الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صناعة الشحن البحري تبحر في أجواء ملبدة بالغيوم والأعاصير

صناعة الشحن البحري تبحر في أجواء ملبدة بالغيوم والأعاصير
14 يوليو 2008 01:15
لم يشعر العديد من الأشخاص العاملين في صناعة الشحن البحري بأحوال أفضل في مهنتهم كما أحسوا بذلك في العام الماضي تحديداً وربما في طيلة التاريخ· فناقلو البضائع السائبة شهدوا طفرة وازدهاراً غير مسبوقين بفضل الشهية الصينية العارمة على السلع المطلوبة لتغذية المصانع بينما استمرت خطوط سفن الحاويات تنقل المنتجات النهائية للأسواق الغربية وبشكل حقق ثروات هائلة· بل إن أسعار أسهم شركتين للشحن في هونج كونج وهما ''باسفيك بيزين'' و ''جينهوي هولدينج'' ازدادت الى خمسة أضعافها ما بين منتصف عام 2006 وعام ·2007 وفي هذه الأثناء تم استدرار أموال هائلة من التعاملات الخاصة، فمن المعروف أن قيمة السفن تنخفض بشكل عام كلما ازداد عمرها، إلا أن إحدى ناقلات الحديد الخام التي تم بناؤها بتكلفة 31 مليون دولار عام 2001 تمكن مالكها من بيعها بسعر بلغ 150 مليون دولار في عام 2007 قبل أن يتم تأجيرها بسرعة في عقد طويل الأجل محققة أرباحاً هائلة للمشتري حتى بعد المبالغ الكبيرة التي جناها البائع· ويبدو أن هذه المبيعات استمرت تحقق المكاسب، إذ أن إحدى الناقلات التي تم شراؤها مقابل 142 مليون دولار وما زالت قيد الإنشاء تم إعادة بيعها مؤخراً الى شركة أخرى نظير مبلغ 168 مليون دولار بسبب أن الأعمال التجارية في البترول استمرت تتسم بالقوة والنشاط، وكذلك فإن المكاسب المتحققة من قبل شركات خطوط الشحن ولشركات بناء السفن نفسها ما زالت تسجل إيرادات وأرباحاً عالية في ظل استمرار الاقتصاد العالمي في التوسع· إلا أن هنالك مؤشرات برزت مؤخراً تدل على الضعف والتباطؤ· وكانت شركة باسيفيك بيزين قد أعلنت عن أرباح سنوية في مارس المنصرم بقيمة بلغت 472 مليون دولار، أي بارتفاع نسبته 328 في المائة مقارنة بالعام الماضي· إلا أن سعر سهم هذه الشركة شهد انخفاضاً بنسبة 30 في المائة تقريباً من الذروة التي كان قد بلغها في نوفمبر من العام الماضي· أما أسهم شركة جينهوي فقد تراجعت أيضاً بمقدار أكبر من ذلك حيث أعلنت الشركة في يناير الماضي أنها دفعت مبلغ 4 ملايين دولار من أجل إلغاء عقد بناء سفينتين لنقل الحديد الخام تبلغ قيمة كل منهما 123 مليون دولار كانت قد طلبت شراؤهما في نوفمبر الماضي· وقد عزت الشركة عملية الإلغاء الى مصاعب مالية تعرضت لها كنتيجة لأزمة الائتمان الأميركية· إلا أن رجال البنوك من جانبهم اعتبروا أن السبب ربما يعود الى تباطؤ الطلب على الشحن البحري بشكل عام في ظل ازدياد المعروض من السفن· على أن هنالك العديد من الشركات الأخرى في الصناعة التي بدأت تشعر بالقلق والمخاوف مما جعلها تتخذ خطوات متسارعة نحو الاندماج· فشركة ميدرسيك لاين في الدنمارك التي تعتبر رائدة الصناعة تخطط للشروع في تقاسم السفن مع منافسيها في المسارات العابرة للمحيط الهادئ كجزء من برنامج واسع يهدف الى خفض التكاليف· أما شركة نيبتون أورينت لاينز السنغافورية فقد دخلت في مفاوضات تهدف للارتباط والتعاون مع شركة تي يو آي الألمانية العملاقة في صناعة الشحن البحري· وبالطبع فإن الصناعة استمرت تشهد العديد من حالات الازدهار والتراجع في الماضي وآخر هذه التقلبات حدثت في أواخر حقبة التسعينيات، إلا أنها ظلت تحقق الأرباح بشكل عام· ولكن ومع استمرار نمو الإيرادات فقد أخذت هوامش الربح في الانكماش والتراجع وفقاً لإحصائيات مصرف ''يو بي إس'' الاستثماري· وتكمن المشكلة الرئيسية في أن الطلب المتنامي في عام 2003 شجع شركات خطوط الشحن على طلب شراء أعداد هائلة من السفن الجديدة· والآن فإن 60 في المائة تقريباً من السعة العالمية من السفن أصبحت في طريقها للإبحار في وقت قريب لكي تفاقم من الزيادة الهائلة أصلاً في المعروض خلال فترة السنوات الثلاث الماضية· لذا فإن هذا الفائض الكبير في سعة الشحن أخذ يجبر الأسعار على الانخفاض والتراجع· ولكن النقص في كوادر القباطنة وارتفاع أسعار النفط الى مستويات غير مسبوقة باتا يعنيان أن تكلفة الشحن أصبحت مرتفعة أيضاً· وبسبب أن التضخم أخذ يزيد من قيمة البضائع فقد ارتفعت أيضاً تكاليف التأمين على هذه البضائع· وكان من الممكن توفير بعض المبالغ وبخاصة عبر تقليل سرعة السفن من أجل توفير الوقود إلا أن الزبائن ظلوا وبشكل متزايد لا يتحملون المزيد من التأخير في استلام بضائعهم· وعلى العموم فبالرغم من الأجواء السيئة التي تنتظر الصناعة في المستقبل القريب يجب علينا أن نتذكر أنه على الرغم من أن صناعة الشحن البحري أصبحت ضمن القطاعات الأولى التي شعرت ببرودة التباطؤ إلا أنها من المؤكد سوف تصبح المستفيد الأول من الانتعاش مهما تأخر وصوله وبخاصة أنها تمتلك وفرة هائلة في السعة· نقلاً عن ''إيكونوميست''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©