الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تجاذبات إدانة «شين»

13 سبتمبر 2009 02:15
شهدت محاكمة الرئيس التايواني السابق «شين شوي بيان» التي تطلق عليها وسائل الإعلام التايوانية «محاكمة القرن»، تطوراً لافتاً أول من أمس، عندما أصدر قاضي المحكمة حكماً بسجن «شين» مدى الحياة على خلفية اتهامات بالفساد والحنث باليمين. كما حكم على «شين» بأحكام إضافية لتورطه في غسيل الأموال، وتلقي رشاوى. غير أنه يتوقع أن يستأنف قرار محكمة تايبيه الابتدائية. وقد أصدرت المحكمة أيضاً حكماً بالسجن مدى الحياة على زوجة «شين»، وبالسجن لمدة 20 عاماً على أحد كبار معاونيه، هذا إضافة أحكام أخف على آخرين. ومن المعروف أن أخبار تلك المحاكمة قد اجتذبت انتباه التايوانيين لما يزيد عن ثلاث سنوات حتى غدت أشبه بمسلسل تلفزيوني تعرض حلقاته يومياً على المشاهدين، ويتم فيه التمعن في كل خطوة يقوم بها أي فرد من أفراد عائلة «شين» الممتدة، وجعلها موضعاً للجدل إلى درجة أصابت المشاهدين بالملل في النهاية. ويعبر «هسو يانج- منج» المحلل السياسي بجامعة «سوتشاو» عن ذلك بقوله: «لم يعد الجمهور يركز جل اهتمامه على هذه القضية، وإنما أصبح أكثر اهتماماً بما سيكون عليه مستقبل البلاد تحت حكم مجلس الوزراء الجديد». يشار إلى أن تايوان قد أجرت تعديلا وزارياً في محاولة لتهدئة الرأي العام، الذي استبد به الغضب، بسبب الطريقة التي استجابت بها الحكومة للإعصار «موراكوت» الذي ضرب الجزيرة، وأحدث بها خسائر فادحة في الممتلكات والأرواح. وكانت قضية «شين» قد بدأت في صورة ادعاءات بسوء استخدام أموال صندوق خاص تابع للسلك الدبلوماسي التايواني، غير أنها تطورت فيما بعد إلى تهم بتهريب ملايين الدولارات من خلال شبكة معقدة من الشركات الهيكلية- الصورية وحسابات البنوك الأجنبية. وقد انتقد المراقبون سواء في تايوان، أو في الخارج، الطريقة التي تمت بها معالجة تلك القضية حيث كانت التسريبات لوسائل الإعلام شيئاً يكاد يكون ثابتاً فيها، مما مكن صحيفة من الصحف الشعبية «التابلويد»من التنبؤ بالحكم الذي سيصدر على «شين». أما «شين» نفسه فقد رفض الظهور في المحكمة لسماع الحكم الصادر ضده، ولا يزال يصف المحكمة بأنها قد تمت لدوافع سياسية في الأساس، وأنها تأتي في سياق المحاولات الرامية للنيل منه، واستهدافه من قبل حزب «الكومنتانج» الحاكم بسبب صراحته وآرائه. يذكر أن «شين» وخلال الفترة التي تولى فيها الحكم من 2000 إلى 2008، كان يدأب على استفزاز الصين -والولايات المتحدة أيضاً- بحديثه المتكرر عن تايوان باعتبارها «دولة ديمقراطية مستقلة»، وهو ما كان يثير غضب بكين التي ترفض رفضاً باتاً أية جهود في الجزيرة ترمي الانفصال عن البر الصيني الرئيسي، وتصر على أنها جزء منها، ويجب أن تعود إلى حظيرتها في نهاية المطاف. وفي الوقت الراهن ساءت صورة «شين» في نظر معظم التايوانيين: فأنصار «الكومنتانج» دأبوا على توجيه الانتقادات الشديدة له، كما أن أنصاره قد شعروا بالغضب بسبب جسامة التهم المسندة إليه، وأصبحوا يقولون إنه قد لطخ صورة حزبه، وأعاد تايوان خطوات إلى الوراء على رغم ادعائه الدفاع عن مصالحها خلال فترة حكمه. وعلى رغم ذلك خرجت مجموعة متطرفة للشوارع للاحتجاج على القرار الذي أصدرته المحكمة على «شين». وتمكن ما يقرب من 40 ضابط شرطة يقفون خلف صفوف من حواجز الأسلاك الشائكة بصعوبة بالغة من إبعاد المحتجين الثائرين عن المحكمة في وقت إصدار الحكم. وقد حمل هؤلاء المحتجون لافتات مكتوب عليها «أطلقوا سراح آه بيان» (اسم الشهرة لشين) و«محاكمة غير عادلة» كما اشتبك بعضهم بالأيدي مع قوات الشرطة. ويقول البروفيسور «هسو» مع ذلك: «إن حزب شين غير مهتم بالدفاع عن براءته في هذه اللحظة من الزمن». ويوضح ما يعنيه بقوله: «إنهم يعتقدون أنه قد ارتكب خطأً ما، ولا يريدون أن يتورطوا في قضية قانونية ويركزون في الوقت الراهن على الشق الخاص بحقوق الإنسان، أملا في تأمين الإفراج عنه في نهاية المطاف». جوناثان آدامز - تايوان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©