الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد الاستاد ينتج لوحات جديدة برفقة البحر

محمد الاستاد ينتج لوحات جديدة برفقة البحر
5 ابريل 2014 00:07
فاطمة عطفة (أبوظبي) الفن التشكيلي في الإمارات لم يعد محدوداً في إطاره المحلي أو الخليجي ولكنه أكد حضوره في الساحة العالمية، سواء من جيل الرواد أو الجيل الذي تلاه، ومؤخرا أنجز الفنان محمد الاستاد تجربة خاصة في علم الفن التشكيلي، وسجلت باسمه كبراءة اختراع خاص، سميت فن «دانات الشواطئ». التجربة الجديدة وتتمثل هذه التجربة في إنتاج اللوحة من دون استخدام الفرشاة والألوان، ومن دون الاختلاء في غرفة الرسم؛ فمحمد الاستاد في تجربته هذه ينتج لوحته من خلال استخدام الحديد وإمكانيات أكسدته كمادة، حيث يقول في لقاء مع «الاتحاد»: «حتى تتخمر قطع الحديد وتتأكسد تحتاج لوضعها وفردها بالشكل الذي أريده على قطعة قماش الكانفس بالحجم الذي أريد، ومن ثم أقوم بطيها بشكل يمنع الرمل من الدخول بينها، وبعد ذلك أقوم بدفنها في حفرة وبعمق لا يقل عن نصف متر في مكان معين على الشاطئ، بحيث أضمن أن تطمرها مياه البحر في حالة المد لفترة طويلة، ثم تنحسر عنها حين يحين وقت الجزر»، وعن نتيجة هذه العملية الفنية يوضح: «بعد ذلك تتعرض اللوحة بشكل غير مباشر لحرارة الشمس، وكذلك للرطوبة والضغط والملوحة، فتحدث الأكسدة المطلوبة التي تؤدي للصدأ. وهكذا تولد منه الألوان وتتحدد الأشكال والمساحات، بعد ترك هذه الحفرة الفنية لمدة تتراوح بين أسبوعين وثلاثة أسابيع، وكلما طالت فترة الدفن كلما كثرت الألوان وتداخلت مع بعضها. وهكذا تتميز هذه الأعمال بأن كل لوحة هي لوحة نادرة وفريدة، وحيدة لا يمكن نسخها». ويقول الفنان محمد الاستاد يعود الفضل في تسمية هذا المشروع الفني بـ «دانات الشواطئ» إلى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وذلك بعد أن كانت التجربة تدعى «فن قبور الشواطئ». وبهذه التجرية يكون الفنان محمد الاستاد قد سجل باسمه طريقة عالمية جديدة في عالم الفنون البصرية، من حيث الفكرة والطريقة والتنفيذ. طفرة الفنون وعن ذلك يقول: «في ظل طفرة الفنون المفاهيمية وسيادتها للعالم والإيقاع المتسارع في أشكال الفنون وأفكار الفنانين والأساليب المختلفة في تناول الفن التجريدي والمعاصر والمفاهيمي، إضافة إلى تشتت الذوق الفني وضياع الكثير من ملامح الهوية الفنية العربية وكثرة التقليد الأعمى للغرب، كان لا بد من ميلاد فن جديد يعيد للهوية العربية والفكر العربي مكانته بين فنون العالم». ولكن كيف جاءته هذه الفكرة وطريقته المبتكرة في أدائها يبين: «من خلال الكثير من التجارب والصداقات مع البحر ومفرداته وخصائصه وجبروت شواطئه وما تخفيه من قوى خارقة، فضلا عن الظواهر الطبيعية التي تحدث عليه والمتمثلة في المد والجزر وحرارة الشمس وملوحة مياهه والرطوبة وضغط الرمال والمياه التي تجتمع لتذيب الحديد بعملية الأكسدة، مما يحلل جزيئاته لينتج عنه ما يعرف بالصدأ والذي نراه باللون البني وتدرجاته، من هنا ولدت فكرة »فن دانات الشواطئ« حيث كنت في رحلة بحث عن المختلف في عالم الفنون وعن لون لم يستخدم وخامة لم يتطرق إليها أحد، بحثا عن أفكار تمثل التعاون بين الإنسان والطبيعة، بين فكر الفنان ومعطيات طبيعة البيئة الشاطئية»، ويضيف الاستاد: «لذلك، كان لا بد من التحرر من قيود الفرشاة وحامل اللوحات والألوان التي اعتادها الفنانون من ألوان زيتية ومائية وإكريليك، وكذلك الباستيل الطباشيري والزيتي وفن الكولاج والقصاصات، وكل ما نراه في الطبيعة المباشرة وما تنقله لنا الصور». ويؤكد ذلك موضحا: «أردت تعزيز صداقتي مع الطبيعة الشاطئية، أردت مشروعا فنيا مختلفا وأعمالا جديدة تضيف لعالم الفن بشكل واضح وصريح، ومن هنا اكتشفت ما كان يسمى «فن قبور الشواطئ». حرية الخيال وحول الجديد الذي أبدعه في هذه الطريقة يقول: «في «فن دانات الشواطئ»، وجدت العالم الآخر من الفن حيث لا قيود، فهناك حرية مطلقة للخيال تجعل الرسم والنحت والطباعة مجتمعة في لوحة واحدة، واللوحة هنا مشتركة بشكل دائم بيني وبين الطبيعة. إنها تعطيني الألوان والعفوية في توزيع تلك الألوان وتتيح لي مختلف الأشكال بصورة سريالية تارة، وتجريدة تارة أخرى، ورمزية أحياناً.. لتجعل من اللوحة متعة للناظر المتأمل الباحث في الخيال عن جماليات أتت من عالم قبور الشواطئ وعفويتها» ويضيف أن دور الفنان هنا هو الإرشاد في التكوين والتضمين لأشكال ورسوم وحروف ومفردات يجب أن يراها في نتيجة عمله والفكرة التي انطلق منها بشكل عام وحديث.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©