتحاد الإمارات السبع حيث حاولت في روايتي تقصي ما قبل سنوات قيام الاتحاد، وحاولت رصده عن كثب. عاب علي أحد الزملاء خلال ندوة مشتركة حيث قال “سارة كتبت الرواية لتمجد القبيلة”، وأنا لم أكتبها لهذا السبب، فسواء قبيلتي أو أي قبيلة ليست بحاجة لتمجيد سارة أو سواها، فالقبائل هنا في الإمارات متحابة متكاتفة، أنا اتخذت قبيلتي كنموذج، وإن تكلمت عن غير قبيلة كان سيعاب علي أيضا حيث كانوا سيقولون “ما الذي تعرفه سارة عن هذه القبيلة؟” تقريبا كل دول مجلس التعاون عبارة عن قبائل، وأخبرتك كيف توحدت وكيف توافدت على الشيخ زايد وتكاتفت وأبدت لحمة وتوحد مع الشيخ زايد، من هنا بدأ الوطن من هذه القبائل. أنا تكلمت عن هذه المرحلة وعن الشغف بالتعليم، وحاولت أن أفهم القارئ العربي والأوروبي الذي لا يعرفنا أن الإمارات كان بها خير ورزق كثير، وكان المواطن الإماراتي موفور الرزق، كان يستطيع أن يؤمن قوت يومه بأريحية، لم يكن هناك فقر. كان كل شيخ قبيلة يتعهد أفراد قبيلته، وكان التعاون سائدا بينهم. عندما أتى الشيخ زايد زاد الخير، لأنه عرف مصادر الرزق ووظفها بالشكل الصحيح الذي يخدم الأفراد والمجتمع الإماراتي. لذلك حاولت أن أوظف في روايتي كل ما جال بذاكرتي حول تلك الفترة، وأنا أعتبر نفسي وأبناء جيلي من أفضل الأجيال الإماراتية، لأننا لمسنا تلك الفترة وشاهدنا أجدادنا وآباءنا الذين كانوا يتعلمون ويخدمون هذه البلد بفطرتهم وعاطفتهم اللامتناهية. لقد كانت تدويناتي تتم عبر ما حملته لذاكرتي على مدار السنين والتي حاولت أن أوظفها في الرواية وأن أعطيها ماهية الحياة، لأنه في حال لا تعطى هذه المدونات الصبغة الواقعية والحياتية والهوية الأدبية التي تدل على الزمن والوطن اللذين تنتمي لهما فلن يعرف، هل هو أدب عشوائي خرج لا أرض له ولا هوية. لذلك حاولت أن أضفي عليه صفة الواقعية. لقد ذكرت أسماء البلدان وأسماء شيوخ القبائل في تلك الفترة، وأسماء الأعلام التي قرنتها بالعمل والمدن والقرى، كل هذه العناصر تعطي للعمل قيمة حياتية وبعدا إنسانيا وحضاريا وتاريخيا. برنامج ثقافي هذا العمل تشرف عليه دائرة الإعلام والثقافة في الشارقة. أنا أحب هذه الدائرة كثيرا لأنها من الدوائر الثقافية المهمة في دولة الإمارات، ولأنها صاحبة رسالة وصاحبة إنجازات. كذلك تلفزيون الشارقة من القنوات التي يحترمها الفرد العربي، فهي قناة الأسرة العربية الإسلامية التربوية التي نفخر أنها تبث من إحدى إمارات دولتنا. لقد رشحوني أن أكون إحدى أعضاء لجنة البرنامج والذي يشرف عليه الأستاذ أحمد بن ركاض العامري مدير معرض الكتاب في الشارقة. هذا البرنامج درج اسمه في حضرة الكتابة، فالكتاب غدا له حضرة ومقام سام. سيتطرق هذا البرنامج لمناقشة عدة كتب وليس كتابا واحدا، ولن يقتصر مثلا على كتب أدب الرواية فقط، بل سيتطرق إلى قراءات كثيرة وصنوف مختلفة من الثقافة والأدب. إنتاجات جديدة “شجن بنت القدر الحزين” تعتبر أول عمل روائي نسوي إماراتي وقد تأخرت بنشرها. ثاني عمل “أيقونة الحلم” كتبته في منتصف الثمانينيات ولكنه صدر في عام 1993 عن دار الشروق الأردنية، وهي تعتبر مجموعتي القصصية اليتيمة لأني لن أستطيع أن أكتب في القصة القصيرة ثانية، وقد حازت على أفضل تأليف إماراتي لعام 2003 في معرض الشارقة للكتاب. ثم كتبت “رسائلي للسلطان” وهي عبارة عن رواية قصيرة عبارة عن رسائل تم نشرها من خلال زاويتي أقصى الشمال في جريدة “الاتحاد” سابقا فقمت بجمعها وخرجت رواية وكذلك هي من منشورات دار الشروق الأردنية. بعد ذلك دخلت في عزلة استمرت تقريبا سبع سنوات. هذا الاعتكاف وأظن أنني لأول مرة أتكلم حوله، في هذه الفترة كنت قد ودعت قرائي وانسحبت من الساحة الأدبية والثقافية واعتكفت في منزلي قرابة السبع سنوات أو أكثر من دون أن أغادر المنزل طوال هذه المدة. أثناء هذه السنوات السبع كان لي قراءاتي الخاصة في كتب المتصوفة القدامى، وقرأت أدب الخواص في هذه الفترة. وكنت أكرس من وقتي أربع ساعات يوميا لكتابة “طروس إلى مولاي السلطان” وهو جزء ثان من طروس لكني لم أفرغ منه حتى الآن، وهو على وشك الانتهاء، وسأعلن عن اسمه للمرة الأولى وهو بعنوان “البرقع” سيصدر قريبا. كذلك هنالك عمل روائي أعمل عليه الآن، هو عمل سأضاهي به العالم ترحيب بالنقد البناء حول النقد الذي يوجه للعمل الأدبي، تقول الروائية سارة الجروان “أرحب بالنقد الحقيقي الموضوعي الذي يبتعد عن ماهية وشخصية الكاتب الحقيقية، وأنا مع النقد الذي ينتقد النص ويفصصه ولست مع النقد الذي يتطرق للحياة الشخصية للكاتب، فيجب أن يكون هناك تفريق بين الحياة الخاصة للكاتب وبين نصه الأدبي. أنا مع النقد البناء الذي لا يبنى على أساس العداء للكاتب”. كتاب حول الكتاب الذي قرأته، وتأثرت به، تقول سارة الجروان “أول كاتب قرأت له وتأثرت به هو يوسف السباعي وبالذات من خلال “رد قلبي” و”نادية”، أثناء فترة وجودي في مصر، كما قرأت لإحسان عبد القدوس وشعرت بأني أنتمي لمدرسته في فترة من الفترات. تأثرت أيضا بالكاتب يشار كمال وهو تركي الأصل، وكتاباته كانت من أجمل ما قرأت. كذلك تأثرت بنازك الملائكة بشكل كبير وأكثرهم تأثيرا بي بعد نازك الملائكة كان أمل دوقل.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©